جبهة التبو تدعو الجامعة العربية للتدخل للحيلولة دون ظهور دارفور أخرى بليبيا

TT

في سابقة، دعت جماعة معارضة ليبية، الجامعة العربية، أمس إلى التدخل لحل مشكلة قبائل التبو جنوب ليبيا. وحذرت من أن تجاهل هذا الملف سيؤدي إلى تحويل ليبيا إلى منطقة توتر أخرى في العالم العربي.

وقال عيسى عبد المجيد منصور، رئيس جبهة التبو لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات خاصة عبر الهاتف من مقر إقامته في العاصمة النرويجية أوسلو، أنه بعث أول من أمس بمذكرة رسمية إلى عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، تتضمن طلب الجبهة إيلاء الجامعة العربية المزيدَ من الاهتمام لهذا الملف. وقال منصور: «نعاني منذ عقود من تحامل النظام الليبي علينا وسط تجاهلٍ عربيٍّ وإقليميٍّ تامٍ لما يحدث، وحان الوقت لكي نخرق هذا الصمت». وحذر منصور من تحويل المناطق التي توجد فيها قبائل التبو إلى دارفور أخرى على غرار إقليم دارفور المضطرب منذ سنوات غرب السودان. كما هدد بشن حرب عصابات ضد الشركات المحلية والأجنبية العاملة في المنطقة ما لم تتم الاستجابة لمطالب هذه القبائل.

وقال منصور في مذكرة للجامعة العربية تلقت «الشرق الأوسط» نصها: «أمامكم الآن فرصة متاحة لحل القضية قبل أن تتعاظم وتستفحل وتتحول إلى قضية دولية أخرى في المنطقة». وجاء في المذكرة «أن أبناء قبائل التبو في ليبيا ينظرون إلى الجامعة العربية منذ أكثر من أربعين عاماً، آملين أن تنظر إلى مشاكلهم ومعاناتهم مع النظام الحاكم في ليبيا. ولم يطلبوا مستحيلا من هذا النظام، ولم يطلبوا نصيبهم من عائدات النفط التي تهدر هنا وهناك».

واعتبرت المذكرة أن أبناء هذه القبائل يطالبون فقط بحق المواطنة والحصول على تعويضات جراء ما لحق بهم من انتهاكات مستمرة طالت حقوقهم الأساسية. وكانت تقارير صحافية قد تحدثت في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي عن وقوع هذه الاضطرابات على خلفية استياء قبائل التبو من حملة اعتقالات وطرد لمئات التلاميذ المنتمين إلى القبيلة من مدارسهم.

ويتهم عبد المجيد السلطات الليبية بتطهير الأجهزة الأمنية والجيش والشرطة في البلاد من التبو، مشيرا إلى أن هناك قرارا غير معلن تم إصداره في هذا الإطار. وأضاف: «الشعب الليبي بالكامل متضرر من سياسات النظام؛ لكن التبو هم أكثر المتضررين، حيث يُمارس بحقهم العنصرية والاضطهاد»، لافتا إلى أن أبناء هذه القبائل يواجهون حياة معيشية صعبة ويمنعون من التدريس في البلاد. وتبلغ نسبة قبائل التبو، نحو 20 في المائة من تعداد السكان بليبيا ويتمركز معظم أبناء هذه القبائل في الجنوب الليبي، وتحديداً بمناطق الكُفرة وتزايو، ولهم حضور ملحوظ في تشاد والنيجر. وتُعاني هذه القبائل بحسب ما يقول قياديون فيها التمييز العنصري والاضطهاد الثقافي والسياسي.