المخابرات الإسرائيلية تبدأ حملة لمنع إطلاق سراح أسرى فلسطينيين

تزعم أن غالبية الأسرى المحررين تدربوا في السجون على تطوير العمل المسلح

TT

في الوقت الذي تبذل فيه مصر جهودا كبيرة لاستئناف المفاوضات بين حركة «حماس» والحكومة الاسرائيلية بشأن صفقة تبادل أسرى، شن جهاز المخابرات الاسرائيلية العامة «الشاباك» بحملة علنية ضد اطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وذلك بدعوى ان غالبية الأسرى الذين أطلق سراحهم في الماضي عادوا الى ممارسة العمل المسلح في تنظيماتهم. وان اطلاق سراح دفعة جديدة منهم سيؤدي الى تصعيد جديد في العمليات ضد اسرائيل.

وتدعي المخابرات الاسرائيلية في تسريبات لوسائل الاعلام المحلية ان هناك مشكلة كبيرة في اطلاق سراح أسرى فلسطينيين ممن يمضون أحكاما طويلة، ولكن هنالك مشكلة كبيرة أيضا قي اطلاق سراح الأسرى ذوي الأحكام القصيرة الأمد. وان هذه المشكلة متعددة الجوانب. فأولا، يتوقع أن يعود هؤلاء الأسرى الى النشاط في بلداتهم. وثانيا، يتوقع أن يكون نشاطهم أكبر وأقسى من الماضي، لأنهم تعلموا داخل السجن الاسرائيلي كيف يطورون نشاطهم المسلح. فقد احتكوا مع أسرى فلسطينيين من قادة التنظيمات المسلحة، الذين كانوا قد تلقوا تدريبات في ايران وفي العراق بأيدي قادة عسكريين مجربين. وتعلموا منهم كيف يطورون أدواتهم القتالية وعملياتهم المسلحة وتعلموا كيف يطورون خططهم.

وجاء على لسان أحد قادة المخابرات ان حماس بشكل خاص انتبهت الى هذه المسألة وان لديها برنامجا تفصيليا اليوم لاعادة بناء تنظيمها المسلح في الضفة الغربية. وقال ان تنظيمات حماس في الضفة، تلقت ضربات موجعة في السنوات الأولى للانتفاضة الأخيرة، وبشكل خاص في سنة 2004. وأدت هذه الضربات، حسب ادعائه الى انهيار هذه التنظيمات وقتل أو اعتقال معظم قادتها. ومنذ ذلك الوقت تسلمت حركة «الجهاد الاسلامي» وبعض فرق «كتائب شهداء الأقصى» الجناح العسكري لحركة فتح، مواقع عمل حماس. فوجهت له اسرائيل ضربات متلاحقة حتى أصيب هو أيضا بحالة قريبة من الانهيار.

ويضيف مسؤول المخابرات ان حماس قررت اعادة بناء قوتها العسكرية في الضفة الغربية على ضوء الانتقادات التي تتعرض لها من كوادرها المسلحة وكوادر تنظيمات أخرى، في أعقاب التوصل الى اتفاق التهدئة مع اسرائيل والتوجه الى مفاوضات طويلة معها لإبرام صفقة تبادل أسرى، يطلق بموجبها سراح الجندي الاسرائيلي الأسير، جلعاد شليط، مقابل اطلاق سراح حوالي ألف أسير فلسطيني وعربي. ويقول هؤلاء في انتقاداتهم ان حماس تركت طريق الكفاح المسلح وبدأت عملية تفاوض طويلة مع اسرائيل تشبه مفاوضات منظمة التحرير التي أفضت الى اتفاقات أوسلو. لذلك، قال المسؤول، ان حماس تريد صد الانتقادات والبرهنة على ان اتفاق التهدئة يقتصر على قطاع غزة وانها تواصل طريق المقاومة في الضفة الغربية.

وادعت المخابرات الاسرائيلية انه في الأسابيع الأخيرة تجمعت لديها عشرات الانذارات الساخنة عن عمليات يجري التخطيط لتنفيذها في اطار هذه الخطة. وان جميع الشبان الذين أوكل لهم تنفيذ هذه العمليات هم من «حماس» والعديد منهم أو من مرسليهم الى هذه العمليات هم اسرى سابقون. وان «الكثيرين منهم أدلوا باعترافات خطيرة في هذا الاتجاه».

وحاول المسؤول أن يطمئن الجمهور الاسرائيلي بأن قواته تعمل في أكثر من اتجاه لمجابهة هذه الخطة، سوية مع الجيش وادارة مصلحة السجون. وانه بدأت عملية فصل بين الأسرى من قادة تنظيم حماس وغيرها وبين الأسرى ذوي المحكوميات القصيرة حتى يوقفوا عملية التدريب داخل السجون على العمل المسلح.

وفي الوقت نفسه تجري عملية ملاحقة ميدانية واسعة لهذه التنظيمات في الخارج، وخصوصا في منطقتي الخليل وطولكرم. وقال انه يتوقع من الحكومة ان لا تشحن بالقوة تلك التنظيمات، بواسطة اطلاق سراح أسرى جدد، وان تصر على طرد الأسرى المحررين الى خارج البلاد. فإذا رفضت «حماس» ذلك، فلتتعطل الصفقة.