تقدم حزب الرئيس الصربي بوريس طاديتش مع حزب آخر متحالف معه، بطلب الى الادعاء العام بفتح تحقيق حول تهديدات من «الحزب الراديكالي الصربي»، الذي اعتبر اعتقال زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش بمثابة قتل لصربيا.
وجاء هذا الطلب اثر تصريحات لراديتا فيريتسا، وهي عضو في الحزب الراديكالي الصربي، قالت فيها بأن «الرئيس بوريس طاديتش يمكن أن ينتهي كما انتهى من قبل برونوفيتش ودجنجيتش»، علما بأن دجنجيتش هو رئيس وزراء صربي سابق قتل في 13 مارس (آذار) 2003. وقال الحزبان في مذكرة مشتركة تقدم بها إلى الادعاء العام إن «تصريحات فريتسا، يجب أن تؤخذ على محمل الجد بصفتها تهديدا مباشرا يخل بالنظام والأمن».
وقالت رئيسة كتلة «من أجل صربيا أوروبية» والقيادية في الحزب الديمقراطي، الذي يرأسه طاديتش، في اتصال هاتفي أجرته معها «الشرق الأوسط»، أن «تصريحات رديتا فيريتسا تعتبر دعوة لاستمرار العنف الدموي بخلفية سياسية». واعتبرت أن «ما قالته فيريتسا ليس دعوة للعنف فحسب، بل يتضمن تبريرا لقتل رئيس الوزرء السابق زورن دجنجيتش، وإضفاء شرعية لتلك الجريمة». وأضافت: «لم تكن حرية التعبير في يوم من الايام دعوة للقتل أو شرعنة القتل أو التعبير عن كراهية السياسيين المنتخبين ديمقراطيا والذين يقومون بواجبهم تجاه بلادهم». وكانت السلطات الأمنية قد شددت الحراسة حول مقار كل من طاديتش ووزير الداخلية ايفيتسا داتشيتش ورئيس لجنة التعاون مع محكمة لاهاي راسم لياييتش والمدعي العام فلاديمير فوكشوفيتش. ولا تزال الاحزاب الراديكالية الصربية تنظم تظاهرات منددة بالقاء القبض على كراديتش، وقد خرج مؤيدون له أمس الى شوارع البوسنة، في كل من بانيالوكا، عاصمة صرب البوسنة، وبالي معقل صرب البوسنة أثناء الحرب. ورفع المتظاهرون صور كراديتش ونادوا باطلاق سراحه مرددين «كلنا كراديتش».
وقال رئيس محكمة لاهاي فاوستو بوكار، إنه عين ثلاثة قضاة لمحكمة كراديتش بعد وصوله إلى لاهاي الاسبوع المقبل. وجاء ذلك في وقت ذكر فيه رئيس الوزراء الصربي ميركو سفيتكوفيتش امس، أن التعاون الكامل مع محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغوسلافيا السابقة التابعة للأمم المتحدة في لاهاي هو مسؤولية صربيا، ويرتبط بصورة مباشرة بالدفاع عن وحدة وسيادة اراضيها. وقال سفيتكوفيتش في لقاء مع وكالة أنباء بيتا الصربية إن «صربيا ستنفذ القانون الدولي بشكل تام عندما يتعلق الامر بلاهاي وإعلان كوسوفو استقلالها من جانب واحد».