حماس تواصل إغلاق مؤسسات فتح.. والسلطة ترد بحملة اعتقالات بالضفة

بث تلفزيون فلسطين أغنية فتحاوية أثناء عرض صور قتلى وجرحى التفجيرات يثير جدلا

جندي اسرائيلي يمنع فلسطينيين من عبور حاجز عسكري يقود الى مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية امس (ا ب)
TT

في مؤشر على تواصل حرب «الفعل ورد الفعل» بين حركتي حماس وفتح عقب التفجيرات التي استهدفت قيادات عسكرية وسياسية في حركة حماس واسفرت عن مقتل خمسة من قادة كتائب عز الدين القسام وطفلة، واصلت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة حماس المقالة في قطاع غزة اغلاق المزيد من المؤسسات التابعة لحركة فتح، واعتقال عناصرها، في حين ردت أجهزة أمن حكومة سلام فياض باعتقال العشرات من قيادات حماس في الضفة. ولليوم الثاني على التوالي واصلت الأجهزة الامنية في غزة اغلاق مؤسسات تنظيمية ومدنية بحجة انها تابعة لفتح، اذ بلغ عدد المؤسسات المغلقة 44، وتشمل مؤسسات تنظيمية ورياضية وصحية. وأكدت مصادر في فتح أن عدد المعتقلين بلغ 160 شخصا، في حين قالت حماس ان قائمة المعتقلين التي نشرتها فتح تضم موتى ومعاقين عقلياً. واتهمت حماس اجهزة امن السلطة في الضفة باعتقال 34 من كوادرها، من بينهم نائب رئيس جامعة النجاح الدكتور رياض عبد الكريم، وعدد كبير من إئمة المساجد وطلاب الجامعات. وأشارت الى أن هذه الاجهزة داهمت قرى وبلدات تخضع للسيادة الامنية الاسرائيلية واعتقلت عناصرها. وهددت كتائب شهداء الاقصى، التابعة لفتح باستهداف نشطاء ومؤسسات حماس في حال لم تتوقف مطاردة نشطاء فتح بغزة. الى ذلك تواصل الجدل حول بث تلفزيون فلسطين التابع للرئاسة الفلسطينية اغنية «يا ثوار فتح» بينما يعرض صور القتلى والجرحى في حادث تفجير استراحة كان يوجد فيها عناصر القسام مساء يوم الجمعة الماضي. وقال سامي ابو زهري الناطق بلسان حماس أن بث الاغنية اثناء نقل صور «المجزرة» يعتبر بمثابة تبني غير مباشر لعملية التفجير من قبل الرئاسة الفلسطينية المسؤولة عن التلفزيون. واضاف أن هذا يدلل على تورط قيادات فتح وحكومة رام الله في الاعداد لـ«المجزرة» بناء على أجندة خارجية. أما فهمي الزعارير الناطق الرسمي باسم فتح فقال لـ«الشرق الاوسط» إن بث الاغنية كان صدفة، حيث كانت هناك موجة بث مفتوحة عندما وقع التفجير. واضاف أنه اتصل بمدير عام التلفزيون الذي افاد بانه قد يكون مجرد «خطأ» وليس امراً مقصوداً. واوضح ان حركته تؤمن بحق كل فلسطيني في الحياة، وهي غير مسؤولة بالمطلق عما جرى من تفجيرات، متهماً حركة حماس باستغلال ما جرى من اجل تكريس «انقلابها وتعميق الإنفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة». وقال إنه «متشائم جداً» إزاء فرص استئناف الحوار بين الحركتين في اعقاب الاحداث الاخيرة. من ناحية ثانية انطلقت مساء اول من امس في جميع انحاء قطاع غزة مسيرات حاشدة تندد باستهداف الرحلة المسجدية على شاطئ بحر غزة. وطالب يوسف فرحات القيادي في حماس في المنطقة الوسطى من القطاع حكومة هنية المقالة «بتعجيل القصاص وتطبيق القانون بحق كل من يثبت تورطه في جرائم الفلتان والمساس بأمن المواطنين». وامام مسيرة انطلقت من مخيم النصيرات وسط القطاع قال إن «مجزرة الشاطئ فضحت زيف الدعوات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني للحوار، مضيفاً في الوقت الذي يطلقون فيه الدعوات للحوار يوعزون للقتلة في غزة ويوفرون لهم الغطاء لممارسة أعمال القتل بحق المجاهدين». وتوعد فرحات «المجرمين بالعقاب الرادع»، مؤكداً أن هذه المجزرة لن تمر دون حساب، داعياً «الشرفاء في فتح إلى رفع صوتهم وعدم توفير الغطاء للقتلة، والتبرؤ منهم، لأن حبل الجريمة قصير». على صعيد آخر كررت حركة حماس رفضها المطلق لفكرة انتشار قوات عربية في قطاع غزة. وفي بيان اعتبرت أنه «من العيب طرح هذه الفكرة من أي طرف كان». وكان رياض المالكي وزير الاعلام في حكومة فياض قد دعا الى تحرك عربي لاقناع حكومة حماس بنشر قوات عربية في القطاع، معتبراً أن هذا الخيار هو جزء من مبادرة الحوار الوطني التي دعا إليها الرئيس الفلسطيني. واعتبرت حماس أن هذه الدعوة «تدلل على سوء النوايا لدى فريق الرئاسة في رام الله وطبيعة الأهداف التي يريدون تحصيلها من خلف إثارة قضية الحوار الوطني».