سكان مخيم عين الحلوة الفلسطيني يتخوفون من معركة طويلة بين «فتح» والأصولييـن

بعد توصل الحركة في القضاء على مسؤولين في «عصبة الأنصار» و«جند الشام»

TT

يتخوف كثيرون من ابناء مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، قرب مدينة صيدا، من انفجار الوضع داخله بين الاصوليين التابعين لـ«عصبة الانصار» و«جند الشام»، من جهة، وحركة فتح، من جهة أخرى. ولعل ما يزيد من قلق سكان المخيم ومخاوفهم ما يطفو على السطح من كلام عن ان اي معركة مقبلة بين الطرفين لن تكون كسابقاتها من المعارك المحدودة التي كان يتم تطويقها عبر الاتصالات وانها قد تطول خصوصا مع الفجوة الكبيرة القائمة بين الاسلاميين ـ الذين تقودهم عمليا «عصبة الانصار» الاسلامية ـ وفتح. وهي فجوة بدأت تتعمق اكثر فاكثر منذ ان قامت فتح بتسليم الاسلامي حسام معروف الى مخابرات الجيش اللبناني على خلفية اتهامه بقضايا امنية وما تبع ذلك من حوادث استطاعت فتح خلالها ان تقضي على مسؤولين وناشطين بارزين في تنظيم «جند الشام» كان آخرهم شحادة جوهر الذي قتل منذ عشرة ايام في اشتباك محدود مع فتح كان اقرب الى فخ استدرج اليه مع آخرين حيث تم قتلهم على ايدي فتحاويين.

وتشير تقارير امنية الى ان مسؤولين في «عصبة الانصار» ابلغوا «من يعنيهم الامر» داخل مخيم عين الحلوة ان صبر العصبة حيال ممارسات فتح بدأ بالنفاد وانها لن تستطيع الوقوف مكتوفة حيال ما تعتبره اغتيالات وقتلا مجانيا للناشطين الاصوليين من دون اي محاسبة لمن يقوم بذلك، ما يعني ان الاغتيالات تتم بقرار فتحاوي وليس بقرار فردي.

وبحسب التقارير فإن العصبة التي خسرت عنصرا مهما من صفوفها، هو وليد سلوم، في الاشتباك الاخير بين فتح و«جند الشام» قبلت بالتضحية ومارست سياسة «الاسفنجة» التي تمتص نقمة الاصوليين. لكن سياسة الانفتاح على الناس وعلى القوى الفلسطينية التي مارستها العصبة لا تعني على الاطلاق انها ستمارس سياسة ضبط النفس الى ما لا نهاية. وهي بانتظار جواب نهائي وحاسم من حركة فتح عن سبب مقتل شحادة جوهر ووليد سلوم وإحالة المتسببين الى لجنة تحقيق لمحاسبتهم.

ومواكبة لما قد يحصل من تطورات امنية وفي محاولة لترتيب البيت الداخلي، ذكرت تقارير امنية ان تنظيم «جند الشام» اختار «أميرا» له يدعى «ابو حمزة» وانه يسعى، على رغم ما اعلن سابقا عن حله، الى رص الصفوف بعد سلسلة الضربات التي تلقاها على يد فتح ومنها محاولة اغتيال مسؤوله العسكري عماد ياسين الذي اصيب بجروح خطرة جعلته عاجزا عن ممارسة دوره الميداني، وكذلك اغتيال جوهر.

وتحدثت التقارير عن رسائل وجهها «جند الشام» الى فتح مفادها ان ثلاثة مسؤولين عسكريين من الحركة يتهمهم «جند الشام» بتصفية عناصره، هم على لائحة الاغتيال و«سنثأر منهم اذا لم يُسلَّموا ويُحاكَموا».

والبارز ايضاً، ووفقا للتقارير، ان القيادي الفلسطيني منير المقدح لن يقف على الحياد او يضطلع بدور مهدئ اذا انزلق الوضع باتجاه الانفجار، بل سيكون الى جانب حركته، فتح.

ميدانياً تردد ان حركة فتح تقوم بما يشبه عملية قطع التواصل وطرق الامداد بين منطقة الطوارئ التي تسيطر عليها عصبة الانصار وبعض الاحياء داخل عين الحلوة والتي تعتبر مناطق نفوذ اصولية. ومن هذه الاجراءات تركيز نقطة عسكرية لفتح في بستان داخل المخيم. بينما ذكر شهود عيان ان سيارات تابعة لجند الشام نقلت اسلحة وذخائر من اطراف منطقة الطوارئ الى مستودعات في عمقها وبمحاذاة منطقة التعمير اللبنانية، فيما بدا انه تدبير احترازي كي لا تكون هذه الذخائر والاسلحة تحت سيطرة فتح مباشرة او سيطرتها النارية في حال اندلعت اشتباكات بين الجانبين.

وتعطي التقارير الامنية من داخل المخيم انطباعاً بأن معركة فتح لن تكون سهلة وانه يجب عدم التهاون او التقليل من قوة «عصبة الانصار» و«جند الشام» وحصر منطقة نفوذهما في الطوارئ، اذ عندما تندلع المعركة ستمتد بقعة الزيت الاصولية المتطرفة الى احياء داخل المخيم وربما خارجه.

وفي ما يشبه الاجابة عن سؤال يتعلق بعدد عناصر هذين التنظيمين، تقول مصادر امنية لبنانية انه بالعودة الى اشتباكات حصلت في العام 2001 بين فتح والعصبة، وعجزت خلالها الاولى عن السيطرة الفعلية، يتبين ان ما يعتبره كل اصولي استهدافا لـ«إخوانه المجاهدين» يجعله يهب لنصرتهم بحيث يرتفع عدد مقاتلي التنظيمين بصورة كبيرة.