باكستان: مقتل 6 بهجوم صاروخي في الشريط الحدودي

أنباء عن مقتل 3 مصريين بينهم أبو خباب كيماوي «القاعدة» في الهجوم

TT

قتل ستة اشخاص على الاقل، بينهم ثلاثة من العرب، صباح امس بصواريخ يشتبه في انها اميركية اصابت احد المنازل في مناطق القبائل في باكستان التي يستعد رئيس وزرائها يوسف رضا جيلاني لمحادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش. وقال مسؤولون في قوات الامن الباكستانية ان ثلاثة صواريخ سقطت على منزل ملحق بمسجد في قرية عزم ورساك الواقعة في جنوب وزيرستان القبائلية التي تعتبرها واشنطن معقلا آمنا لتنظيم القاعدة وانصار طالبان. واكد مصدر امني «ستة اشخاص قتلوا في الهجوم واصيب ثلاثة اخرون يعتقد انهم عرب، في سقوط ثلاثة صواريخ على المنزل». واضاف ان بين القتلى «ثلاثة مقاتلين عرب مفترضين».

وفي تطور لاحق افاد مسؤولون باكستانيون ان خبير المتفجرات والاسلحة الكيميائية في تنظيم القاعدة المطلوب اميركيا مدحت مرسي السيد عمر المعروف باسم «ابو خباب» قتل على الارجح امس في باكستان في الهجوم. وقال مسؤول كبير في الاستخبارات في مدينة بيشاور (شمال غربي باكستان) لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم الكشف عن هويته «نعتقد انه قتل في هذه الضربة». واضاف «كان هذا مخبأه وبلغتنا معلومات انه كان مستهدفا بالضربة الاميركية». وتعود صلات ابو خباب بالارهاب الى اواسط الثمانينات على اقل تقدير عندما كان عضوا بارزا في منظمة الجهاد الاسلامي المصرية التي كان يقودها ايمن الظواهري والتي اندمجت مع منظمة القاعدة. وخلال سنوات قام بتدريب مئات من المقاتلين في معسكرات القاعدة حول كيفية استخدام المتفجرات والسموم والأسلحة الكيماوية البدائية، وفقا لوثائق «أف بي آي». ورصدت السلطات الاميركية مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يرشد عن مكان وجوده. وكانت المصادر الاميركية نقلت من قبل ان ابو خباب المصري قتل في الهجوم الجوي الأميركي الذي جرى في يناير (كانون الثاني)2006 على مبنى قائم في المنطقة القبلية الباكستانية، وأعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف وعدد من مسؤولي الاستخبارات هناك عن مقتل بعض ميدانيي القاعدة وبالخصوص المصري المتخصص بصناعة الأسلحة الكيماوية خبير المتفجرات أبو خباب، لكن مصادر استخبارات أميركية اكدت أنه ما زال حيا وهو مسؤول على انبعاث برنامج القاعدة الهادف إلى الحصول على أسلحة الدمار الشامل.

وكشفت معلومات استخبارية أخيرة أن أبو خباب،55 سنة، يقوم بتدريب مجندين غربيين على هجمات كيماوية في أوروبا وربما في الولايات المتحدة، مثلما فعل حينما كان يدير «معسكر خباب» في منطقة تورا بورا بأفغانستان قبل هجمات 11 سبتمبر (ايلول) حسبما ذكر مسؤول استخبارات أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه».

من جهته قال الملا نظير من قادة «طالبان باكستان» في بيان ان سبعة اشخاص قتلوا في هجوم صاروخي على مدرسة بقرية عزم ورساك بجنوب وزيرستان، فيما قال سكان محليون ان ثلاثة مصريين ضمن القتلي في الهجوم الصاروخي». واشاروا الى ان المصريين الثلاثة كانوا قد استاجروا قبل شهرين منزلا بجوار المدرسة الدينية من زعيم قبلي محلي. وحاولت «الشرق الاوسط» الاتصال بالسفارة المصرية في اسلام اباد عدة مرات امس، ولم يتسن الحصول على تعليق منها. وقال شهود عيان انهم سمعوا صوت طائرة من دون طيار تحلق فوقهم قبل الضربة وبعدها مشيرين الى ان هذه الطائرات حلقت مرارا في نهاية الاسبوع. وأكد مسؤولون باكستانيون ان الصواريخ لم يطلقها الجيش الباكستاني لكن على ما يبدو اطلقتها قوات اميركية ضمن جنود التحالف الدولي المنتشرين قرب الحدود على مسافة عشرين كلم الى الغرب من عزم ورساك. وذكرت القنوات التلفزيونية الإخبارية أن المبنى الذي استهدفه الهجوم كان معهدا دينيا ملحق به منشآت سكنية. ومع ذلك لم يجر التنويه عن هويات القتلى. ونقلت قناة «دون» الإخبارية الناطقة باللغة الإنجليزية عن السكان قولهم إن طائرات بلا طيارين تستخدمها القوات الأميركية في أفغانستان كانت تحلق أيضا فوق المنطقة قبيل القصف مباشرة. وبينما أكد المتحدث باسم الجيش اللواء أطهر عباس وقوع الحادث في جنوب وزيرستان، إلا أنه قال إنه من غير الواضح ما إذا كانت ضربة صاروخية أو قذيفة أو مجرد انفجار قنبلة هي التي تسببت في الحادث.

وأكد مسؤول عسكري أرسل إلى منطقة الحادث أنه كان صاروخا، ولكنه قال إنه ليس واضحا ما إذا كانت قوات الناتو هي التي أطلقته عبر الحدود أو أن مسلحي طالبان هم الذين أطلقوه.

ومنطقة جنوب وزيرستان واحدة من ثلاث مناطق قبيلة في باكستان، يتركز فيها المسلحون الباكستانيون والأجانب أيضا. وتمارس الحكومة الأميركية ضغوطا على باكستان لاتخاذ إجراء ضدهم. ويبدو أن مسؤولي الجيش الباكستاني لا يعرفون شيئا عن الحادث، حيث أنه منذ شهر على الأكثر توقفت قوات الناتو الموجودة في أفغانستان عن إطلاع الجيش الباكستاني على خطط عملياتها العسكرية. وفي بداية الشهر الجاري، ذكرت قوات الناتو في أفغانستان أنها ستطلق صواريخ على باكستان بعد تعرضها لهجوم من مسلحين مشتبه بهم في باكستان. وأضافت القوات أنها كانت تعمل بالتنسيق مع الجيش الباكستاني، الذي وافق على تقديم المساعدة إذا استمر إطلاق الصواريخ من باكستان. وعلى جانب آخر، صرح رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا كيلاني الشهر الماضي أنه لن يسمح لأية قوات أجنبية بالعمل داخل الأراضي الباكستانية. وقال إن القوات الباكستانية فقط هي التي يمكنها اتخاذ إجراءات في مواجهة المسلحين داخل الأراضي الباكستانية.