«حماس» تتوعد.. وفتح تقول إن تفجيرات غزة هي تصفيات داخل الحركة

«كتائب العودة» تتبنى التفجيرات والتلفزيون الفلسطيني يبث أغنية «يا ثوار الفتح»

طفلة فلسطينية تشاهد مراسم تشييع مجموعة من عناصر حماس قتلوا في انفجار في غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

اشتعلت الحرب الكلامية، مجددا بين سلطتي رام الله وغزة، وتبادلتا الاتهامات بالقتل واستباحة الدم. وذلك بعد ساعات من انفجار ثالث في قطاع غزة أودى بحياة 6، بينهم 5 من كتائب القسام، بتفجير عبوة جانبية استهدفت سيارة تستخدمها الكتائب. وشنت حماس حملة اعتقالات واسعة في غزة، واقتحمت مكاتب فتح والمحافظات التابعة للرئاسة الفلسطينية، ومكاتب مؤسسات ونواب. واعتقلت اكثر من 120، من مناصري الحركة وكتائب الاقصى وعناصر اجهزة امنية. بعد اتهامها رسميا لحركة فتح بانها تقف وراء تفجيرات غزة. وهو ما نفته فتح، التي قالت ان ما حدث كان تصفية حسابات داخلية في حماس.

وأكد خليل الحية القيادي البارز في حركة حماس، أن من يقف خلف تفجير السيارة، هي حركة فتح وتيارها «الخياني»، الذي أصدر بيانا بتبني الجريمة. ونقلت مواقع حماس بيانا باسم كتائب العودة تتبنى فيه مسؤولية التفجيرات في غزة. وقالت الكتائب في بيان لها حمل عنوان «مسلسل الانتقام مستمر وسنعود إلى غزة عاجلاً أم آجلاً»: «نزف لكم بشرى استهداف احد ابرز مجرمي القسام وهو عمار مصبح، واستهداف نجل خليل الحية أحد أبرز قيادات التيار الانقلابي، الذي كان يشارك في إصدار الأوامر بقتل وتصفية أبنائنا ونقول بأن دوره سيأتي بعد حين»، على حد تعبير البيان. كما أعلن البيان عن استهداف «المفتي العام لحركة الانقلابيين وميليشياتهم السوداء مروان أبو راس، الذي كان يصدر الفتاوى بقتل وذبح أبنائنا بدم بارد ومن دون أي رحمة ولا شفقة». ولم يتسن التأكد من صحة البيان.

ومن جهة اخرى قال محمود الزهار القيادي في حماس وهو يودع ضحايا الانفجار الـ6 ان «ثوار الفتح، كما قال تلفزيون القناة السابعة الإسرائيلي، ما يسمى تلفزيون فلسطين، يقفون وراء الهجوم». في اشارة الى اغنية «يا ثوار الفتح»، التي بثها التلفزيون الفلسطيني مساء الجمعة مع صور للهجوم. واعتبرته حماس في بيان رسمي، دليلا قاطعا على تورط فتح. وتابع الزهار «لن نسمح بتكرار هذه الصور وسنطبق العدالة التي ستطال رؤوسهم». واتهمت فتح، والسلطة الفلسطينية، حركة حماس، بالعمل على تكريس الانفصال، وتضليل الشارع الفلسطيني باتهام فتح انها تقف وراء الهجوم.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، إن حركة حماس تصر على فصل الضفة عن القطاع، وعلى مناخ لا يساهم في تحقيق الوحدة الوطنية، ولا يساعد الجهود العربية التي تعمل من أجل إنهاء حالة الانقسام ووضع حد لمعاناة المواطنين.

وحذرت فتح مما أسمته «تضليل الشارع الفلسطيني بالصاق التهم بأبنائها حيث لا علاقة لحركة فتح لا من قريب ولا من بعيد بهذه الخلافات الداخلية في حركة حماس». واصدر مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بيانا قال فيه «ان حركة حماس تقوم مستغلة أماكن العبادة للترويج وكيل الاتهامات لمسؤولي حركة فتح، بما يؤكد ان حماس تحاول ان تغطي على الصراعات الداخلية في ما بينها».

ومن جهته أصدر أحمد عبد الرحمن الناطق الرسمي لحركة فتح، امس تصريحا قال فيه ان حركته تدين التفجيرات التي وقعت في مدينة غزة خلال اليومين. وأودت بحياة عدد من المواطنين وجرحت عددا آخر، بينهم أطفال ونساء. وقال عبد الرحمن، إن حركة فتح تؤكد رفضها القاطع والمطلق للرد على «الانقلاب» باللجوء إلى «العنف» مهما كانت الأسباب، ومهما بلغت حالات «القمع والاضطهاد والاعتقالات التي تمارسها قيادة انقلاب حماس ضد أبناء حركة فتح وأبناء الشعب الفلسطيني».

وفي نفس الوقت، نفى فهمي الزعارير الناطق الرسمي باسم حركة فتح أي علاقة لفتح أو تشكيلاتها المسلحة بما يسمى ببيان كتائب العودة، مؤكدا أنه لا علاقة لفتح بتفجيرات غزة لا من قريب ولا من بعيد».

وفي غزة، عقدت حكومة اسماعيل هنية المقالة اجتماعاً صباح امس لاتخاذ قرارات لمواجهة الموقف. وقال الناطق بلسان الحكومة طاهر النونو إن حكومته ستضرب «بيد القانون على كل من يفكر بالعبث بأمن المواطنين»، مؤكداً أن القطاع يتمتع بالأمن، «ولن تستطيع فئة عابثة ومارقة أن تضرب هذا الأمن». ودعا النونو الفصائل الفلسطينية إلى تحديد موقفها من هذه العملية الإجرامية، وأن تقف إلى جانب القانون في تطبيقه، مؤكداً «أن يد العدالة ستطال كل من اقترف هذه الجريمة»، وستتم ملاحقتهم قانونياً. من ناحيته دعا الدكتور خليل الحية القيادي البارز في حركة حماس، الذي قتل ابن شقيقه في التفجير الذي وقع على ساحل البحر، باسم عائلات الضحايا، حكومة هنية بالعمل على اعادة الأمن للقطاع قائلاً: «أمننا أغلى علينا من حفنة عملاء ومارقين».