قانون الانتخابات يراوح مكانه مع فشل الجهود للتوصل إلى اتفاق بشأن بنوده الخلافية

بارزاني والحكيم يبحثانه.. والمشهداني يصاب بالإغماء في جلسة مناقشته برلمانيا

TT

لم تقدم اللجنة البرلمانية المكلفة مناقشة البنود الخلافية في قانون انتخابات مجالس المحافظات الذي نقضته الرئاسة العراقية الاسبوع الماضي توصياتها للبرلمان، وذلك بسبب ما وصف بوجود ارادات متنفذة داخل اللجنة وداخل البرلمان حالت دون التوصل الى صيغة توافقية بين الاعضاء. وأكد سليم عبد الله، عضو اللجنة القانونية في البرلمان، عدم توصل اللجنة المكلفة بحث قانون الانتخابات المحال الى البرلمان الى حل نهائي، وقال لـ «الشرق الاوسط» «ستكون هناك جولة غداً (اليوم) لبحث القانون». وفيما اذا سيتم التوصل الى حل للمشكلة، شدد سليم «ان الامر صعب للغاية بسبب ضيق الوقت، فضلا عن حجم المسائل المطروحة للبحث بالاضافة الى كثرة عدد اعضاء اللجنة، الامر الذي يؤدي في كثير من الاحيان بالتحدث عن مسائل غير محددة، حيث تتم مناقشة قضية كركوك عن طريق الشعارات الخطابية والتي تكون بعيدة كل البعد عن الحل لاسيما وان هناك مقترحات لن ترضي البعض في اللجنة». وحول السبل الكفيلة للخروج من هذه الازمة، اكد عبد الله «في الوقت الراهن لا يوجد هناك مقترح، فإذا لم تتوصل اللجنة الى حلول أو رأي توافقي فسوف يتم رفع تقرير يبين وجهات رأي متعددة بالاضافة الى الاشارة الى انصار كل رأي مطروح»، معللا اسباب عدم التوصل الى حل بالقول «هناك ارادات سياسية داخل اللجنة نفسها وداخل البرلمان ايضاً تحول دون التوصل الى صيغة توافقية للقانون»، مطالباً «احالة الامر الى جهة صانعة للقرار كان تكون في المجلس التنفيذي او المجلس السياسي للامن الوطني تناقش القضية من دون تأثيرات جانبية كما يحصل الآن وبعيداً عن المزايدات».

يذكر ان أحد أعضاء لجنة الأقاليم بمجلس النواب، انتقد الأحد الماضي، أسلوب عمل اللجنة المكلفة دراسة نقض رئاسة الجمهورية لقانون انتخابات مجالس المحافظات، واصفا النقاشات التي تجريها بأنها «غير نافعة»، ومرجحا أن تقدم اللجنة تقريرها يوم امس الاثنين. وأضاف النائب رضا جواد تقي، في تصريحات صحافية، أن اللجنة المكلفة دراسة نقض رئاسة الجمهورية لقانون مجالس المحافظات، «مختلفة بشأن صحة إجراء الرئاسة من عدمه»، مشيرا إلى أن حوارات اللجنة خرجت عن الهدف المقرر لها، لكنه رجح أن تقدم اللجنة تقريرها يوم امس الاثنين. وانتقد تقي «الأجواء السائدة في اللجنة»، منوها بنحو خاص إلى ما دعاه بـ«النقاشات الساخنة التي شهدها الاجتماع الثاني للجنة الذي عقد الأحد»، ووصف تلك النقاشات بأنها «غير نافعة وذات طابع سياسي». وبين تقي أن الاجتماعين «شهدا توترا ونقاشات ساخنة وغير مفيدة، وهذا غير صحيح لأن اللجنة فنية وليست سياسية».

من جهته، قال جلال الدين الصغير، القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي ان لقاء جرى بين زعيم الائتلاف الموحد عبد العزيز الحكيم ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، موضحا لـ«الشرق الاوسط» أنه تم التطرق خلال اللقاء الى جملة من القضايا اهمها الاتفاقية الامنية طويلة الامد المزمع توقيعها بين العراق واميركا وما يجري في مجلس النواب فيما يتعلق بقانون الانتخابات». وفيما اذا سيسفر اللقاء عن اعلان محدد، شدد «ان من المبكر الحديث عن ذلك، إلا ان هناك لقاءات ستعقب هذا اللقاء ما بين الطرفين وسوف تستمر طيلة وجود بارزاني في بغداد للوصول الى توافقات حقيقية بما لا يسمح بحالة اللعب التي تحاول بعض الاطراف السياسية استغلال بعض الشعارات لتنفذ مآربها بعرقلة مسيرة العملية السياسية» ـ على حد قوله. الى ذلك، قال مصدر إعلامي في مجلس النواب في وقت سابق، إن رئيس المجلس محمود المشهداني أغمي عليه بعد ان افتتح جلسة مجلس النواب امس، مما اضطر أفراد حمايته إلى نقله إلى مستشفى ابن سينا داخل المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد. وأكد جبار المشهداني، مدير المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب العراقي لـ«الشرق الاوسط» «ان اسباب التدهور الصحي الذي انتاب رئيس المجلس كان نتيجة الجهد المتواصل واللقاءات المكثفة التي يجريها منذ شهرين، الامر الذي أدى الى انتكاسته صحياً». وكانت قناة العراقية الفضائية الحكومية قد قالت إن حالة المشهداني مستقرة.