مبارك إلى جنوب أفريقيا وأوغندا غداً لبحث قضايا الخرطوم والمياه والتعاون

نائب البشير يزور مصر لشرح مبادرة «أهل السودان والسلام في دارفور»

TT

يعرض علي عثمان طه، نائب الرئيس السوداني، على الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الأحد، مبادرة «أهل السودان والسلام في دارفور»، ويناقش معه تطورات الأوضاع والمستجدات بالسودان، في ضوء موقف لويس مورينو اوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، بخصوص مذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر البشير، فيما يتوجه الرئيس مبارك غداً الاثنين إلى كل من جنوب أفريقيا وأوغندا، لبحث كيفية تطويق أزمة السودان مع المحكمة الجنائية الدولية، كما تشمل مباحثات مبارك في جوهانسبرغ وكمبالا، إطلاق شراكة مصرية جديدة مع الدولتين.

وقال السفير عبد المنعم محمد مبروك، سفير السودان بالقاهرة إن علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني، الذي يزور مصر على رأس وفد رفيع المستوى، سوف يقدم للرئيس مبارك كذلك شرحا حول مبادرة «أهل السودان والسلام في دارفور»، التي تحظى بموافقة كافة القوى السياسية السودانية.. موضحا أن زيارة عثمان لمصر تأتي في إطار التحرك الدبلوماسي عالي المستوى، لتوضيح مواقف السودان من قضيته مع المحكمة الجنائية الدولية.

ومن المتوقع أن يطلع الرئيس مبارك، المسؤول السوداني على نتائج لقاءاته خلال الأيام الماضية مع رئيس الوزراء الايطالي برلسكونى حول معالجة قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن الرئيس السوداني، وكذلك اتصالاته المقبلة مع عدد من القيادات في كل من جنوب أفريقيا وأوغندا.

وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أن الرئيس حسني مبارك سوف يطلق خلال زيارته التاريخية التي يقوم بها خلال الأيام القليلة القادمة لكل من جنوب أفريقيا وأوغندا، إشارة البدء «لشراكة مصرية أفريقية جديدة مع الدولتين»، تتأسس على مبادئ حسن الجوار الأفريقي، والاحترام المتبادل والمصير المشترك، وترسي دعائم التعاون المصري مع الدولتين الكبيرتين في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية.

وقال أبو الغيط في تصريحات صحافية أمس «إن هناك تطلعات شعبية ورسمية كبيرة محيطة بهذه الزيارة، سواء في مصر أو في دولتي جنوب أفريقيا وأوغندا، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك كان قد وعد الرئيسين الجنوب أفريقي تابو مبيكي والأوغندي موسيفيني، أثناء انعقاد القمة الأفريقية الأخيرة بشرم الشيخ، بتلبية دعوتيهما لزيارة البلدين.

وأضاف أبو الغيط، أن الزيارة التي سيقوم بها مبارك لجنوب أفريقيا، هي أول زيارة يقوم بها رئيس مصري على الإطلاق لجنوب أفريقيا، عقب الاستقلال، وهو ما يعطيها زخما وأهمية خاصة، مشيرا إلى أن المباحثات التي ستجرى بين الرئيسين مبارك ومبيكي ستشمل كافة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها قضايا الشرق الأوسط وإيران والسودان الصومال وزيمبابوي، فضلا عن موضوعات دولية أخرى على قدر كبير من الأهمية، كموضوع الأمن الغذائي وإصلاح الأمم المتحدة ومستقبل التعاون في إطار مبادرة النيباد والعلاقات التجارية بين القارة الأفريقية ودول العالم.

وأشار أبو الغيط إلى أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على «إعلان نوايا» حول التعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد والخدمة المدنية والبترول والغاز والموارد المعدنية.

وفي ما يتعلق بزيارة الرئيس مبارك لأوغندا، التي تعقب زيارته لجنوب أفريقيا، أكد وزير الخارجية المصري على العلاقة الخاصة التي تجمع بين مصر وأوغندا، باعتبارها إحدى الدول المهمة في منطقة حوض النيل، والاهتمام الخاص الذي يوليه مبارك لدفع وتعزيز العلاقات بين البلدين، في إطار مبادرة حوض النيل وغيرها من أطر التعاون الثنائي والإقليمي والدولي .

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن اتفاقية مبادرة حوض النيل، التي دخلت مفاوضات مطولة بين الدول العشر لحوض النيل، أوشكت على الانتهاء حيث كشف مصدر دبلوماسي مصري النقاب عن أنه تم الانتهاء من 98 في المائة من بنود الاتفاقية، ولا يزال هناك اثنان في المائة فقط من بنودها محل تفاوض، ويتعين أن يتم حسمها على مستوى قادة الدول.

وأضاف أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على بيان ختامي «يعكس رغبة الزعيمين في تطوير ودفع العلاقات الثنائية للأمام وموقف الدولتين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».