أوباما العائد من جولته الخارجية يركز على الاقتصاد ويقول إنه يتقدم في «الولايات الحمراء»

ماكين يوجه انتقادات لاذعة إلى المرشح الديمقراطي ويتهمه بالبحث عن الكسب السياسي

TT

اعلن المرشح الديمقراطي باراك اوباما انه سيركز خلال الفترة المقبلة على ولايات الجنوب والجنوب الغربي، وقال انه بعد انتهاء جولته الخارجية سيحول اهتمامه وبسرعة نحو الامور الاقتصادية والقضايا المحلية، وقد حضر اوباما امس اجتماعاً في واشنطن خصص للقضايا الاقتصادية في حين واصل منافسه الجمهوري جون ماكين توجيه انتقاداته اللاذعة لمبادرات اوباما. وفي غضون ذلك حدد المرشح الديمقراطي مواصفات الشخص الذي سيترشح معه نائباً للرئيس لكنه أحجم عن اعطاء اية اشارة حول هويته.

وقبل مائة يوم من الاقتراع في الانتخابات الرئاسية قال اوباما للمراسلين انه نجح في توسيع خارطته الانتخابية ليس فقط في الجنوب والجنوب الغربي بل كذلك في مونتانا وداكوتا الشمالية. وقال اوباما «هذا لا يعني اننا سنفوز في كل هذه الولايات لكن على الاقل سيكون هناك تنافس وسنقدم للناخبين شيئاً ليختاروا»، واضاف «اننا ننافس الآن في ولايات فرجينيا وشمال كارولاينا وجورجيا... كما اننا سنكون على مسافة واحدة في نيومكسيكو وكولورادو ونيفادا». وهذه الولايات كانت تعتبر دائماً ولايات حمراء اي انها تصوت لصالح الجمهوريين. وكان الرئيس الحالي جورج بوش قد فاز فيها بنسبة تتجاوز في بعض الحالات 63 في المائة. ويحتاج المرشح الذي يفوز برئاسة البيت الابيض الى 270 صوتاً من اصوات «الناخبين الكبار» الذين ينتخبون مباشرة من طرف الناخبين في اقتراع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وسيقوم اوباما هذا الاسبوع بجولة في الولايات التي تعرف باسم «الولايات المتأرجحة» حيث سيزور كلا من ميسوري وايوا ويقوم بحملة لجمع التبرعات في تكساس. وفي سياق متصل، وزع ديفيد بلوف مدير حملة اوباما رسالة خاصة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها يقترح فيها اوباما على الذين سيتبرعون بخمسة دولارت او أكثر المشاركة في اليوم الختامي للمؤتمر الديمقراطي الذي سيكون في 28 اغسطس (آب) المقبل في دنفر (كولورادو) حيث سيتم اختيار المتبرعين لحضور الخطاب الذي سيعلن فيه اوباما قبوله الترشيح باسم الحزب الديمقراطي. وحول موضوع نائب الرئيس الذي سيترشح مع بطاقة اوباما قال اوباما إنه «يريد شخصاً له استقلاليته ومستعد ان يقول لي اين أخطأت»، واضاف «لدينا العديد من المشاكل وهناك الكثير من العمل الذي سنقوم به ولا اريد نائباً للرئيس ارسله فقط لحضور مراسم التشييع». وقال اوباما إن الشخص الوحيد حتى الآن الذي يوجد على قائمته المحدودة هو هيلاري كلينتون التي كانت منافسته في الانتخابات التهميدية.

يشار الى ان المرشحين الديمقراطيين يختارون عادة من يترشحون معهم لمنصب نائب الرئيس من الجنوب، حيث النفوذ الكبير للجمهوريين، وعندما سئل حول الموضوع قال «اكرر انني اعتقد ان هيلاري كلينتون يمكن ان تكون على القائمة المحدودة لأي شخص». وفي السياق نفسه، قال السيناتور الجمهوري شيك هاغال الذي رافق اوباما في جولته الخارجية حول ما تردد عن احتمال اختياره نائباً للرئيس على بطاقة اوباما «لم يتحدث معي أحد حول الموضوع، اتوقع ان يختار باراك اوباما شخصاً من حزبه».

وفي موضوع آخر، انتقد جون ماكين عدم زيارة اوباما جرحى الحرب الاميركيين الذين يتلقون العلاج في القواعد العسكرية الاميركية في المانيا. وقال إنه لم يفعل ذلك لان الامر لن يستفيد منه بقدر كاف ٍ في حملته الانتخابية.

وكانت حملة ماكين قد وجهت انتقادات شديدة الى اوباما بعد ان الغى زيارة كان من المقرر ان يقوم بها لجنود اميركيين جرحى في المانيا. واصدر مكتب ماكين بيانا قال فيه ان الخطابات امام الجماهير الاوروبية يجب ألا تكون بديلا من مواجهة الجرحى الاميركيين الابطال. وقال اوباما إنه الغى زيارته لمستشفى عسكري اميركي في المانيا بعد ان نصحه البنتاغون ان مثل هذه الزيارة قد ينظر اليها على انها عمل سياسي. واوضح اوباما انه لم يرغب ان يصبح لقاؤه مع الجنود الجرحى هدفا لجدال سياسي. وقال تومي فيتور المتحدث باسم حملة اوباما انه زار القوات الاميركية في العراق وافغانستان، وانه قام بزيارة مركز طبي عسكري في واشنطن عدة مرات. واضاف فيتور في بيان له ان انتقادات ماكين غير مناسبة، وحولت موضوع زيارة الجرحى الى جدل سياسي. واوضح مسؤولو وزارة الدفاع الاميركية انهم لم يطلبوا من اوباما الغاء زيارته، ولكنهم اوضحوا له انهم لن يسمحوا له باصطحاب الصحافيين معه الى المستشفى العسكري.

وقال ماكين إن اوباما يعارض حرب العراق لاسباب سياسية فقط وحتى يضمن ترشيحه من طرف حزبه، وقال ساخراً «اوباما مستعد ان يخسر اية حرب من أجل الكسب السياسي». يشار الى ان ماكين الذي يوجد حالياً في ولاية كاليفورنيا تحدث امس في حفل غداء خاص عن وجهة نظره بشأن السماح بعمليات التنقيب عن النفط في سواحل الولايات المتحدة.