حزب الليكود ينوي هدم مخيم شعفاط في القدس المحتلة وتوزيع أهله على أحياء أخرى

توطين اللاجئين الفلسطينيين على الطريقة الإسرائيلية

TT

كشفت مصادر في حزب الليكود اليميني المعارض، بزعامة بنيامين نتنياهو، عن مخطط سياسي جديد يقضي بهدم مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، وتوطين اهله في بيوت سكنية حديثة تقام في حي أو عدة أحياء في المدينة. ويقضي هذا المخطط بإقامة صندوق خاص بهذا المشروع، لتوطين اللاجئين وسحب المخيم من صلاحيات ومسؤولية وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وتعويضهم في توفير الخدمات بنفس القيمة والمقدار القائمين في الشق اليهودي من المدينة. وستتحمل اسرائيل حصة في التمويل، ولكن إذا لم تتوفر التبرعات، يقولون في الليكود، على اسرائيل أن تمول المشروع.

ويأتي هذا المخطط بغية دمج سكان القدس الشرقية المحتلة مع سكان المنطقة الغربية اليهود وتعزيز الحياة المشتركة لليهود والعرب في المدينة المقدسة، وبشكل عملي يعني تخليد الاحتلال الاسرائيلي لها ووقف المظاهر التي تبدو فيها المدينة مدينتين.

أكدت تلك المصادر ان موضوع القدس يطرح في حزب الليكود كأحد أهم شعارات المعركة الانتخابية المقبلة، باعتبار ان معظم الأحزاب الاسرائيلية، من حزبي «كديما» (برئاسة ايهود أولمرت، رئيس الوزراء) و«العمل» (برئاسة وزير الدفاع، ايهود باراك)، الى سائر أحزاب اليسار، تنادي بإعادة تقسيم القدس الى مدينتين موحدتين، الغربية منها عاصمة لاسرائيل والشرقية عاصمة لفلسطين، وفقط الليكود هو الحزب الكبير الذي يجرؤ على طرح حل آخر لهذه المدينة مبني على ابقائها موحدة تحت السلطة الاسرائيلية المطلقة. والجديد في طرح الليكود انه مقتنع بأنه يستطيع اقناع الفلسطينيين بخطته هذه بواسطة دمجهم في الحياة مع بقية السكان. وهو يدعي انه يفكر بجدية في تحقيق المساواة بين الأحياء العربية واليهودية في كل المجالات.

وقال موشيه أرنز، وزير الدفاع الأسبق وأحد أكثر المتحمسين لهذه الفكرة في الليكود، ان كلا الحزبين الكبيرين اللذين حكما في اسرائيل بشكل منفرد أو في اطار حكومة وحدة بينهما، أهملا القدس وسكانها العرب. واضاف: «المساس بالسكان العرب يظهر لك حالما تدخل الى مكتب رئيس البلدية. فأنت تجد صورا لجميع رؤساء البلديات اليهود للمدينة عبر تاريخها الاسرائيلي، ولكنك لا تجد صورة لأي من الرؤساء العرب الفلسطينيين الذين تعاقبوا عليها». وتابع أرنز: اليمين ادعى انه يحارب أي فكرة لإعادة تقسيم المدينة، ولكنه في الواقع عمل بمثابرة على اعادة تقسيمها. فقد فصل بين الأحياء العربية واليهودية في كل شيء وتوج هذه السياسة ببناء الجدار العازل وتسبب في تعميق الهوة بين اليهود والعرب، وبالتالي عمق الكراهية والأحقاد. وأما اليسار فقد كان يتصرف بشكل أسوأ، لأنه يريد فعلا تقسيم القدس ومنحها للفلسطينيين، واعتبر السكان العرب فيها مجموعات زائدة ومؤقتة، فتعمد اهمالهم. وكلا هاتين السياستين تسببتا في دب اليأس في صدور الفلسطينيين. ويبدو ان العمليات الأخيرة ضد سكان القدس اليهود (اطلاق الرصاص على المصلين اليهود في الكنيس قبل أربعة شهور وحادثي الدهس العشوائي بوساطة جرافة واطلاق الرصاص على جندي حرس الحدود)، هي تعبير عن هذا الاحباط، ولا بد من معالجته فورا، لأنه في غياب السطات الاسرائيلية سيأتي من يملأ الفراغ، وعلى الغالب سيكون ذلك «حماس» والحركة الاسلامية في اسرائيل، التي تلعب دورا كبيرا وتمارس نفوذا عميقا في صفوف المقدسيين.