أفغانستان تتهم إيران بأنها «الممر الرئيسي» للمقاتلين من «وزيرستان».. والشرق الأوسط

باراك وموفاز يبحثان في واشنطن تطورات الملف النووي الإيراني

أحمدي نجاد خلال كلمة حول برنامج ايران النووي (أ.ف.ب)
TT

قالت وزارة الدفاع الاسرائيلية، إن على اسرائيل ان تكون مستعدة لجميع الخيارات في تعاملها مع قضية الملف النووي الإيراني، لكن عليها «عدم التحدث عن الأمر حتى لا تقدم معلومات مجانية لإيران». يأتي ذلك فيما يبدأ وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك زيارة الى واشنطن اليوم، تعقبها زيارة وزير النقل شاوول موفاز المكلف العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الى واشنطن الاربعاء. وتأتي هاتان الزيارتان بعد زيارة رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي الى واشنطن الاسبوع الماضي، حيث تركزت مباحثاته حول الملف النووي الإيراني. من جانب آخر، قالت افغانستان ان إيران أصبحت «الممر الأساسي» للمسلحين الذين يحاولون دخول افغانستان للقتال الى جانب طالبان، موضحة أنه تم اعتقال 3 مسلحين أجانب، اثنين من الشرق الأوسط والثالث من تركيا، يقاتلون في صفوف طالبان في عملية اعتقال اخيرة لعدد من عناصر طالبان، مشيرة الى أن الثلاثة دخلوا افغانستان عبر إيران. وحول زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي اليوم لواشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية أمس، ان باراك سيلتقي نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ومسؤولين في البنتاغون (وزارة الدفاع) وأعضاء في الكونغرس. كما سيلتقي في الولايات المتحدة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاسرائيلي عاموس جلعاد، ردا على اسئلة الاذاعة الاسرائيلية العامة حول الملف النووي الإيراني امس، إن «على اسرائيل ان تكون مستعدة لجميع الخيارات، لكن عليها عدم التحدث عن الأمر حتى لا تقدم معلومات مجانية لإيران».

ومن المقرر ان يصل الى واشنطن الاربعاء وزير النقل شاوول موفاز المكلف العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، على ما افاد متحدث باسمه أمس. وقال المتحدث ان موفاز سيلتقي ايضا تشيني ورايس، موضحا ان «محادثاته ستتناول بشكل رئيسي، الخطر الناتج عن البرنامج النووي الايراني على المنطقة برمتها». وكان موفاز اثار استياء في اسرائيل في مطلع يونيو (حزيران) اذ تحدث علنا عن امكانية شن هجمات على المنشآت النووية الايرانية.

وقال موفاز المرشح لرئاسة الوزراء خلفا لإيهود اولمرت في حالة ادانته في قضية فساد «في حال واصلت ايران برنامج التسلح النووي، فسنهاجمها». وكان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي زار الاسبوع الماضي واشنطن، حيث أكد أن على الدولة العبرية أن «تستعد لجميع الخيارات» من اجل وقف البرنامج النووي الإيراني. وذكر اشكينازي في هذا الاطار امكانية شن عملية اسرائيلية على المنشآت النووية الايرانية، شبيهة بالغارة التي استهدفت في يونيو (حزيران) 1981 مفاعل اوزيراك النووي العراقي قرب بغداد. وقد أوردت الصحف الاميركية ان اكثر من مائة مقاتلة اسرائيلية شاركت في تدريبات ضخمة جرت مع اليونان في مطلع يونيو، لتحضير الجيش لهجمات محتملة بعيدة المدى، في مناورات استثنائية اعتبرت بمثابة تحذير الى طهران. كما نقلت الاذاعة العامة الاسرائيلية الاسبوع الماضي عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، قوله خلال لقاء مع المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك اوباما، اثناء زيارته الى القدس، ان ايران ستمتلك بحسب التقديرات الاسرائيلية القنبلة الذرية «بحلول نهاية 2009 او مطلع 2010 على أبعد تقدير».

من جهة أخرى، قالت افغانستان ان إيران أصبحت «الممر الأساسي» للمسلحين الذين يحاولون دخول افغانستان للقتال الى جانب طالبان. وتأتي تلك الاتهامات بعدما أعلنت دول غربية، لها قوات في افغانستان، أنه تم العثور على اسلحة منشؤها إيران مع عناصر من طالبان، غير أن كابل قالت إنها لا تعرف ما إذا كانت طهران على علم بتهريب أسلحة تعود لها الى مقاتلين في طالبان. ونفت إيران مرارا أن تكون تقوم بدعم او تسليح عناصر طالبان في افغانستان. وقالت صحيفة «انياس» الافغانية الرسمية، إنه تم اعتقال 3 مسلحين أجانب، اثنين من الشرق الأوسط والثالث من تركيا، يقاتلون في صفوف طالبان في عملية اعتقال اخيرة لعدد من عناصر طالبان، موضحة ان الثلاثة دخلوا افغانستان عبر إيران. وتأتي هذه الاتهامات بعد اتهامات أخرى بأن إيران أصبحت ايضا «قناة الإرهابيين» الى منطقة وزيرستان القبلية الباكستانية التي تعد معقلا للجماعات الأصولية الباكستانية، والتي يمر منها مقاتلون لقتال القوات الافغانية والقوات الدولية التابعة لقوة «ايساف». وقالت صحيفة «انياس» الرسمية القريبة من نظام الرئيس حميد كرزاي إن «الشعب الافغاني لم يعد يستطيع ان يظل صامتا امام السلوك الإيراني، طالما ان هذا البلد يرسل هؤلاء الأشخاص الى افغانستان، وهم يقتلون الأفغان». كما طالبت «انياس» السعودية والإمارات بأن تتخذا مزيدا من الخطوات لمنع مواطني الدولتين من الانضمام الى طالبان أو «القاعدة». وتابعت إن «إيران في ظل الظروف الراهنة، اصبحت أسهل ممر للارهابيين من الشرق الأوسط لدخول افغانستان. وعلى الحكومة الافغانية ان تغلق هذا الممر بأية طريقة». وتترافق الاتهامات الافغانية مع تزايد غير مسبوق لحدة العنف في افغانستان منذ اطاحة نظام طالبان عام 2001، فخلال العامين الماضيين قتل 15 الف شخص، أغلبهم من المدنيين الافغان، فيما قتل 450 من القوات الدولية. ويأتي تزايد العنف على الرغم من ان عدد قوات الناتو في افغانستان ارتفع الى 71 الف مقاتل. وكانت السلطات الافغانية قد اتهمت صراحة عناصر من الجيش والاستخبارات الباكستانية بتنفيذ عدد من الهجمات داخل افغانستان، ومحاولة قتل الرئيس كرزاي، إلا ان باكستان نفت هذه الاتهامات. على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان ايران رشحت نفسها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي لعامي 2009 و2020، داعيا الحركة الى دعم هذه الترشح. وقال متقي في مراسم افتتاح مؤتمر دول عدم الانحياز، ان طهران «لم تذعن حتى الآن للضغوط، وتدعو دول عدم الانحياز وجميع الدول الصديقة والحرة في العالم الى تقديم الدعم لها». وتابع «ارجو ان نتمكن من القيام بتحول ايجابي في اداء مجلس الأمن، من خلال تصويتكم لايران في انتخابات هذا المجلس». وقال ان حركة عدم الانحياز لعبت خلال السنوات الماضية دورا فاعلا ومحوريا في العديد من القضايا، مثل ازالة الاستعمار والعنصرية وأوضاع الشرق الأوسط، وصيانة السلام والأمن الدوليين ونزع السلاح.

وشدد متقي على ان جهود ايران لحيازة التقنية النووية السلمية، جزء من غاية «جمعت دول عدم الانحياز في هذا المكان، وهو النضال من اجل حفظ الاستقلال والحرية وعدم التبعية والتخلف»، مؤكدا ان ايران دفعت ثمنا باهظا لصيانة استقلالها، وحصلت على الاستقلال والحرية الوطنية نتيجة هذه المقاومة.