منظمات غير حكومية: العالم يدفع بعملية حفظ السلام في دارفور إلى حافة الفشل

دعت المجتمع الدولي إلى «الوفاء بوعوده» المالية والمادية لحماية المدنيين

TT

اعتبرت منظمات غير حكومية في تقرير يتحدث عن حصيلة الأشهر الستة الاولى من وجود قوة السلام المشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور، ان هذه القوة «يمكنها وينبغي ان تقوم بالمزيد» لحماية المدنيين على الرغم من العقبات التي تعترض انتشارها ومن نقص الوسائل الضرورية، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وفي هذا التقرير، يدعو «تحالف دارفور» (كونسورسيوم دارفور)، وهو تحالف يضم نحو خمسين منظمة افريقية ودولية غير حكومية، ايضا المجتمع الدولي الى «الوفاء بوعوده» المالية والمادية.

وقال التقرير «إن فشل زعماء العالم في الوفاء بوعودهم الخاصة بحفظ السلام قد أدى الى صدور حكم على ملايين الدارفوريين بمزيد من الخوف والمعاناة، بمعزل عن الحماية من العنف».

وجدد المتحدث باسم التحالف ديسماس نكوندا في بيان القول «ان الناس في دارفور يستحقون اكثر من وعود جوفاء».

وقوة حفظ السلام الافريقية الدولية التي ستصبح لاحقا اكبر قوة لحفظ السلام في العالم مع 26 الف رجل، لا تضم حاليا سوى ما يقارب ثلث العناصر المطلوبة وهي الى ذلك ضعيفة التجهيز.

ولفت التقرير الى انه «وبعد مرور ستة اشهر على بدء انتشارها، فان القوة فشلت في حماية السكان بطريقة فعالة»، معتبرا ان ما معدله الف شخص في اليوم ينزحون من دارفور على الرغم من وجود قوات اجنبية. ويحدد التقرير المسؤولين: حكومة الخرطوم التي اوقفت انتشار القوة، ومجلس الامن الدولي الذي «تركها تعمل»، والدول المانحة التي «لم تف بوعودها» لتمويل وتجهيز البعثة.

واعتبر التقرير ان انتشار 19 وحدة من الشرطة (مسلحة ومدربة) متوقعة في اطار القوة الدولية الافريقية، سيسمح ببلوغ هذا الهدف. لكن وحدة واحدة فقط انتشرت حتى الان، وتنتظر 11 وحدة اخرى الضوء الاخضر من الخرطوم.

لكن القوة «يمكنها ان تقوم بالمزيد لحماية المدنيين حتى مع قدرتها الحالية المحدودة»، كما رأت المنظمات غير الحكومية التي عددت «الامثلة الصغيرة ذات التأثير الايجابي» على الحياة اليومية للسكان. واكد التقرير ان مرافقة المدنيين الذين يقومون بجمع الحطب او تنظيم دوريات داخل مخيمات النازحين، اثبتت فعاليتها، مشددا على ضرورة توفير حضور على مدار الساعة في المخيمات.

ويأمل «تحالف دارفور» ايضا تنظيم دوريات لضمان وصول المنظمات غير الحكومية التي غالبا ما تكون هدفا للهجمات، الى بعض المناطق المعزولة، ويشدد اخيرا على اهمية تعزيز الاتصالات والتنسيق بين القوة الدولية الافريقية والزعماء المحليين.

وفي الخلاصة، يجدد التقرير دعوة المجتمع الدولي لدعم القوة سياسيا في مواجهة العقبات التي تضعها الخرطوم، وماديا عبر تقديم المروحيات العشرين ووسائل النقل الست الضرورية لفعاليتها.

وقال التقرير ايضا «بعد استهلاك الكثير من الوقت وبذل الجهود الدبلوماسية للتوصل الى نشر القوة الدولية الافريقية، سيكون من المأساوي» ان لا تتمتع هذه القوة بالدعم اللازم.

والنزاع في دارفور حيث تتواجه القوات الحكومية التي تدعمها ميليشيات الجنجويد العربية مع حركات المتمردين، اوقع 300 الف قتيل بحسب الامم المتحدة، ونحو عشرة الاف فقط بحسب الخرطوم.