49 امرأة نفذت عمليات انتحارية في العراق منذ 2003.. 27 منهن العام الحالي

مسؤول عسكري عراقي لـ«الشرق الأوسط»: «القاعدة» تعمل الآن بجيلها الثالث

TT

وصل عدد الانتحاريات اللواتي نفذن عمليات انتحارية بأحزمة ناسفة في العراق الى 49 انتحارية وكان العام الحالي 2008 الاكثر في عدد الانتحاريات منذ 2003، حيث وصل عددهن الى 27 انتحارية. وأوضح عبد اللطيف ريان المستشار الاعلامي لقوات التحالف في العراق في تصريح لـ«الشرق الاوسط» إن اعمال الانتحاريات توزعت وحسب التسلسل في محافظات ديالى وبغداد والانبار وبابل ونينوى وكربلاء وكركوك، مؤكدا أن عام 2004 لم يشهد أي عملية للنساء من هذا النوع بينما كان عام 2003 قد شهد ثلاث عمليات انتحارية و2005 سبع عمليات و2006 اربعا، وارتفع العدد في عام 2007 الى ثماني عمليات ليصل الى اعلى مستوى له في العام الحالي. واتهم ريان تنظيم «القاعدة» بأنه «يستخدم الاشخاص الاضعف في المجتمع لتحقيق اهدافه مثلما استخدم الاطفال والمتخلفين عقليا». وكان الجيش الاميركي قد أعلن قبل 3 أشهر اعتقال قائد خلية تابعة لتنظيم القاعدة في منطقة سيف سعد في بعقوبة كان يقوم بتجنيد وتدريب نساء لتنفيذ عمليات انتحارية، من بينهن زوجته. وتقول سميرة الموسوي رئيسة لجنة المرأة والطفل في مجلس النواب العراقي «لقد كانت المرأة وفي كل وقت وزمان منبعا للحياة والخصوبة والحب ولكن بعض التنظيمات استخدمت جسد المرأة لنشر لغة الموت والدمار والكراهية». وأكدت لـ«الشرق الاوسط»» ان «التنظيمات الارهابية استخدمت النساء العاجزات واليائسات لهذا الفعل وصورت لهن الجنة عبر غسيل الدماغ». واشارت الموسوي الى ان الاوضاع الاقتصادية وراء جنوح بعض النساء لهذا الفعل، ولذلك قدمت دراسة من قبل لجنة المرأة والطفل في مجلس النواب لتحسين الاوضاع الاقتصادية لكل افراد المجتمع وخصوصا النساء.

ويبدو ان العباءة السوداء استخدمتها العديد من الانتحاريات عند تنفيذ عملياتهم، وهذا ما أكده اللواء الركن عبد الكريم الربيعي قائد عمليات محافظة ديالى والتي وصل عدد الانتحاريات فيها الى 18 انتحارية، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الاوسط» الى «ان شبكات «القاعدة» «تتبع اساليب غسيل الدماغ مع النساء الضعيفات الشخصية واللواتي يعانين من الفقر، وان جميع الانتحاريات كن يرتدين العباءة السوداء عند تنفيذ عملياتهن، وقد استغلت النساء العرف العشائري بعدم تفتيشهن من قبل نقاط التفتيش لتنفيذ العمليات»، مؤكدا أن بعض العمليات نفذت عبر أجهزة التحكم عن بعد.

اللواء الركن محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، قال «ان ثلاثة أجيال عملت في تنظيمات القاعدة كانتحاريين؛ الجيل الاول كان من المتطوعين العرب وخصوصا من شمال افريقيا والجيل الثاني من الشباب العراقي الذين أثرت عليهم القاعدة لفترة محددة وهم يعملون الآن بالجيل الثالث من النساء والأطفال، وهم يستخدمون منهم اليائسين الذين يتعرضون للاضطهاد في مجتمعهم». وحسب مصادر امنية مطلعة، فان الانتحاريين كان اغلبهم من المتطوعين الاجانب بينما الانتحاريات جميعهن عراقيات.