دعوات لمحاكمة زعيم صرب البوسنة في سراييفو وأنباء متضاربة حول موعد تسليمه إلى لاهاي

فريق من المخابرات كان يراقب كراديتش قبل إلقاء القبض عليه

صورة يبدو فيها رادوفان كاراديتش وشبيهه بيتار غريماتش الذي يقول إن زعيم صرب البوسنة سابقا انتحل شخصيته (رويترز)
TT

دعا المدعي العام في محكمة لاهاي جيفري نايس أمس إلى محاكمة زعيم صرب البوسنة سابقا رادوفان كراديتش في سراييفو. وقال نايس لصحيفة دنفيني أفاز البوسنية الصادرة في سراييفو «بعد 7 أيام من اعتقال كراديتش تبين لي أنه من الأفضل والأحرى محاكمته في المنطقة وتحديدا في سراييفو». وتابع ان «الضحايا بامكانهم تقديم الأدلة والقضاة يمكنهم الاستماع إليهم بلغتهم ومواجهة كراديتش وجها لوجه». وأشار نايس إلى أنه بامكان وسائل الاعلام نقل وقائع المحاكمة الأمر الذي لم يكن متوفرا بشكل جيد أثناء محاكمة سلوبودان ميلوسيفيتش. لكن نايس أكد أن المحاكمة ستتم في لاهاي قائلا انها ستجرى «في وقت سريع». وتوقع نايس أن تفضي محاكمة كراديتش إلى «تأكيد أن ما جرى في البوسنة له علاقة ببلغراد وليس ببالي ( معقل صرب البوسنة أثناء الحرب )»، ونفى إعادة سيناريو محاكمة الرئيس الصربي الاسبق سلوبودان ميلوسيفيتش، معتبرا ان محاكمة كراديتش ستكون مختلفة عن محاكمة ميلوسيفيتش الذي حوكم على ثلاث حروب استمرت 10 سنوات. وفي الوقت الذي امتنع فيه محامي كراديتش عن الافصاح عما إذا كان قد قدم اعتراضا ضد تسليم كراديتش، أكدت المحكمة في بلغراد صباح أمس أنها لم تتلق أية مذكرة طعن في قرار تسليمه إلى محكمة لاهاي. وقد تضاربت الأنباء حتى بعد ظهر أمس حول موعد تسليم كراديتش، كما أن دوائر المحكمة الدولية أعربت أمس مجددا عن استعدادها لاستقبال كراديتش من دون ذكر موعد الاستلام. وقال محامي كراديتش أن موكله من مواطني البوسنة وأن حق تقديم الطعن يجب أن يصدر من البوسنة وهو ما لا يمكن تحقيقه ليكشف بذلك سر الغموض حول عدم تقديمه الطعن في قرار تسليم كراديتش والذي حير الكثيرين طيلة الايام الماضية.

ولا تزال المعلومات تتكشف يوما بعد يوم حول الفترة التي امضاها كاراديتش متواريا، اذ ذكرت الصحف الصربية امس ان اكثر من خمسين عنصرا في الاستخبارات الصربية التي تلقت معلومات عن مكان وجوده في اتصال هاتفي اجراه شخص مجهول، قاموا بمراقبة الشخص الذي انتحل شخصية الطبيب دراغان دابيتش على مدار الساعة طوال اشهر.

وقال مصدر امني لصحيفة «برس» طالبا عدم كشف اسمه «لقد حددنا مكانه خلال منتدى عقد من 23 الى 25 مايو ومنذ ذاك تولى اكثر من خمسين عنصرا في الاستخبارات مراقبته على مدار الساعة، لكن معظم العملاء كانوا يجهلون «هوية الشخص المراقب». وكانت صعوبة التحقيق تكمن في التأكد من ان دابيتش كان فعلا كراديتش الزعيم السابق لصرب البوسنة الذي اختفى في 1996. واضاف المصدر ان «اثنين من عملائنا تقدما لدى (دراغان دابيتش) بحجة تلقي علاج من العقم ونجحا خلال زيارة في اخذ شعر لاجراء فحص للحمض الريبي النووي للتحقق من هوية الطبيب».

كذلك، ذكرت شبكة بيتا الصربية أن كراديتش زار ايطاليا وشاهد مباراة لكرة القدم وهو ما أكدته صحيفة كورير ديلاسيرا الايطالية. وقال ابن شقيق رادفوفان كراديتش لصحيفة صربية انه كان يتصل بعمه اثناء فراره من الجوال، مؤكدا انه سيفعل ذلك «مجددا» ان لزم الامر.

واوضح دراغان كراديتش لصحيفة برس «كنت الوحيد على اتصال مع رادوفان وكان الاتصال يتم في الغالب بواسطة الجوال»، واضاف «بالنسبة لي كان عمي وليس هاربا ملاحقا من لاهاي. واني سافعل ذلك مجددا ان لزم الامر».

وفي فيينا، اعلنت وزارة الداخلية النمساوية انها تجري تحقيقا حول ما اذا كان الرجل الذي استمعت اليه الشرطة بصفته شاهدا في مايو 2007 في قضية قتل كان الزعيم السابق لصرب البوسنة او شخصا آخر يشبهه. فقد اعلن شخص يمارس الطب البديل من شمال صربيا اول من امس في اتصال هاتفي لوكالة تانيوغ للانباء انه بيتار غلوماتش الغامض الذي استجوبته شرطة فيينا في الرابع من مايو 2007.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية رودولف غوليا لوكالة الصحافة الفرنسية «حتى الان، لم نحصل على تأكيد من السلطات الصربية. وما زلنا نحاول التأكد بالتعاون مع السلطات الكرواتية والصربية مما اذا كان الرجل الذي استجوب هو بيتار غريماتش او رادوفان كراديتش».