أولمرت يستبعد التوصل لاتفاق يتضمن القدس والسلطة الفلسطينية ترفض التنازل عن أي شبر

اقترح آلية مشتركة لبحث مستقبل المدينة المقدسة

TT

أثار ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الاسرائيلي، امس غضب السلطة الفلسطينية، ووجه صفعة اخرى لجهود المفاوضات المتعثرة اصلا، بإعلانه سلفا، أنه لا يرى فرصة كبيرة في التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين مع نهاية العام الجاري يتضمن القدس. وقال «لا اعتقد ان تفاهمات تشمل القدس يمكن التوصل اليها مع نهاية العام الجاري». لكن اولمرت يعترف بانه لا يمكن الاحتفاظ بكل القدس لما ينطوي ذلك على مخاطر. وردت الرئاسة الفلسطينية فورا بقولها إن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن اي شبر في المدنية المقدسة (الشرقية). وجاء تصريح اولمرت امام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلي إذ قال «لا اعتقد انه يمكن التوصل الى اتفاق بشأن القدس قبل نهاية العام. لكن في ما يتعلق بقضايا محورية اخرى فإن الفجوات ليست كبيرة». إلا ان اولمرت كشف عن تصوره كذلك لحل بعض هذه القضايا، واعرب عن اعتقاده بإمكانية حل قضية اللاجئين خارج حدود دولة اسرائيل (أي بعودتهم الى الدولة الفلسطينية كما اعلنت عن ذلك مرارا وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيفي ليفني). وعلى غرار ما تعهد به الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) تعهد اولمرت كذلك بطرح اي قرار بشأن القضايا الجوهرية على الشعب الاسرائيلي «ليبت فيه بشكل ديمقراطي».

ويقول مسؤولون اسرائيليون إن اولمرت يريد التوصل الى الاتفاق على وثيقة مشتركة مع ابو مازن تضع حدودا للدولة الفلسطينية المستقبلية، وتضع الترتيبات الامنية اللازمة، وتتناول مصير ملايين اللاجئين الفلسطينيين، إلا انها ستؤجل قضية القدس، الى وقت لاحق.

وردت السلطة الفلسطينية مباشرة بتأكيدها ان القدس «خط أحمر» بالنسبة للفلسطينيين الذين ينادون بالقدس الشرقية العربية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وكان ابو مازن قد قال غير مرة إن القدس غير خاضعة للتفاوض. واضاف في القاهرة أن الطرح الفلسطيني في المفاوضات مع اسرائيل يشدد على ان تكون القدس موحدة وعاصمة للدولتين بحيث تكون فيها بلديتان، بلدية للجزء الشرقي من المدينة واخرى للجزء الغربي الذي تسيطر عليه اسرائيل، شريطة ان تبقى المدينة مفتوحة لجميع الاديان. لكنه قال ان اسرائيل ترفض هذا الطرح. وقال نبيل ابو ردينة، الناطق باسم الرئاسة، ان «تصريحات اولمرت محاولة للتهرب من التزامات مؤتمر انابوليس ورؤية الرئيس جورج بوش وارادة المجتمع الدولي الذي يجمع على ضرورة اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية».

ودعا ابو ردينة الادارة الاميركية الى العمل بشكل جدي لدفع اسرائيل للدخول في مفاوضات جادة وعدم اضاعة الوقت، وقال «هذه التصريحات تؤكد محاولات اسرائيل للتهرب من هذا الاستحقاق، والمطلوب ايضا عدم الحكم على الامور قبل نهاية العام الجاري لان ذلك يفقد عملية السلام مصداقيتها وجديتها».

وتريد السلطة التوصل الى اتفاق حول كل القضايا المصيرية مرة واحدة، وكان المفاوض الفلسطيني، صائب عريقات، قد قال قبل يومين «إما ان يتم التوصل الى اتفاق حول كل شيء او لا اتفاق حول أي شيء». وذكر مسؤولون اسرائيليون ان اولمرت يقترح «آلية اسرائيلية فلسطينية مشتركة» لمواصلة المفاوضات حول مستقبل القدس.