«العدل والمساواة» و«تحرير السودان» ترفضان مقترحات البشير حول دارفور

الصادق المهدي يتوقع إعلان المبادئ للملتقى الجامع في غضون أسبوع

TT

أعلنت حركتا العدل والمساواة بزعامة الدكتور خليل إبراهيم، وتحرير السودان ـ فصيل الوحدة رفضهما لمقترحات الرئيس السوداني عمر البشير بشأن الأزمة في دارفور، واعتبرتا دعوته ذراً للرماد في العيون وتكتيكاً قديماً من النظام السوداني، في وقت دعا فيه رئيس حزب الأمة الصادق المهدي إلى تحقيق إجماع وطني عبر الملتقى الجامع المتوقع إعلان مبادئه في غضون أسبوع.

وقال الناطق باسم حركة العدل والمساواة احمد حسين لـ«الشرق الأوسط» ان أحاديث البشير التي أطلقها في اقليم دارفور تكتيك قديم، واضاف «نحن لا نتفاوض من خلال أجهزة الإعلام، ولكننا سنختبر إعلاناته على طاولة المفاوضات، وسنعرف إن كانت صادقة أم هي للعلاقات العامة والهروب من واقع المحكمة الجنائية»، معتبراً الدعوة التي أطلقها المهدي لعقد مؤتمر عام لحل أزمة دارفور محاولة بائسة وتمييعاً لقضية الإقليم. وتابع «هذا التفاف جديد على آمال اهل دارفور وطموحاتهم. ويعبر عن عدم الجدية بالاستهتار والاستهبال السياسي لسرقة الثمار التي يمكن ان يجنيها اهل الاقليم». واشار حسين إلى ما سماه الواقع الجديد والتحولات الجذرية التي جرت في البلاد. وقال ان محاولة البعض الذين يعتقدون ان دارفور حديقة خلفية لهم لم يستوعبوا الثورة التي حدثت في الاقليم. واضاف ان الدعوة للمؤتمر تسويف للقضية، وان الآلية الوحيدة لحل الأزمة التفاوض بين أطراف النزاع تحت مظلة الوساطة الأممية والافريقية وبحضور المجتمع الدولي لمساعدة الاطراف على الوصول إلى حل يعالج جذور الأزمة السودانية، مجددا رفض حركته تقديم المسؤولين السودانيين المتهمين بجرائم ابادة في دارفور؛ وفي مقدمتهم الرئيس عمر البشير أمام محاكم سودانية، مشدداً على ان المحكمة الجنائية الدولية الإطار الوحيد والمناسب لمحاكمة مجرمي الحرب والابادة الجماعية. ووصف قادة النظام في السودان بأهل البربون ولم يتعلموا الدرس. وتابع بدلاً من الاتجاه نحو الحل وباجراءات عملية باطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من ابناء دارفور وايقاف انتهاكات حقوق الانسان وقصف المدنيين يحاولون المزايدة عبر المسيرات. وقال ان الاموال التي دفعتها الحكومة للمسيرات كانت للترهيب والترغيب، مطالباً الحكومة التحلي بالإرادة السياسية اللازمة لايجاد حل جذري للازمة.

من جهته، اعتبر مسؤول الإعلام في حركة تحرير السودان ـ جناح الوحدة القدال محمد إبراهيم دعوة البشير لحل ازمة دارفور ذراً للرماد في العيون. وقال ان المخرج الوحيد للبشير دفع استحقاقات السلام الشامل كاملة. وأضاف «ومع ذلك، فان المحكمة الجنائية أمامها الادلة بالصورة والصوت ولن يفلتوا من الملاحقة والعقاب»، معتبراً مواقف الجامعة العربية والاتحاد الافريقي محاولة لتجميل وجه نظام البشير وحملة علاقات عامة. واضاف ان الحركة الشعبية لن تقف في وجه تنفيذ العدالة بأي حال.  من جهة اخرى، توقع المهدي التوصل إلى إعلان مبادئ متفق عليها من جميع القوى السياسية في غضون أسبوع لتحقيق حالة إجماع وطني حول الملتقى الجامع، وتحديد مكان انعقاد الملتقى ونوعية المشاركين فيه.

وقال المهدي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وفد مسلمي بريطانيا الزائر للبلاد، اللورد احمد نذير أمس، ان امر الملتقى لم يحسم بشكله النهائي، مبينا ان مجهودات تجري لمخاطبة التطلعات ومشاركة كل الاطراف دون استثناء حتى يتم التراضي عن اعلان المبادئ.

من جهته، قال اللورد نذير ان مبادرتهم غير حكومية لكنها أتت بعلم رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخارجية. واضاف ان زيارتهم الى دارفور تعد ناجحة. وقال «صدمني منظر الأطفال والمواطنين بمعسكرات النزوح»، واصفا حياتهم بمن يسكنون المقابر، وداعيا الدول العربية والإسلامية للمساهمة في وضع حد للتدهور الإنساني بدارفور.