المتحدث باسم «علماء المسلمين» العراقية: الحكومة تتظاهر في العلن أنها عدوة لنا.. وخلف الكواليس تطلب اللقاء

محمد بشار الفيضي لـ «الشرق الأوسط»: زرنا بشكل سري المراجع الدينية في النجف وكربلاء.. ودفعنا الثمن بسبب دفاعنا عن المقاومة

محمد بشار الفيضي في حديثه لـ «الشرق الأوسط»
TT

كشف الدكتور محمد بشار الفيضي، عضو الامانة العامة لهيئة العلماء المسلمين والمتحدث الرسمي باسمها، عن ان «نشاط القاعدة في العراق لم يتجاوز الـ 15% من اعمال المقاومة ضد المحتل، بينما كان نشاط المقاومة العراقية يبلغ 85%»، مشيرا الى ان «المحتل كي يضرب مشروع المقاومة يحاول أن يصور للعالم أن الذين يقاتلونهم في العراق كلهم ينتمون إلى تنظيم عالمي اسمه «القاعدة» والغاية من ذلك ضرب المقاومة العراقية تحت شعار محاربة القاعدة». جاء ذلك في حديث للفيضي خلال انعقاد مؤتمر الهيئة في دمشق والذي ينتهي اليوم، حيث يعتقد انه سيعاد انتخاب الدكتور حارث الضاري امينا عاما للهيئة.

يذكر ان مؤتمر الهيئة الذي يعقد كل عامين، حمل في دورته الحالية شعار «لا للاحتلال لا للاتفاقية لا للتقسيم» وبحضور طيف واسع من ممثلي قوى وتيارات سياسية عراقية، شيعية سنية كردية يزيدية ومسيحية. وفيما يلي نص الحوار:

> اعتمدت الهيئة عند تأسيسها نظاما داخليا عالميا مماثلا للمؤسسات الثقافية مثل «الأزهر»، لكنها برزت كقوة سياسية في العراق؟

ـ ان النظام الداخلي للهيئة يجعل الاهتمام السياسي من خلال لجنة للعمل السياسي، لكن ظروف العراق الطارئة وغياب القوى السياسية المعارضة اضطرت الهيئة للدفاع ولملء الفراغ واضطرت لممارسة العمل السياسي. > لكن الهيئة تشكلت إثر احتلال العراق وبالتالي لا يمكن إغفال الأساس السياسي في تشكيلها؟

ـ الهيئة تشكلت بعد خمسة أيام من بدء الاحتلال، وعلى أساس ملء الفراغ في إدارة المساجد بعد انهيار الدولة، وبني عملها على أساس ثلاثة محاور: الأول ملء الفراغ الإداري لوزارة الأوقاف، فنصبت الهيئة نفسها كوزارة أوقاف لمعالجة المشاكل الطارئة. والثاني هو لاحتواء الفتنة الطائفية، لأننا رأينا القوات الاميركية تركت مخازن السلاح الثقيل والخفيف العائدة للجيش العراقي بيد الناس، وكان هناك شعور بنية مبيتة لحرب أهلية، لذلك قامت الهيئة بزيارات سريعة للمراجع الدينية في النجف وكربلاء، وللمسيحيين، وتم تبادل مواثيق وفتاوى تؤكد على حرمة الدم العراقي. اما المحور الثالث، فيتلخص بتثقيف الشعب العراقي ضد الاحتلال، ففي البداية كان لدى البعض من ابناء الشعب العراقي شبه حسن ظن بالأميركان بأنهم خلصونا من النظام السابق وأنهم سيبنون البلد، وهذا أمر خطير، لذا سعينا ضمن إمكانياتنا المنبرية والخطب والمهرجانات الشعبية وغيرها إلى تثقيف الشعب وتعبئته ضد الاحتلال واعتبار المقاومة فرضا دينيا وقد لاقى عملنا صدى عند الشباب. وكان نشاط الهيئة ضمن هذا الإطار ولم يكن لدينا نشاط سياسي لأننا كنا نعول على الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة. إلا أن عملنا السياسي بدأ بعد تشكل مجلس الحكم حيث تفاجأنا بأن كل القوى السياسية وقد انخرطت في مجلس الحكم الذي هو مشروع أميركي ومن دخله كان يدعم هذا المشروع، ورأينا أن العراق خلا من صوت المعارضة، مما اضطررنا لولوج العمل السياسي.

> برز اسم الهيئة من خلال مساهمتها في تحرير الرهائن في العراق وهو ما جعلها موضع اتهام حول علاقتها مع المجموعات التي كانت تقوم باختطاف الرهائن؟

ـ لا يخلو أي عمل ايجابي من حاسدين ومغرضين وأعداء. قضية الرهائن تتعلق بفعل المقاومة ونشاط المقاومة، نحن نعتقد أن المقاومة تاج على رؤوس العراقيين ويهمنا أن تؤدي دورها بسلام ومن دون أخطاء، وقد مارسنا منذ البداية دور التوجيه والتصويب والدفاع عن المقاومة، ودفعنا ثمن ذلك غاليا، فالأميركيون صنفوا الهيئة على الفور ضمن المجموعات الإرهابية كوننا ندعم علنا المقاومة العراقية، لأن من ضمن فعالياتنا حينما كانت المقاومة تقع في خطأ المبادرة فورا إلى معالجة المشكلة وتحذير أبنائنا من الوقوع في الخطأ، وأحد مظاهر هذا التصحيح كانت قضية الرهائن التي ظهرت بعد الفلوجة والتي كان لها ظروفها وأسبابها الموضوعية لكن في نظرنا كانت خطأ لأن الرهائن الذين كان يمسك بهم كانوا إما من الصحافيين أو مدنيين ولم يكونوا أداة بيد المحتل، ولهذا كنا نقول للشباب إن ما تفعلونه خطأ لا يجوز الإمساك بأي رهينة لا علاقة لها بالاحتلال، وبالتالي يجب أن تطلقوا سراح أي رهينة تتأكدون أنها لا تدعم المحتل، وقد تفاجأنا بالرد السريع للشباب واستجابتهم لنداء هيئة علماء المسلمين، وتم إطلاق سراح رهائن صينيين ويابانيين وروس.

وحين تم تحرير الرهائن اليابانيين اتصل بنا شباب، يعلم الله أننا لا نعرفهم، وقالوا انهم من المقاومة ولديهم رهائن من اليابانيين ويريدون إطلاقهم لكن لا يعرفون كيف، فعرضنا عليهم المساعدة وتم ذلك بأن جاءوا بهم إلى مسجد تابع لأحد اعضاء الهيئة.

> لكن هذا كاف لإدانة الهيئة والملاحقة من قبل قوات الاحتلال؟ ـ نحن منذ البداية وقفنا في وجه أميركا، ومن سلب بلده يضع عنقه في سبيله، الطريق منذ البداية شائك لكنه قدرنا ولدينا 200 شهيد وأكثر 180 معتقلا لدى الأميركيين والحكومة، نحن لا نحسب حسابا لمثل هذه الأفكار. > هل تراجعت أعمال الخطف؟

ـ تراجعت بسبب نصائحنا للمقاومة بفضل الله، المقاومة تحترم الهيئة > لكن غالبية عمليات الخطف كانت تتم من قبل «القاعدة» هل كنتم على اتصال معهم؟ ـ «القاعدة» لم تكن تستمع إلينا وكانت تقتل الرهائن، ومع ذلك كنا نطلق نداءاتنا لإطلاق سراحهم ولم نسكت بل كنا نصدر بيانات إدانة إلى حد يثير حفيظتهم (القاعدة) وهذا لا يعنينا لأننا يجب أن نتصرف وفق منطق الحق.

> «القاعدة» أيضا تعتبر نفسها مقاومة للاحتلال وأنتم متهمون بأنكم تدعمونها ؟

ـ من خلال خبرة اكتسبناها خلال التعامل مع المحتل؛ فان المحتل كي يضرب مشروع المقاومة يحاول أن يصور للعالم أن الذين يقاتلون في العراق ينتمون إلى تنظيم عالمي اسمه «القاعدة» والغاية من ذلك ضرب المقاومة العراقية تحت شعار محاربة «القاعدة». نحن أصحاب بلد ندافع عن بلدنا يجب أن لا تنطلي علينا الحجة وأن لا نقع في الفخ الأميركي، لذلك كنا نؤكد دوما على أن الذين يقاومون الأميركيين هم أهل العراق وكل من يقتل أميركيا لا يسمى إرهابيا وكل من يقتل مدنيا بريئا هو إرهابي، فيما يصر الاميركيون أن الذين يقاتلون هم من القاعدة، ونحن نأبى، لذلك فإما انتقاما أو محاولة لخلط الأوراق أخذ يشيعون أن الهيئة تدعم «القاعدة». علما أننا نختلف معها بالإيديولوجيا وفي الأهداف وهناك فوارق كثيرة. > من خلال خبرتكم على الأرض كم تقدرون حجم أعمال «القاعدة» ضمن الأعمال القتالية في العراق؟

ـ «القاعدة» لم يكن حجمها كبيرا. لدينا بحوث في هذا الخصوص نشرت في مجلات عربية تحدثت عن تشكيلات المقاومة بشكل علني، و«القاعدة» في أوج نشاطها أيام أبو مصعب الزرقاوي لم تكن تشكل أكثر من 15 % والمقاومة العراقية كانت 85%، وتنظيمات القاعدة كانت تنشط وتضعف ضمن نسبة 15% حسب الظروف، لكن ليس من مصلحة الأميركيين الكشف عن هذه الحقيقة، لأن ذلك سيحرجهم أمام العالم، حيث أن قوانين الأمم المتحدة تجيز مقاومة المحتل، لذلك حين يقولون إن الذين يقاومون هم «القاعدة»، سيكسبون الرأي العام الدولي ويضعفون المقاومة، الهيئة لم تكن نسمح بهذه اللعبة وكنا نفرق دائما بين المقاومة العراقية و«القاعدة»، وكنا نقول إنهم أبناء العراق ويمارسون حقا ما تشرعه الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، لكن حجم الإعلام الأميركي وحجم إعلام القوى المتعاونة مع أميركا ـ هناك أكثر من عشرين قناة فضائية ـ لعبت دورا كبيرا، فكانوا يقولون الهيئة إرهابية وان الهيئة تؤيد الإرهاب، لدينا بياناتنا ولدينا نشاطاتنا وحواراتنا الصحافية والتي ليس فيها كلمة واحدة تدعم العمليات الإرهابية.

> بداية الحديث قلت إن الهيئة شكلت لملء الفراغ في إدارة المساجد وهناك، من يقول إن غالبية أعضاء الهيئة هم من موظفي وزارة الأوقاف في فترة النظام العراقي السابق وبما يعني أنها إعادة إنتاج للنظام البعثي السابق بلبوس ديني إسلامي؟

ـ اريد أن أسأل هل كل موظف كان في الدولة العراقية يحسب على النظام السابق؟ كان هناك حوالي اكثر من مليون موظف عراقي في نظام صدام هل كل هؤلاء بعثيون ؟ هذا لا يجوز، هذا كلام باطل. أنا كنت موظفا في وزارة الأوقاف وكنت مستقلا، بل كانت لدينا مشاكل مع النظام السابق، أعضاء الأمانة العامة أي قياديي الهيئة الـ 13، منهم 11 عضوا لديه مشاكل مباشرة مع النظام السابق بعضنا سجن وبعضنا عذب وبعضنا طرد من الوظيفة.

> لكن هذا يقال أيضا عن المقاومة، بأنها تتشكل من بعثيي النظام السابق الذين عادوا إلى على شكل تنظيمات إسلامية ؟

ـ هذا ما يقوله حزب الدعوة والمجلس الأعلى، لأنهم كانوا يحرجون أمام جماهيرهم حين يرونهم لا يقاومون، وخاصة في بداية المعركة عندما كانت الأنبار والفلوجة والموصل وصلاح الدين تقاوم بينما النجف والبصرة ساكتتين، لا شك أن هذا يحرج هؤلاء الساسة، وكي يقنعوا جماهيرهم كانوا يقولون إن المقاومين هم من البعثيين الذين يريدون إعادة مكتسباتهم الزائلة. > هل نفهم من كلامك أن خلافكم مع المجلس الأعلى وحزب الدعوة هو خلاف سياسي وليس خلافا دينيا طائفيا؟

ـ ليس لدينا أي خلاف طائفي ونرفض الطائفية جملة وتفصيلا، ولا نعتقد بوجود مشكلة طائفية، ومن يتابع تاريخ العراق والنسيج الاجتماعي المتماسك سيجد أنه لا يوجد في تاريخ العراق أي حدث طائفي. ولكن ما يجري أن هؤلاء الطائفيين ليس لديهم مصداقية ولا سلوكيات تساعدهم للحصول على تأييد جماهيري، عمدوا إلى إثارة النعرة الطائفية لكي تنحاز إليهم جماهيرهم، هذا كل ما في الأمر، فكان يقال السنة يريدون السلطة والسنة حكمونا 1400 سنة والشيعة مظلومون ..إلخ .. الإنسان العادي البسيط يصدق هذا، لكن الأداء السيئ للساسة خلال هذه السنوات، دفع المواطن الشيعي إلى الانصراف عنهم، ليعود إلى وضعه الطبيعي وهو مواطن عراقي وخير العراق يكفي ويزيد للجميع، وقد فشلت الإدارة الأميركية حتى اللحظة بإشعال حرب أهلية في العراق.

> ماذا تسمي عمليات التهجير الواسعة التي جرت في العراق أليست هذه أعمالا طائفية ؟

ـ السؤال يجب أن يوجه لمن يقوم بعمليات التهجير.

> هيئة علماء المسلمين من ضمن المتهمين بالضلوع بهذه العمليات ؟

ـ قبل القول طبعا هيئة علماء المسلمين دائما متهمة، هناك دائما متناقضات في الاتهامات الموجهة للهيئة، مثلا هناك جهة قالت أنتم لا وزن لكم في الشارع وهي مجرد هيئة تصدر بيانات، الجهة ذاتها قالت إن الهيئة هي من قادت السنة إلى ارتكاب أخطاء وتسببت بخسارتهم مواقع مهمة في الدولة، لذلك نحن بحاجة لمن يفك الأحاجي والألغاز كيف لا وزن لنا في الشارع، من جهة، وكيف أننا نقود السنة لارتكاب الأخطاء من جهة ثانية؟ افصلوا بالأمر إما هذه وإما تلك، هذه تناقضات كبيرة. التهجير قام به المجلس الأعلى من خلال منظمة بدر والتيار الصدري من خلال جيش المهدي. وهذا لم يعد سرا. > تقصد الشيعة ؟ ـ أقصد الساسة، أنا افرق دائما وأريد تسليط الضوء على هذا النقطة، هناك فرق بين أن يمارس القتل والتهجير بين أبناء الشعب وبين أن يمارسه ساسة أو ميليشيات مدعومة من جهات خارجية، وآسف لضرب مثل لبنان هنا، فهو بلد شقيق ولكن ليس لدينا في العراق حس طائفي مشتعل مثل الموجود في لبنان، هناك نزاع طائفي عرقي على مستوى الشعب وهذا مخيف، لذلك عندما يقع حدث في لبنان نمسك قلوبنا لأننا نعرف أنه إذا اشتعلت في لبنان لن تنطفئ، في حين أنه في العراق لا توجد حالة مماثلة، على المستوى الشعبي، هناك شيعي جاره سني والعكس، وثمة معلومة غير معروفة كثيرا وردت في تقرير لعلماء مجتمع عراقيين وهي أن نسبة الزواج المتشابك بين مختلف الفئات والطوائف العراقية تشكل 26 % من حالات الزواج في المجتمع العراقي. > لكن هناك حالات طلاق كثيرة تحصل اليوم لأسباب طائفية ؟ ـ ليست كثيرة و تفرض بالقوة من قبل الميلشيات.

> الوضع الاجتماعي في العراق بدأ يترسخ على أساس فرز ديني وإقامة مناطق معزولة وتكتلات دينية وعرقية؟ ـ هذا موجود بفعل الميليشيات وحتى الأجهزة الحكومية، والحرس الوطني والشرطة بدأوا بعزل المناطق، لكن هذا يفرض بالقوة، وليس الشعب من يقوم بذلك، الناس لغاية الآن لم تبع بيوتها، لذلك نعتبر ذلك وضعا مؤقتا. لأن السني يعلم تماما أن جاره الشيعي لم يهجره بل الميليشيا، وكذلك الشيعي لديه علم أن الذي هجره ليس جاره السني بل جماعات متطرفة وافدة من الخارج.

والآن لننظر ماذا تفعل الحكومة لتأجيج الطائفية، مثلا في منطقة مثل العامرية في بغداد فيها سكان شيعة تم تهجيرهم، ثم طلبت إعادتهم إلى بيوتهم، بدورهم أهل المنطقة رحبوا بذلك لكن المالكي أتى بسكان شيعة من غير أصحاب البيوت الأصلية، وهذا ما حصل في العامرية وفي أماكن أخرى. هم يريدون تأجيج الطائفية.

> ماذا عن خلافكم مع رئيس الوقف السني ولماذا تم إغلاق مقر الهيئة ؟ ـ هناك خلاف سياسي، أحمد عبد الغفور رئيس الوقف السني، طالبنا فجأة بإخلاء مبنى مقر الهيئة، علما أن المقر تابع للمساجد السنية الرئاسية التي بناها صدام حسين وكانت ملحقة بديوان الرئاسة وليس بوزارة الأوقاف، وقد حافظنا على مسجد أم القرى، مقر الهيئة، حين تعرضت المساجد للسلب والنهب والاستيلاء من الطوائف الأخرى مع دخول قوات الاحتلال. وتصرف عبد الغفور حيال إغلاق المقر تم ضمن صفقة مع المالكي، فالمالكي نفسه لم يجرؤ على هذه الخطوة ولا حتى القوات الأميركية، وإنما تجرأ باتخاذها عبد الغفور، إلا أن ردود الفعل جاءت عنيفة من قبل الناس وبعض القوى السياسية في الداخل والخارج، لذلك تناقضت تبريراته للموقف، فقال مرة إنهم لا يدفعون الإيجار ونحن ليس بيننا وبينه عقد إيجار ولا المبني تابع للأوقاف، ومرة أخرى قال ان الهيئة تدعم الإرهابيين. القضية؛ هي قضية سياسية هم منزعجون من صوت الهيئة الرافض للاحتلال والفاعل في العملية السياسية، ويريدون إغلاق فمها بأي طريقة، فتمت ملاحقة أعضاء الهيئة، وإصدار مذكرة اعتقال بحق الأمين العام، الشيخ حارث الضاري، وبحقي أنا، وتم إغلاق مقار الهيئة والإذاعة الخاصة بها (أم القرى). مستغلين غياب الأمين العام خارج العراق، ويهدفون من وراء ذلك إضعاف الهيئة. > وماذا عن خلافكم مع مجالس الصحوة ؟

ـ الصحوة رفضناها من بداية ظهورها لأنها إخراج أميركي شكلت للخروج من الأزمة، ولهذا وفي وقت مبكر خرج الأمين العام للهيئة وتكلم عن الصحوة بكلام قاس، فسر كلامه بأنه دعم للارهابيين، لأن الصحوة أيضا ظهرت تحت ستار محاربة «القاعدة»، وقد وضحنا أنها أكذوبة يراد من خلالها القضاء على المقاومة تحت شعار محاربة «القاعدة» وهي تمول أميركيا، وتعتبر مشروعا أميركيا مسلحا لا يختلف عن المشروع السياسي، وقد أثبتت الأيام صحة ذلك. فهي صناعة أميركية تدار بمال أميركي وحققت أغراضها، إذ تم القضاء على المقاومة في الأنبار وكثير من المناطق، في حين أنه لم يتم القضاء على «القاعدة». والأميركان بعد أن حققوا هدفهم من الصحوة بدأوا يرمونها، وهذا ما اكده قائد أميركي عندما قال «لم يعد لدينا شأن بالصحوة». > الأميركيون اتصلوا أيضا بالهيئة وكان لكم معهم حوار؟

ـ الأميركيون، في البداية، طافوا على كل القوى السياسية في الساحة العراقية، ومن ضمنها الهيئة، وقد زارنا المساعد السياسي لبول بريمر، بغية جس النبض، إلا أنهم وجدوا عودنا صلبا فانقطعوا عنا وتجاهلونا في كل الفعاليات السياسية، ويمكن ملاحظة ذكر السيستاني ورد على لسان بريمر في حواراته وتصريحات مئات المرات، بينما لم يجر على لسانه أي ذكر للهيئة، والسبب هو اننا لسنا على هواه مع أننا كنا على الساحة وفي الإعلام. > ألم يحصل أي حوار مع الأميركيين ؟ ـ ابدا، لكن زار مقرنا أميركيون عسكريون وسياسيون كثيرون في إطار التشجيع على المشاركة في الانتخابات، وكان جوابنا دائما الرفض. > وماذا عن علاقتكم مع الحكومة أليست هناك محاولة للحوار؟

ـ الحكومة في العلن تتظاهر أنها عدوة لنا ومن خلف الكواليس ترسل ألينا الرسل تطلب اللقاء.

> بماذا تردون ؟ ـ مرة أو مرتين رفضنا وفي مرات لاحقة وافقنا بشروط، إحدى المرات زارنا مدير مكتب المالكي كما زار الدكتور حارث شخصية مقربة من الحكومة، لكنهم كانوا حين لا يصلون معنا إلى اتفاق يقولون إنها لقاءات شخصية وهذا هو اسلوبهم. حتى أنهم أرسلوا لنا رسائل مفادها أن السنة الموجودين في الحكومة لا يعول عليهم في العملية السياسية انتم من يمثل السنة حقيقة فتعالوا نتعاون، لكننا اعتذرنا كوننا لا ندعي أننا نمثل السنة. > إذن ماذا تريدون وما هي شروطكم ؟

ـ نريد ألا يأتوا إلينا ويقولون لنا اقروا الدستور وان يملوا علينا أفكارهم بل أن يأتوا للنقاش في كل شيء.

> كيف يكون للهيئة دور مؤثر وهي خارج المؤسسات السياسية؟

ـ تلعب دورها في المعارضة السياسية > من من الدول يدعم الهيئة؟

ـ الدول العربية عموما تحترم الهيئة وتثق بها، لكن لا أحد يجرؤ على دعمها. > تعقدون مؤتمرا تحت عنوان لا للاحتلال لا للاتفاقية لا للتقسيم ما اعتراضكم الأساسي على الاتفاقية الأمنية ومن يعارضها من القوى العراقية؟ ـ الاعتراض الأهم أن ليس هناك منطق في أن توقع دولة الاحتلال اتفاقا مع الدولة التي تحتلها، الاتفاق يكون بين دولتين ذات سيادة والعراق محتل فكيف يتم الاتفاق، المراد من الاتفاقية وضع العرق في الجيب الأميركي هذا على صعيد الإجمال أما في التفاصيل فالأمور مرعبة يعني احتلال مقنن تحويله إلى من احتلال مباشر إلى احتلال بواسطة الحكومة. هناك قوى عراقية كثيرة تعارض الاتفاقية والثقل الآن للقوى المناهضة للاحتلال والحكومة في وضع المحتضر. > هذا كلام سمعناه كثيرا في الفترات السابقة لكن الحكومة ما تزال قائمة؟ ـ صحيح لكن إذا بوش سحب يده ستسقط الحكومة > هل تراهنون على رحيل بوش؟

ـ بعد رحيل بوش ستحدث متغيرات قد تفاجئ الجميع > هل هذا برنامج عمل؟

ـ لا. هذا رأي استشرافي وحسب تحليلي شخصي.