4 تفجيرات نفذتها انتحاريات توقع عشرات القتلى وأكثر من 200 جريح

3 منها استهدفت زوارا شيعة في بغداد ورابع بين متظاهرين أكراد في كركوك

جمهرة من المواطنين امام مستشفى الطوارئ في كركوك حيث نقل المصابون في التفجير الانتحاري امس ( تصوير: كامران نجم)
TT

قتل 51 شخصا على الاقل واصيب حوالي مائتين اخرين بجروح في اعمال عنف متفرقة في العراق الاثنين بينها اربع هجمات انتحارية بواسطة احزمة ناسفة استهدفت زوارا شيعة في بغداد ومتظاهرين اكرادا في كركوك.

وقالت مصادر امنية ان «حوالي 25 شخصا بينهم نساء واطفال قتلوا واصيب اكثر من سبعين اخرين بجروح في هجمات استهدفت الزوار الشيعة» المتوجهين الى الكاظمية في شمال بغداد للمشاركة في احياء ذكرى الامام الكاظم. واوضحت ان «الهجمات التي يعتقد ان انتحاريات نفذتها استهدفت الزوار في ثلاث مناطق متفرقة في حي الكرادة (وسط)»،حسبما افادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الدكتور علي بستان مدير عام دائرة صحة الرصافة ان مستشفيات ابن النفيس والكندي والجملة العصبية تسلمت اليوم (امس) 25 قتيلا و112 جريحا، واضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ان استعدادات دائرة صحة الرصافة كبيرة لاسعاف الجرحى حيث توزعت المفارز في وقت سابق استعدادا للزيارة على طول الطريق المؤدي للامام الكاظم وانتشرت الخيم الطبية والاسعافات على جانبي الطريق، مؤكدا ان بعض الجرحى نقلوا الى المستشفيات التخصصية لتلقي العلاج. من جانبه، أوضح اللواء الركن قاسم عطا المتحدث باسم خطة فرض القانون لـ«الشرق الأوسط» ان الهجمات وقعت في ساحة عقبة بن نافع، وساحة كهرمانة، وقرب مستشفى الفيضي، مشيرا الى ان «الحادث الارهابي ادى إلى استشهاد 20 مواطناً، وجرح 100 آخرين». وتصادف اليوم الثلاثاء ذكرى وفاة الإمام موسى بن جعفر، سابع الأئمة المعصومين لدى المسلمين الشيعة، وكانت زيارته قد شهدت قبل ثلاثة اعوام تدافعا على جسر الائمة اثر انتشار شائعة بوجود قنابل معدة للتفجير مما ادى بالزوار للتدافع على الجسر وتحدث كارثة جسر الائمة التي راح ضحيتها مالا يقل عن الف شخص، وكانت خطة فرض القانون قد اعلنت في وقت سابق عن استعدادات امنية واسعة النطاق لحماية الزوار مع توفير الخدمات بالتعاون مع وزارة الصحة وجمعية الهلال الاحمر واصدرت عدة تعليمات للزوار لضمان سلامتهم. ورجحت مصادر امنية ان الهجمات مردها «عدم تخصيص شوارع محددة لمرور الزوار الذين جاء معظمهم سيرا على الاقدام من مختلف مناطق جنوب بغداد بحيث اصبح من السهل وقوع هجمات للجموع التي تسير في جميع الاتجاهات». يذكر ان قوات الامن كانت قد حددت خلال العامين 2006 و 2007 مسارات وطرقا معينة للزوار الشيعة مما حال دون استهدافهم بشكل مكثف.

وفي كركوك (255 كلم شمال بغداد)، قتل 22 شخصا واصيب 12 اخرون بجروح، وفقا لمصادر امنية. وقال الرائد سلام زنكنة من شرطة المدينة ان «22 شخصا على الاقل قتلوا واصيب نحو 120 اخرين بجروح جراء هجوم انتحاري بحزام ناسف وسط مظاهرة كردية اعقبها تبادل اطلاق نار». من جانبه، اكد الطبيب شرزاد حمد من مستشفى ازادي في كركوك ان مستشفيات المدينة تلقت جثث 22 شخصا ونحو 120 جريحا اصيبوا جراء الهجوم واطلاق النار. واضاف ان ثلاثين جريحا في حال حرجة. بدوره، قال نجاة حسن مسؤول «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في كركوك ان «جموع المتظاهرين فروا اثر وقوع الانفجار، لكن حراس مقرات احزاب سياسية منها الجبهة التركمانية، بادروا باطلاق نار في الهواء خشية توجه المتظاهرين الى مقراتهم ما دفع بالمتظاهرين الى الرد».

ووقع الهجوم خلال مظاهرة كردية لرفض مشروع «قانون انتخاب مجالس المحافظات» الذي يتضمن فقرة تتعلق بتوزيع المناصب الادارية بالتساوي بين الاكراد والعرب والتركمان في كركوك الغنية بالنفط، شارك فيها عشرات الالاف من الاكراد.

من جهة أخرى، اعلن الرائد محمد الكرخي من شرطة محافظة ديالى (شمال شرق) «مقتل اربعة اشخاص بينهم امرأة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتهم المدنية على الطريق الرئيسي في ناحية بلدروز (100 كلم شرق بغداد)». واكد مصدر طبي في مستشفى بلدروز تلقي جثث ثلاثة رجال وامرأة. ومن المتوقع بدء عملية امنية واسعة لملاحقة تنظيم القاعدة في ديالى في مطلع أغسطس (آب)، وفقا لمصادر امنية عراقية. وديالى، وكبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، من المناطق الاشد توترا في البلاد نظرا لتركيبتها الديموغرافية التي تضم خليطا من القوميات والطوائف المتعددة.