وفد حماس بالقاهرة لبحث الحوار والتهدئة

مصدر عسكري إسرائيلي يعزو صعوبة التوصل لصفقة تبادل أسرى لأزمة الحكومة

TT

وصل جمال ابو هاشم عضو القيادة السياسية لحركة حماس في قطاع غزة الى القاهرة بعد ظهر امس للانضمام لوفد الحركة الذي يرأسه نائب رئيس المكتب السياسي موسى ابو مرزوق للتباحث حول التهدئة وصفقة تبادل الاسرى ومستقبل الحوار الوطني. وذكر مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الاوسط» أنه رغم نفي حماس أن تكون زيارة وفدها على علاقة بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) حول بدء الحوار الوطني فوراً، أن الوفد سيبحث مع المصريين مسألة توسيع الحوار. وأضاف المصدر أن الطرف المصري ابلغ حركة حماس أن لقاءات وفدها ستهتم بقضية الحوار الوطني. وتابع القول أن شخصيات فلسطينية مستقلة اتصلت خلال اليومين الماضيين بمسؤولين مصريين كبار وحذرتهم من أن عدم تحرك القاهرة والأطراف العربية العاجل لوضع حد للتوترات الأخيرة في قطاع غزة والضفة الغربية يمكن أن يقود الى مواجهات أكثر دموية بين الجانبين. وأشار المصدر الى أنه رغم صعوبة الحديث عن تفاؤل ازاء فرص حدوث انطلاقة جدية في جهود الحوار بسبب تداعيات الأحداث الاخيرة، إلا أن هناك احساسا لدى الجانبين بضرورة وقف التدهور الحاصل في العلاقات بينهما. وتوقع المصدر أن يعرض المصريون عدداً من الصيغ التوافقية التي طرحت في الآونة الأخيرة من بعض الشخصيات الفلسطينية وتشكل حلا للخلاف على الشروط التي يضعها الجانبان لبدء الحوار، سيما فكرة حكومة توافق وطني.

واكد المصدر أن وفد حماس يحمل تحذيراً غير مباشر لإسرائيل من مغبة عدم وفائها باستحقاقات اتفاق التهدئة سيما الحديث عن تلكؤ اسرائيل بالسماح بإدخال المواد حسب الجدول المتفق عليه في اتفاق التهدئة. وأضاف المصدر ان وفد حماس سيبلغ المصريين بأن التزام الحركة وبقية الفصائل الفلسطينية بالتهدئة مرتبط بشكل أساسي بإلتزام اسرائيل بكل تعهداتها بموجب الاتفاق. وتوقع المصدر أن تركز المباحثات ايضا على بحث سبل التوصل لصفقة تبادل اسرى يتم خلالها الافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شليط مقابل الإفراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين. وكانت حماس قد اعلنت أنها لن تستأنف الاتصالات بشأن صفقة تبادل الاسرى قبل وفاء اسرائيل باستحقاقات التهدئة. يذكر أن حماس تطالب بالإفراج عن الف معتقل فلسطيني مقابل شليط، من بينهم 450 من ذوي المحكوميات العالية والنساء والمرضى والأطفال. الى ذلك كشفت صحيفة «هارتس» النقاب امس الثلاثاء عن أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مستعد للتخفيف من حدة المعايير التي وضعتها حكومته لتحرير المعتقلين الفلسطينيين مقابل شليط. ودعا أولمرت رئيس اللجنة الوزارية المكلفة وضع معايير للإفراج عن المعتقلين نائب رئيس الوزراء حاييم رامون للبحث مجدداً في تغيير المعايير. ونقلت الصحيفة عن مصدر امني اسرائيلي كبير قوله إن احد اسباب غياب التقدم في المحادثات من اجل التوصل لصفقة شليط حتى الان هو الازمة السياسية الداخلية في اسرائيل. وحسب اقواله فان مصر وحماس تفهمان جيدا ان الحكومة، التي بالكاد نجحت في الوصول الى تصويت على اقرار صفقة أبسط مع حزب الله، ستجد صعوبة في وضعها الحالي في ان تقرر صفقة معقده مع حماس. وقال ان «كل الاطراف تفهم ذلك ـ ولهذا من الصعب جدا عقد الصفقة».