جيلاني يؤكد التزام باكستان بمحاربة الإرهاب ومعارضته الغارات الأميركية من جانب واحد

زوجة أبوخباب المصري كيماوي «القاعدة» وولداها يعالجون في مصح تحت حراسة طالبان.. وقتلى الهجوم الصاروخي دفنوا على عجل

صحافي باكستاني يتابع تفاصيل حياة أبو خباب المطلوب أميركيا عل موقع «مكافأة من أجل العدالة» (أ.ف.ب)
TT

دعا رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني اول من امس الولايات المتحدة الى الامتناع عن التصدي «من جانب واحد» للناشطين الاسلاميين في باكستان.

وردا على اسئلة شبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية عن محادثاته مع الرئيس الاميركي جورج بوش حول اطلاق صواريخ يشتبه في انها اميركية على تنظيم «القاعدة» في باكستان، قال جيلاني «ناقشنا فعلا ضرورة الا تقوم الولايات المتحدة بهذا العمل»، واضاف «يجب الا يتم ذلك من جانب واحد»، موضحا انه اذا ما تبين ان الصواريخ اميركية، فان ذلك يشكل انتهاكا لسيادة باكستان. وقد قتل ستة اشخاص اول من امس عندما سقطت ثلاثة صواريخ اطلقها الاميركيون على ما يبدو من افغانستان، في قرية عزام ورساك، كما ذكر مسؤولون باكستانيون. ويعتقد ان الخبير في الاسلحة الكيميائية في «القاعدة» مدحت مرسي السيد عمر الذي يعرف باسم ابوخباب المصري وثلاثة عرب اخرين قتلوا جراء تلك الصواريخ. وفيما قال مسؤولون باكستانيون انه من الصعب تحديد هوية القتلى في الهجوم الصاروخي لانهم دفنوا على عجل، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» ان بين القتلى خالد المصري ومحمد حذيفة. وقال مسؤول محلي ان هناك مصريين على الاقل الى جانب ابوخباب قيادي «القاعدة»، واشاروا الى ان رجال القبائل دفنوا القتلى في غضون ساعة من الهجوم الصاروخي. واكدت مصادر طالبان في الشريط الحدودي لـ«الشرق الأوسط» ان ابوخباب المصري احد القتلى الاربعة. وقالت مصادر طالبان ان مدحت مرسي السيد عمر «ابوخباب المصري» كان يقيم في جنوب وزيرستان مع عائلته قبل شهرين من تعرضه للهجوم الصاروخي. واكدت مصادر طالبان ان زوجة ابوخباب وولديها يعالجون في مصح محلية تحت حراسة طالبان. من جهتها رفضت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو التعليق على اطلاق تلك الصواريخ او على كافة الجوانب العملانية لمكافحة الارهاب في القطاع، الا ان بوش شدد امام الصحافة على وجوب احترام السيادة الباكستانية. وقال بوش للصحافيين بعد محادثات في البيت الابيض: «تحدثنا عن الحاجة الى التأكد من ان الحدود الافغانية آمنة» واضاف ان باكستان قدمت التزاما قويا للغاية بذلك. وقال جيلاني ان حكومته: «ملتزمة بقتال اولئك المتطرفين والارهابيين الذين يدمرون العالم ويجعلونه غير امن، غير ان ذلك لم يصل الى حد تقديم وعود علنية حول تعامل باكستان مع المتشددين في مناطقها الحدودية». وسئل جيلاني عن الهجوم الصاروخي في مقابلة مع تلفزيون «سي.ان.ان» فقال: «يجب زيادة التعاون في جانب الاستخبارات بحيث حينما توجد معلومات موثوق بها تقدم الينا فسوف نتحرك بأنفسنا». وردا على طلب جيلاني قال المتحدث باسم البيت الابيض جوردون جوندرو وكالات استخباراتنا تتعاون بعضها مع بعض بصورة دورية واتوقع ان يستمر ذلك. وقبلت واشنطن باستراتيجية الحكومة الافغانية الجديدة باستخدام شيوخ العشائر في اقناع المسلحين الاسلاميين بوقف القتال غير ان المسؤولين الاميركيين يخشون ايضا ان يعطي ذلك المتشددين فرصة لالتقاط الانفاس لزيادة تدفق المقاتلين عبر الحدود لتغذية التمرد في افغانستان. ومن المعتقد على نطاق واسع أن أسامة بن لادن زعيم «القاعدة» يتحصن في منطقة الحدود الافغانية الباكستانية.

واصبحت الحرب في افغانستان وما يستتبعها من تعاون باكستاني في المناطق الحدودية مع جارتها قضية ساخنة على نحو متزايد في انتخابات الرئاسة التي ستجرى في الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني). ووقف بوش جنبا الى جنب مع جيلاني في البيت الابيض وأبدى دعمه لتحول باكستان الى الديمقراطية وأكد مرتين دعم واشنطن لسيادة باكستان. وقدم بوش لجيلاني عرضا بتقديم معونة غذائية قيمتها 115 مليون دولار على مدى العامين المقبلين. من جهة اخرى في بيشاور (باكستان) قال ضباط مخابرات باكستانيون بعد يوم من وقوع هجوم ان كيماوي وخبير متفجرات «القاعدة» ابوخباب المصري قتل فيما يشتبه انه هجوم بصاروخي أميركي.

والمصري الذي أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يرشد عنه قد تردد في وقت سابق انه الهدف المرجح للغارة الاميركية أمس الاول على منزل في مجمع تابع لمعهد ديني في مناطق على الحدود مع افغانستان.

وقتل ستة اشخاص في الهجوم الذي قال سكان من قرية أعظم ورسك في منطقة جنوب وزيرستان ان طائرة اميركية بدون طيران شنته. وقال مسؤول بالمخابرات اول من امس ان ثلاثة من القتلى كانوا مساعدين مقربين من المصري الذي يعتبر من أكبر صناع القنابل لدى «القاعدة» وان زوجته وطفليه أصيبوا بجروح. وقال: «تفيد تقاريرنا انه قتل ويجري علاج زوجته وطفليه في عيادة خاصة في المنطقة»، وهذه ليست المرة الاولى التي تعلن فيها السلطات ان الكيماوي المصري، 55 عاما، قد قتل.

وقال مسؤول أمني اخر ان اصدقاء النشطاء دفنوا القتلى في أعظم ورسك على مسافة 20 كيلومترا شرق وانا البلدة الرئيسية في المنطقة بعد فترة وجيزة من الهجوم ولم يسمح لاحد بحضور الجنازة. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين للتعليق.