نجاد يهاجم مجلس الأمن.. ومتقي يدعو لتأييد ترشيح بلاده لعضويته

محاولة طهران للحصول على بيان قوي لقضيتها النووية من مؤتمر عدم الانحياز تصطدم بتحفظات

TT

استغلت ايران استضافتها أمس لاجتماعات دول عدم الانحياز لدعوتها الى تأييد ترشيحها لاحد مقاعد الاعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بينما دعا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الدول النامية أمس الى الاتحاد والكفاح ضد ما وصفه بتحيز مجلس الامن التابع للامم المتحدة والاجهزة الدولية الاخرى التي تخدم فقط مصالح القوى الكبرى، معتبرا ان حركة عدم الانحياز يمكن ان تكون بديلا لمجلس الأمن.

واتهم القوى العظمى كذلك باستخدام المنظمات الدولية ولا سيما مجلس الامن الدولي «لحرمان الدول الاخرى من حقوقها» وذلك في اشارة ضمنية الى العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على ايران بسبب انشطتها النووية الحساسة خاصة في مجال تخصيب اليورانيوم. وقال في كلمة خلال افتتاح اجتماع وزاري لدول عدم الانحياز في طهران، ان القوى العظمى في طريقها الى الانهيار، ونفوذها في تراجع ووصلت الى نهاية حقبتها ونحن في بداية حقبة جديدة.

ويشارك نحو ستين وزير خارجية من دول عدم الانحياز في اجتماع طهران الذي يختتم اليوم.

وقال أحمدي نجاد ان مجلس الامن لن يصدر أبدا قرارا ضد الولايات المتحدة مادامت واشنطن والدول الاربع الكبرى الاخرى تشغل مقاعد دائمة في مجلس الامن.

وانتقد المجلس فيما يتعلق بـ«الجرائم التي يرتكبها النظام الصهيوني (إسرائيل)» في الاراضي الفلسطينية ولبنان واتهم المنظمة الدولية بالعمل حتى الان لصالح إسرائيل. وأضاف أحمدي نجاد «إن حرب فيتنام لم تنته بسبب جهود الامم المتحدة ولكن بفضل المقاومة البطولية للفيتناميين أنفسهم»، مؤكدا أن أزمة الشرق الاوسط ينبغي تسويتها في نهاية المطاف عن طريق المقاومة.

واستطرد يقول «بل أن الولايات المتحدة تريد إبرام معاهدة أمنية مع العراق، الامر الذي يؤدي بالتأكيد إلى تقويض حقوق الشعب العراقي» واكد مجددا رفض إيران لأية خطة أميركية لتسوية الازمة العراقية. واضاف أن اي اجراء لتغيير أحوال العالم وتحقيق المصالح المشتركة للدول الاعضاء لن يكون ممكنا الا من خلال جهود فعالة وتعاون جماعي بين الدول الاعضاء. وقال الرئيس الايراني ان دول عدم الانحياز مجتمعة يمكن ان تدافع وتصد العدوان ضد اي عضو يتعرض للعدوان وتمنع انتهاك القوى الكبرى للدول الاخرى. كما دعا الى تشكيل مجلس تحكيم لحل اي نزاع بين الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز وأيضا بين هذه الدول ودول اخرى وتأسيس صندوق لتمويل التنمية في دول الحركة.

وجاءت تصريحات احمدي نجاد في اطار حربه الكلامية ضد الولايات المتحدة بعد يوم من تصريحات متوددة لاميركا في حديث لشبكة ان بي سي الأميركية قال فيها ان طهران تريد علاقات افضل مع واشنطن. وعلى هامش المؤتمر دعا وزير خارجية ايران منوشهر متقي دول عدم الانحياز الى «دعم ترشح ايران لمنصب عضو غير دائم العضوية في مجلس الامن»، مشيرا الى أن بلاده قدمت ترشيحها للفترة 2009-2010.

ويتألف مجلس الامن الدولي من خمسة عشر عضوا، خمسة اعضاء دائمي العضوية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) وعشرة غير دائمي العضوية. وفي لقاء مع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي قال احمدي نجاد ان امن الخليج لا يجب ان يكون مسؤولية أحد غير دوله.

وفي كلمة الى المؤتمر الذي تشارك فيه 118 دولة عضو في حركة عدم الانحياز و15 عضو مراقب، اعرب الشيخ محمد الصباح وزير الخارجية الكويتي عن تأييده لمحادثات جنيف بين ايران ودول مجموعة 5+1 واكد حق كل دول المنطقة في الطاقة النووية السلمية، لكنه اكد ايضا ان امن واستقرار منطقة الشرق الأوسط لن يتحقق الا بانضمام الجميع الى معاهدة عدم الانتشار النووي.

وبعد عودته الى الكويت قال ان الكويت وايران لم تتوصلا بعد الى تسوية في نزاع على الحدود البحرية يعرقل استغلال حقل غاز لكن المحادثات مستمرة. وحقل الدرة البحري الذي تتقاسمه السعودية أيضا محل خلاف بين طهران والكويت منذ ستينات القرن الماضي. وأبلغ الشيخ محمد الصباح الصحافيين أن لجنة ثنائية تنظر في النزاع. وقال علي جنتي سفير ايران لدى الكويت ان الجمهورية الاسلامية مستعدة لحل النزاع.

ويقع الحقل في الجرف القاري الخليجي بين الكويت والسعودية وايران والبلدان الثلاثة أعضاء في منظمة أوبك. وكانت الرياض والكويت قد توصلتا عام 2000 الى اتفاق بشأن جانبهما من الحدود البحرية.

على صعيد البيان الختامي للمؤتمر تكرر مسودة مشروع يفترض ان يصادق عليها وزراء خارجية دول عدم الانحياز مساندة حق ايران في التطوير والبحث وانتاج واستخدام الطاقة النووية السلمية كما ترحب بتعاون طهران المستمر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة.

وقال برنارد ميمبي وزير خارجية تنزانيا لرويترز على هامش الاجتماع «نصلي من أجل ان تجلس ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع القوى الكبرى ليحلوا هذه المسألة وديا». وقال دبلوماسي أوروبي حضر الاجتماع ان دعوة ايران لمساندة أكثر صراحة لقضيتها ضد القوى الكبرى لقيت معارضة من بين بعض الدول الاعضاء منها السعودية ومصر، وأضاف الدبلوماسي أن البيان الختامي سيكون مطاطا. واكد دبلوماسي من حركة عدم الانحياز بأن الحاجة الى تحقيق توافق في الاراء سيمنع الحركة من اصدار بيان تذهب فيه الى أبعد من بياناتها السابقة.

كما اعلن على هامش الاجتماع المفاوض الايراني حول الملف النووي سعيد جليلي ان المفاوضات مع الدول الكبرى حول الملف النووي الايراني «ايجابية وتتقدم حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية الايرانية». وقال جليلي ان «المفاوضات تتخذ منحى ايجابيا وتتقدم، وفي جنيف، ابدت الدول السبع (الدول الست الكبرى وايران) تفهما افضل لمواقفها المتبادلة».

وفي 19 يوليو(تموز)، التقى جليلي في جنيف الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وممثلي الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) في محاولة لايجاد حل للازمة. لكن هذه المفاوضات لم تحقق اختراقا فعليا رغم الحضور غير المسبوق لمساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز. وامهلت القوى الكبرى ايران اسبوعين لتقديم رد واضح على عرض التعاون الاخير الذي تقدمت به في مقابل ان تعلق طهران انشطتها النووية الحساسة.