مبارك وأبو مازن يتفقان على إطلاق حوار فلسطيني برعاية مصرية

خلال لقاء في القاهرة

TT

اتفق الرئيسان المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على إطلاق الحوار الفلسطيني برعاية مصرية على الفور. وقال أبو مازن في تصريحات للصحافيين عقب مباحثات أجراها أمس في القاهرة مع مبارك «أنه تم الاتفاق على أن تبدأ مصر خلال أيام دعوة جميع الفصائل الفلسطينية من أجل الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني».

وردا على سؤال حول وجود تصور بأنه ربما كان من الأفضل إنهاء مسألة الجندي الإسرائيلي شاليط قبل انطلاق جولة الحوار، قال أبو مازن: «لا يوجد مانع من أن تسير الأمور مع بعضها البعض، الحوار الفلسطيني يسير، والمساعي من أجل إطلاق شاليط والأسرى الفلسطينيين تسير، ومسألة فتح المعابر تسير، فكلها جهد مصري يسير باتجاه واحد وبشكل متواز وبدون أن تطغى مسألة على أخرى».

وأضاف «بنينا مبادئ الحوار التي أطلقناها مؤخرا على أساس المبادرة العربية»، موضحا أن مصر بمقتضى هذه المبادرة هي التي تبدأ بالدعوة للحوار، وقال «إن مصر قررت الآن أن تدعو خلال الأيام القليلة إلى بدء الحوار.

وعما إذا كانت هناك شروط مسبقة، اكد ان «لا شروط مسبقة لأحد في هذا الخصوص، وأعاد إلى الأذهان قرار وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم عقب سيطرة حركة حماس وكذلك المبادرة اليمنية التي اعتمدتها القمة العربية ثم المبادرة التي أطلقتها لوضع المبادرة اليمنية العربية موضع التنفيذ الفعلي».

وحول حقيقة ما يتردد عن وجود (فيتو) أميركي على الحوار مع «حماس»، قال أبو مازن: «إننا لم نسمع بوجود فيتو أميركي، وإن حصل شيء كهذا فلن نقبله ولن نقبل تدخلا من أي أحد بشأن حوار داخلي فلسطيني لأن الحوار يحقق مصلحة وطنية فلسطينية».

وردا على سؤال حول احداث في غزة وصف أبو مازن ما حصل بأنه «مؤسف للغاية ومؤلم لنا ولشعبنا وشيء لا يرضينا ولا نقبله مطلقا». وتابع القول «لكن في نفس الوقت لا نقبل الاتهامات والاتهامات المضادة والإيحاءات المباشرة التي أطلقت من جانب جماعة حماس لاتهام فتح أو أجزاء منها بالمسؤولية عما حدث».

وشدد أبو مازن على رغبة فتح في إعادة اللحمة للصف الفلسطيني بكل الوسائل باستثناء العنف أو الاقتتال الداخلي، «فتلك كلها أساليب نرفضها بشكل قاطع ولا نسعى إليها. وكذلك فإننا ندعو وقبل توجيه أي اتهامات بشكل عشوائي إلى تشكيل لجنة مستقلة من أطراف فلسطينية خاصة أن لدينا جماعات حقوق إنسان، تبادر لتحقيق وتخرج بالنتيجة الموضوعية وتحدد المسؤولين وتدين من تشاء. قائلا اننا مع أي قرار تخرج به لجنة التحقيق لاننا لا نقبل مثل هذه الأعمال البشعة».

وحول المفاوضات قال «إن علينا الاستمرار في المفاوضات ما دام هناك أمل فيما يمكن أن نحصل عليه، ونحن نعرف أن هناك عقبات على طريق المفاوضات ومنها مسألة المستوطنات وعمليات الاجتياح المستمرة والحواجز المستمرة وموضوع الأسرى وغيره. ومع ذلك فإننا نقول «إن من أجل مصلحة شعبنا فعلينا الاستمرار في المفاوضات حتى لو كان الأمل في نجاحها التام هو واحد في المائة فقط». وتابع قائلا: إننا في نهاية الأمر سنقول للعالم لقد واصلنا المفاوضات وهذه هي النتيجة التي وصلنا إليها، وعلى شعبنا أن يحكم على هذه النتيجة.

وحول ما إذا كان التقدم على المسار السوري يسهل المفاوضات على المسار الفلسطيني، قال «إن ذلك أمر مؤكد». وأضاف «قلنا للجميع وللرئيس السوري بشار الأسد عندما التقيته مؤخرا إننا مع المسار السوري، ونتمنى أن ينجح غدا، وأنه ليس هناك ارتباط بين المسارين، وبالتالي فإذا نجح المسار السوري فهذا مكسب لنا سواء نجح قبلنا أو بعدنا أو معنا، فنحن نعتبر أن المفاوضات السورية ونتائجها الايجابية اذا حصلت فإنها مكسب لنا».

وردا على سؤال حول تصريحات المرشح الرئاسي الأميركي الديمقراطي السيناتور باراك أوباما الأخيرة وتبنيه مواقف إسرائيل على حساب الفلسطينيين، قال ابو مازن «التقيت أوباما لمدة ساعة وتحدثنا في جميع الشؤون وما آلت إليه المفاوضات والعقبات التي يضعها الجانب الإسرائيلي أمامها، وما نستطيع قوله هو إن أوباما استوعب ما قلناه لكن هذا لا يعنى الحكم سياسيا على أي مرشح قبل أن يصل فعليا إلى سدة الحكم».