الألمان يبنون في إسبانيا أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم

تتكون من مرايا تغطي مساحة تعادل 70 ملعب كرة قدم

TT

يبني العلماء الألمان في الصحراء الاسبانية أكبر محطة في العالم لإنتاج الطاقة الكهربائية من نور الشمس. وستبدأ المحطة المرحلة الأولى من عملها في سبتمبر (ايلول) المقبل على أن ترفع إنتاجها حتى عام 2010 لتغطي حاجة 600 ألف إنسان من الطاقة.

واختار الباحثون للمشروع منطقة بين غرناطة والميريا حيث صور المخرج الايطالي سيرجيو ليوني فيلمه الشهير «أعزف لي اغنية الموت» من تمثيل تشارلس برونسون وهنري فوندا. وذكر سفين مورمان، رئيس المشروع من شركة «سولار ميلينيوم» الألمانية، أن محطة «انداسول» ستنتج في المرحلة الأولى نحو 50 ميغاواط، أي ما يسد حاجة 200 ألف إنسان من الكهرباء، لتصل إلى طاقتها الانتاجية القصوى (150 ميغاواط) بعد سنتين من الآن.

ويتألف حقل إنتاج الكهرباء من الشمس في محطة «انداسول ـ 1» من مرايا القطع المكافئ والمرايا اللامعة التي تغطي مساحة تعادل مساحة 70 ملعب كرة قدم. وتنتج المحطة بطاقة عالية حينما ترتفع حرارة الجو في الصحراء الأندلسية إلى نحو 40 مئوية، وهي درجة متواضعة تحت شمس تلك المنطقة من اسبانيا. وتولت شركة «فالابيغ» الألمانية انتاج مرايا بارابولية (ذات قطع متكافئ) خاصة من مساحة 12X 5 متر وتلتقط أشعة الشمس من 360 درجة. وتم طلاء المرايا بطبقة رقيقة من الفضة تؤهلها للم وتركيز أشعة الشمس بنسبة 94% وإرسالها إلى بؤرة المفاعل. وتشكل كل 12 مرآة وحدة عمل واحدة وتشترك كلها معا في لم الضوء وتركيزه. وهناك في حقل «انداسول ـ 1» الآن 624 وحدة تتألف كل منها من 12 مرآة وتضاعف قوة ضوء الشمس 80 مرة وتجمعه في بؤرة المفاعل.

كما يمكن لإدارة المحطة ان تدير وتوجه المرايا إلكترونيا باتجاه الشمس كما يفعل نبات عباد الشمس. وإذا حجبت غيمة ما الشمس عن المرايا تحسب الكومبيوترات حجم الغيمة وتدير المرايا بزاوية تجعلها تستقبل ضوء الشمس بالكامل.

وتكفي هذه الشمس لتسخين زيت حراري خاص، يدور داخل أنابيب زجاجية ملتوية، إلى درجة 400 مئوية ليجري بعدها تبريده بواسطة الماء البارد. ويستخدم بخار الماء المتصاعد لتحريك مولد كبير لإنتاج الطاقة الكهربائية. وتولت شركة «شوت» إنتاج الأنابيب الزجاجية بطول 100 كم وهي أنابيب صممت بشكل يجعلها لا تسرب الحرارة. والمهم في المحطة أنها قادرة على العمل في حالة غياب الشمس في الشتاء لأن أشعة الشمس تستخدم يوميا أيضا لتسخين مرجلين هائلين يحتويان على 28500 طن من خليط من نترات الصوديوم والبوتاسيوم بشكل دائم بهدف استخدامهما لمواصلة إنتاج الطاقة في حالة غياب الشمس. ويعمل المرجلان بمثابة بطارية لخزن الحرارة وتكفيان لتشغيل المحطة بأكملها لمدة 7.5 ساعة في حالة ظلام مطبق.

ويقول مورمان إن الكهرباء المنتجة بهذه الطريقة ستكون أرخص بـ 20% من إنتاج الكهرباء عن الطرق التقليدية من أشعة الشمس. ويعول العلماء على رفع قدرة الإنتاج مستقبلا بهدف رفع فرق الاسعار بين الطريقتين إلى 43%. ووظفت الحكومة الألمانية 3.9 مليون يورو في المشروع ويأمل سفين مورمان وزملاؤه في خفض كلفة إنتاج الكهرباء طوال ربع القرن المقبل من السنين بمقدار 26.93 سنت في الأقل لكل كيلوواط / ساعة.