أحمدي نجاد: إيران سترد بإيجابية إذا اعتمدت أميركا مقاربة جديدة في الملف النووي

نفى في مقابلة تلفزيونية أميركية أن تكون بلاده تريد قنبلة نووية وقال إن هذه القنابل تعود إلى القرن الماضي ونحن نعيش في قرن جديد

أول إيرانية ستشارك في بطولة التايكوندو بأوليمبياد بكين تستعد قبل احدى المنافسات التحضيرية وبجانبها بعض زميلاتها في طهران أمس (أ.ب)
TT

أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مقابلة مع شبكة تلفزيون أميركية انه في حال اعتمدت الولايات المتحدة مقاربة جديدة حيال ملف ايران النووي، فإن طهران ستتجاوب معها.

وقال احمدي نجاد في المقابلة التي بثتها أمس شبكة «ان بي سي» التلفزيونية الأميركية «اليوم نشهد سلوكا جديدا من جانب الولايات المتحدة ومسؤولي الولايات المتحدة، وسؤالي هنا هو هل ان هذا السلوك نابع من مقاربة جديدة؟ أي بكلام آخر احترام متبادل وتعاون وعدل؟ أم أن هذه المقاربة هي استمرار للمواجهة مع الشعب الإيراني ولكن بطريقة جديدة؟». وتابع في المقابلة التي أجرتها معه الشبكة الأميركية في مكتبه بطهران «إذا كان الوضع استمرارا للمسار السابق، فعلى الشعب الإيراني عندها حماية حقوقه ومصالحه، أما اذا تبدلت المقاربة، فسنكون أمام وضع جديد، ورد الشعب الإيراني سيكون ردا ايجابيا».

وأشار إلى أن إيران ستسعى للتوصل إلى أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة والدول الخمس الأخرى التي عرضت حوافز على طهران مقابل تجميد برنامج تخصيب اليورانيوم. فعندما سئل عن الرد الايراني المحتمل على عرض التعاون الجديد الذي قدمه الغرب لبلاده حول ملفها النووي موضع الجدل، قال «اذا تمكن الطرفان من التوصل الى ارضية تفاهم مشتركة، فان ذلك سيساعدنا ايضا على تخطي خلافاتنا من اجل التوصل الى اتفاق. والمسألة الرئيسية هنا تكمن في معرفة ما اذا كانت هذه المقاربة استمرارا للمقاربة السابقة ام انها مقاربة جديدة تماما».

وتأتي تصريحات أحمدي نجاد للتلفزيون الأميركي قبل أقل من أسبوع على انتهاء المهلة التي حددتها الدول الست لطهران للرد على الحوافز المقدمة لها. وفي ما يبدو أنه رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة بأن إيران تريد علاقات أفضل معها قال نجاد إن إحراز تقدم للتوصل الى اتفاق مع الغرب يعتمد على مدى صدق التحول الذي طرأ على التوجه الأميركي ازاء طهران.

وكان مسؤولون غربيون قد صرحوا بعد اجتماع خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي مع المفاوض الإيراني سعيد جليلي بحضور ممثلي الدول الست في جنيف يوم 19 يوليو الجاري بأن إيران أمامها أسبوعان للرد على حزمة الحوافز الجديدة التي عرضت عليها وتجميد توسيع برنامجها النووي لكي تتفادى فرض مزيد من العقوبات، وهذا يعني انه على ايران ان ترد بحلول يوم السبت المقبل. وقد حاولت إيران كسب مزيد من الوقت عندما ردت على حزمة الحوافز الغربية بعرض من جانبها وصفه سولانا بأنه غامض ومحبط.

وقال أحمدي نجاد من خلال مترجم في حديثه مع «ان. بي.سي» الذي بث أمس «طرحوا مجموعة من المقترحات ورددنا بطرح مجموعة من جانبنا. هذا طبيعي جدا. في الخطوات الاولى سنتفاوض على النقاط المشتركة الموجودة في المجموعتين. واذا نجح الطرفان في الاتفاق على الارض المشتركة هذا سيساعدنا على العمل بشأن خلافاتنا وأيضا في التوصل إلى اتفاق».

وردا على تصريحات أحمدي نجاد أمس قالت الولايات المتحدة انها تنتظر «اعلانا نهائيا» من ايران حول عرض التعاون الذي قدمته الدول الغربية بشأن برنامجها النووي. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تصريحات أحمدي نجاد بأنها مجرد كلام وقال «إننا ننتظر ما نعتبره بيانا واضحا من حكومة ايران، وذكرنا بوضوح ان الرد يجب ان يصلنا عبر القناة المعتادة المتمثلة في جليلي وسولانا، وعقارب الساعة تقترب من نهاية مهلة الأسبوعين».

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية «نريد أن نعرف إذا كان الإيرانيون جادين أم هل هم يكررون شعارات مكررة»، وقال: «نعم، نعرف إن هناك نقاشا داخليا يدور في إيران حول هذا الموضوع، لكننا نريد ردا واضحا ومحددا قبل نهاية الفترة المحددة».

وتعليقا على قول أحمدي نجاد بان على الولايات المتحدة تغيير سياستها إزاء ايران، قال المتحدث: «هل هم غيروا سياساتهم العدوانية؟ إنهم يعرفون ماذا نريد منهم».

وكان هاشمي رافسنجاني، الرئيس الايراني السابق ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليا، قد دعا، في خطبة يوم الجمعة الماضي، إلى رفض تحديد مهلة الأسبوعين، وقال: «توجيه انذار لا يساعد. اتفقنا اخيرا على الجلوس للتفاوض، وبالتالي ما معنى اصدار موعد نهائي».

وكان غريغ شولتز، مساعد السفير الأميركي في الأمم المتحدة، قد علق أول من أمس على أخبار بأن إيران تريد الانتظار حتى نهاية إدارة الرئيس بوش في يناير (كانون الثاني)، بقوله: «إذا يريدون الانتظار حتى تنتهي فترتنا، سيواجهون عقوبات مستمرة، ومزيدا من العقوبات».

ونفى أحمدي نجاد لـ«ان.بي.سي» سعي إيران لانتاج قنبلة نووية ونقلت عنه قوله إن الأسلحة النووية عفا عليها الزمن. وردا على سؤال لشبكة «ان بي سي» عما إذا كانت إيران تسعى إلى أن تصبح قوة نووية، أجاب الرئيس الايراني «لا نعمل على صنع قنبلة. لا نؤمن بالقنبلة الذرية». وأضاف «ونعتقد أيضا انها لن تؤثر على العلاقات السياسية».

وأشار إلى ترسانة إسرائيل النووية، وقال «هل ساعدت تلك الترسانة الصهاينة على التفوق في النزاع مع لبنان؟ لا». وتابع متسائلا «هل حالت الأسلحة النووية دون إنهيار الاتحاد السوفياتي وتفكيكه؟ هل ساعدت قنبلة نووية الولايات المتحدة على الهيمنة في العراق أو افغانستان؟»، مضيفا «إن القنابل النووية تعود إلى القرن العشرين ونحن نعيش في قرن جديد ونعتقد أنه، في المسألة النووية، تم اتخاذ اجراء أو عمل غير مناسب. لا يجب وضع الطاقة النووية على مستوى السلاح النووي نفسه».

وترفض إيران حتى الآن أي تجميد مقابل بدء المحادثات التمهيدية أو أي تعليق لتخصيب اليورانيوم لبدء المفاوضات الرسمية بشأن مجموعة الحوافز المقدمة من الدول الست وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا.

وفي تغير في السياسة الأميركية أوفدت الولايات المتحدة وكيل وزارة الخارجية ويليام بيرنز لحضور محادثات جنيف التي عقدت بين دول 5 زائد 1 وسعيد جليلي المفاوض الإيراني الرئيسي. وقال أحمدي نجاد إن هذا يمثل نجاحا لإيران. وأضاف في حديثه مع «ان.بي.سي»: «المهم هنا هو ما إذا كان هذا التوجه هو استمرار للتوجه القديم أم أنه توجه جديد تماما».

وسئل أحمدي نجاد عما إذا كانت ايران ستوافق على تعليق تخصيب اليورانيوم لتكسب القبول الدولي فقال إن بلاده تتمتع بالفعل «بعلاقات طيبة جدا اقتصادية وثقافية مع دول من شتى أنحاء العالم»، وأضاف «إن إيران بلد عظيم باقتصاد قوي، ومن أجل استمرار حياتنا وتقدمنا لا نحتاج إلى بضع دول إذا جاز أن أقول ذلك».

وفرض مجلس الأمن ثلاث حزم من العقوبات على طهران. وتقول إيران، وهي رابع أكبر منتج للنفط في العالم، إن انشطتها تهدف فقط إلى توليد الكهرباء بما يمكنها من تصدير المزيد من النفط والغاز. إلا أن العديد من دول العالم ترى أن إيران لا تحتاج إلى طاقة نووية وأن ما تقوم به يهدف إلى برنامج تسلح نووي سيخل بالأمن في المنطقة.

وكان الرئيس الايراني قد أعلن يوم السبت الماضي ان بلاده لديها أكثر من خمسة آلاف جهاز للطرد المركزي تعمل الآن لتخصيب اليورانيوم. إلا أن دبلوماسيا قريبا من وكالة الطاقة الدولية قال إن هذه التصريحات مبالغات جديدة من احمدي نجاد. وأضاف إن الوكالة راجعت هذه التصريحات وان الوثائق التي لدى الوكالة تشير إلى أن إيران لديها 4 آلاف جهاز منصوب للطرد المركزي منها 3500 جهاز تنتج اليورانيوم المخصب.

من جهة أخرى اعتبر احمدي نجاد أن الأسعار الراهنة للنفط «ليست واقعية»، لافتا إلى أن هناك «قوى تتلاعب بالأسعار داخل السوق». وأضاف «الوضع اليوم ليس واقعيا... إنه مصطنع، وانطلاقا من هذا الأمر فإن الأسعار غير واقعية»، وتابع «هل تعتقدون فعلا أن اسعار النفط ناتجة من منافسة صحيحة في السوق؟ الجواب هو كلا».