قناة مصرية خاصة تعرض مقاطع مطولة من الفيلم الإيراني «قاتل السادات»

ضيوف الحلقة وصفوه بأنه «مصري مترجم للفارسية» وشيخ الأزهر يبلغ استياءه للإيرانيين

TT

بينما عبر شيخ الأزهر، الدكتور محمد سيد طنطاوي، عن استيائه للإيرانيين، من فيلم «اعدام فرعون»، الذي يدافع عن قتل الرئيس المصري الراحل انور السادات، وصف ضيوف حلقة تلفزيونية في قناة المحور الخاصة، التي عرضت مقتطفات من الفيلم، الفيلم الذي اثار توترا بين طهران والقاهرة بأنه «مصري مترجم للفارسية». وعرضت قناة المحور المصرية الخاصة الليلة قبل الماضية مقتطفات مطولة من الفيلم الإيراني الذي يمجد قتلة السادات. ورغم تقديم محام لأسرة السادات دعوى قضائية يطالب فيها وزير الإعلام المصري، ويخطر فيها رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، بعدم دخول الفيلم لمصر، ومنع عرضه في تلفزيوناتها أو دور السينما المصرية أو المهرجانات المقبلة، إلا أن القناة المملوكة للقطاع الخاص المصري، قالت إنها حصلت على الفيلم، وعرضت مقاطع منه. واستضاف برنامج «90 دقيقة» في الحلقة التي خصصها للفيلم، المدير السابق لمكتب الرئيس السادات، محمود جامع، ومحامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات، وابن شقيق الرئيس الراحل، نائب البرلمان طلعت السادات، والكاتب صلاح عيسى، رئيس صحيفة «القاهرة» التابعة لوزارة الثقافة المصرية.

وأجمع غالبية المشاركين في الحلقة على أن الفيلم، الناطق باللغة العربية والمترجم، بالكتابة على الشاشة للغة الفارسية، أقل مما كانوا يعتقدون، وأنه لا يزيد عن كونه إعادة لمقتطفات تم تجميعها من حلقات حول ملابسات مقتل السادات، بثت في عدة قنوات فضائية تلفزيونية عربية في السنوات الماضية، بل إن عدداً من المشاركين وصفوه بأنه «فيلم مصري مترجم للفارسية».

على صعيد ذي صلة، قالت مصادر إيرانية قريبة من ملف العلاقات بين بلادها والقاهرة، إن طهران تعتقد أن ضغوطاً غربية على مصر تحول دون الإسراع، أو حتى الاستمرار، في توسيع مدى تقارب العلاقات، بين البلدين، معربة عن اعتقادها بأن الهجوم المصري الذي وصفته بـأنه «غير مبرر» على الفيلم الإيراني «إعدام السادات»، يرجع إلى رغبة الجانب المصري في تضييق المساحة التي وصلت إليها العلاقات بينهما، وبخاصة عقب زيارة العديد من المسؤولين السياسيين والدينيين الإيرانيين القاهرة في الشهور الأخيرة، فيما وصف مصدر أزهري مصري حضر جانباً من لقاء جرى الأسبوع الماضي بين شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، ودبلوماسيين من مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة.. اللقاء بأنه «كان به غضب شديد من جانب شيخ الأزهر تجاه الفيلم الذي يمجد قتلة السادات، وأنه (طنطاوي) قال للإيرانيين: ألا ترون أن الرئيس المصري الراحل اسمه «محمد أنور السادات.. محمد.. أي هو مسلم، فكيف يخرج فيلم يمجد قتل رجل مسلم». وأشار المصدر إلى أن شيخ الأزهر حمّل النظام الإيراني المسؤولية، على الرغم من تشديد الدبلوماسيين الإيرانيين له (للشيخ طنطاوي) على أن الفيلم من إنتاج القطاع الخاص بإيران ولا علاقة له بالحكومة الإيرانية أو الجهات الرسمية بالدولة هناك.

من جانب آخر عبر أسامة حافظ القيادي بالجماعة الإسلامية، التي كان ينتمي إليها متشددون قتلوا الرئيس المصري الراحل، عن دهشته من رد الفعل المصري تجاه الفيلم الإيراني، وقال في تعليق على موقع الجماعة على الانترنت: «إن افتعال المشاكل غير الموضوعية بين البلدين مفسدة كبيرة ومضرة أي مضرة (..) لقد مضى (السادات) بحسناته وسيئاته، وأظنه لو كان حياً ما ألقى بالاً لهذا الفيلم».