المهاجرون المغاربة يطالبون بمحاربة بيروقراطية القنصليات

دعوا المصارف للمساهمة في تنمية بلادهم

لاجئان مغربيان يتظاهران في بروكسل أمس مطالبين بأوراق رسمية تسمح لهما بالإقامة والعمل (أ.ف.ب)
TT

انتقد عدد من المهاجرين المغاربة، مصارف بلدهم، التي تتوفر على فروع لها في أوروبا، لرفضها التعامل بمنطق العولمة، الذي يرتكز على التنافسية في تخفيض أسعار الفائدة، وتقديم تسهيلات لهم قصد إحداث مشاريع تنموية، سواء في بلدان الاستقبال، أو في المغرب.

واحتج المهاجرون، الذين كانوا يتحدثون، أمس في لقاء مفتوح، رعته الوزارة المغربية المكلفة المهاجرين، على الطريقة التي تشتغل بها قنصليات المغرب في أوروبا، كونها تعمل وفق أسلوب القرن العشرين، حيث تهمين آلية البيروقراطية أثناء استخراج، أو التصديق على أوراق إدارية يحتاجها المهاجر، مشيرين الى أن التباطؤ الاداري يضيع على المواطن المغربي المقيم في أوروبا أعواما.

وطلب المهاجرون، الذين تحدثوا بعفوية، بالعامية، ممزوجة بلغة بلد الاستقبال، من الحكومة المغربية، إحداث قنصليات جديدة، لتلبية حاجيتهم في المناطق التي يعيش فيها آلاف المواطنين المغاربة، مبرزين أن الانتقال من مدينة الى أخرى، يوجد بها مقر القنصلية، يكلف المواطن المغربي خسارات كثيرة، من حيث ضياع الوقت والجهد.

وحث مهاجرون الحكومة المغربية على إيلاء أهمية قصوى لتدريس اللغة العربية، برفع عدد المدرسين، من جهة، وإدماج تعلم العربية في الاسلاك التعليمية في بلدان المهجر، مؤكدين أن التدريس الحالي لا يستوفي شروط النجاعة، في الاهداف، وطلب بعض المهاجرين من الحكومة المغربية، إرسال بعثات دينية على مدار العام، معتبرين الدعاة الذين يرشدون المهاجرين المغاربة، غير مؤهلين بأصول الدين المعتدل، بل يروجون لمذاهب دينية غير المذهب، المعتمد في المغرب، ما يؤدي الى سيادة الخلط لدى المهاجر لحظة اتخاذه القرار المناسب، في موضوع يهم أحواله الشخصية، يتحول أحيانا الى تشدد، مشيرين الى أن بلدان الاستقبال تتحمل بدورها المسؤولية كونها لا تقبل أئمة ووعاظا مغاربة، رغم أنهم يشكلون الثقل في سلم المهاجرين.

من جهته، قال محمد عامر، الوزير المغربي المكلف المهاجرين، إن وزارته تتوفر على استراتيجية جديدة في مجال تدبير شأن المغاربة المقيمين بالخارج، ترتكز على الدفاع عن مصالحهم والنهوض بأوضاعهم الحقوقية والاجتماعية، وتسهيل إندماجهم، وتعايشهم الايجابي مع المجتمعات المستقبلة، وذلك من خلال المحافظة على الهوية الوطنية واللغوية، والدينية والثقافية المغربية خاصة بالنسبة للأجيال الجديدة، لغاية ترسيخ ارتباطها ببلدها الاصلي.

وأكد عامر على وجود توجه جديد لوزارته في مقاربة المشاكل التي تتخبط فيها الجالية المغربية، يرتكز على إنجاز دراسات علمية، وتحسين جودة الخدمات الادارية، ومعالجة الشكاوى والمنازعات القضائية، بما يلزم من العناية والعمل بما يمكن من السرعة على إيجاد الحلول الملائمة، وتوفير الوسائل والآليات الكفيلة بانبثاق جيل جديد من الاستثمارات للمغاربة المقيمين بالخارج، وتأهيل وتطوير برنامج تعليم اللغة العربية لأبناء المهاجرين، ووضع برنامج تدريجي لإقامة فضاءات ثقافية مغربية تهدف الى تقوية الروابط الثقافية بين الأجيال الجديدة ومع وطنهم، وإرساء برنامج مندمج ومتناسق للتوجيه الديني والتربية الاسلامية السليمة، وتحيين ومراجعة الاتفاقيات الثنائية الخاصة بالمهاجرين مع بلدان الاستقبال.

وفي السياق نفسه، وعد إدريس اليزمي، رئيس المجلس الاعلى للمهاجرين المغاربة، بإصدار تقرير كل عامين، يتطرق فيه مجلسه للقضايا العالقة والتي تم حلها، والاستراتيجية المتبعة في ذلك.