عمار الحكيم يدعو إلى حضور عربي فاعل ومؤثر في المشهد العراقي على كافة المستويات

قال بعد لقائه عمرو موسى: الندية والسيادة الوطنية هي المفاهيم الأساسية لعلاقاتنا الخارجية

عمار الحكيم (أ.ب)
TT

دعا عمار الحكيم، نجل عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الدول العربية إلى الحضور الفاعل والمؤثر في المشهد العراقي على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والأمني، وقال «نحن بحاجة إلى شراكة استراتيجية بين دول المنطقة والدول العربية والإسلامية، وأن نتعايش معا لنخدم شعوب هذه المنطقة ونحقق الرفاهية لها».

ورفض الحكيم، في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر الجامعة العربية عقب لقائه أمينها العام عمرو موسى ومندوبي وسفراء الدول الأعضاء بالجامعة، وضع شروط مسبقة لعودة الوجود العربي الفعال في العراق، وقال «إن أبناء الأسرة الواحدة يجب ألا تكون هناك شروط بينهم (..) نحن فخورون بانتمائنا العربي، والدور العربي هو مصلحة عراقية وعربية وضرورة لحل المشكلات الداخلية».

وفي مقابلة مع وكالة اسوشييتد برس، عزا الحكيم توسع النفوذ الايراني في بلاده الى ما أسماه «الفتور» العربي تجاه بلاده، بعد سقوط نظام صدام حسين. واضاف الحكيم، «ايران دولة صديقة لكننا نريد علاقات صداقة مع الجميع، ولا نريد ان نكون جزءا من محور». وحمل الحكيم العرب مسؤولية النفوذ القوي لإيران في العراق، وقال «إنهم ينسون ان الغياب العربي عن العراق هو سبب الخلل في علاقات العراق الاقليمية». واشار الحكيم الى الدعم العربي للعراق خلال حربه مع ايران في الثمانينات من القرن الماضي، وقال «العراق لن يعود درعا للعرب كما كانوا يتصورونه في السابق.. لكنه يمكن ان يكون جسرا للعرب لبناء شراكة إقليمية». وفي مؤتمره الصحافي أعرب الحكيم عن أمله في بناء علاقات متوازنة مع كافة دول الجوار وكافة دول المنطقة، وقال «نحن حريصون على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، كما نتمنى من جميع الدول عدم التدخل في شؤوننا الداخلية»، موضحا أن الندية والسيادة الوطنية هي المفاهيم الأساسية التي تنظم من خلالها علاقات العراق مع الدول الأخرى التي ترغب في التواصل معه.

وحول مستقبل القوات الأميركية بالعراق، وهل تم بحثه مع الأمين العام للجامعة العربية، قال الحكيم «إن طبيعة العلاقة بين العراق والولايات المتحدة من الأمور التى تهم أشقاءنا العرب، ونحن نعتقد بأن جهوزية القوات الأمنية العراقية ستمكننا من إنهاء مهمة القوات الأجنبية في الأراضى العراقية». وأضاف «من المعروف أنه بعد سقوط النظام السابق وتفكك المؤسسات الأمنية أصبح هناك فراغ أمني، لاسميا في ظروف الإرهاب في العراق، ونحن نعمل جادين على بناء القوات الأمنية العراقية وبقدر ما نخطو في بنائها نقترب من الاستغناء عن وجود القوات الأجنبية». وأشار إلى أن هناك مفاوضات بين الجانبين، وسيتم الإعلان عن نتائجها عند انتهائها، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتم بحثه في إطار الحفاظ على العلاقات بين العراق وأميركا.

وحول موقف المجلس الأعلى من قانون انتخابات المحافظات، الذي يواجه اعتراضات من الأكراد، قال الحكيم «إننا نعتقد بأن الواقع السياسي في العراق لا يمضي إلا من خلال نظرية الربح للجميع، فلا غالب ولا مغلوب في العراق، ولا غالب ولا مغلوب بين أبناء الشعب الواحد، العراق بلد تعددي فيه مكونات عديدة، وكل مكون من هذه المكونات له رؤية خاصة تجاه المصالح وتقدير الأمور، بالتالي نحن بحاجة إلى حالة توافقية أطلقنا عليها «الديمقراطية التوافقية» تأخذ في الاعتبار هواجس مختلف الأطراف ومصالحهم، وتنطلق أيضا من مراعاة الاستحقاق الانتخابي والاحجام والأدوار للقوى السياسية العراقية، وفقا لإرادة الناخب العراقي، وهذا هو جوهر النظام العراقي».