سفير بريطانيا لدى السعودية: التعاون الأمني لا يساعد المملكة وبريطانيا فقط بل يساعد العالم كله في محاربة الإرهاب

أشاد بقرار مجلس اللوردات دعم وقف تحقيقات صفقة اليمامة

TT

وصف سفير بريطانيا لدى السعودية وليام باتي، المملكة العربية السعودية بانها «قوة خير في المنطقة»، وقال انها تلعب دورا ايجابيا في المنطقة. وأكد أن تعاونها في محاربة الارهاب «ممتاز»، مشيرا الى ان التعاون الامني لا يساعد فقط بريطانيا والسعودية على مكافحة الارهاب داخل أراضيهما، بل يساعد على مكافحة الارهاب في العالم. وأشار باتي في لقاء مع عدد من الصحافيين في وزارة الخارجية البريطانية، الى ان التعاون الأمني متنوع ولا يقتصر فقط على تبادل المعلومات الاستخباراتية، بــل يتعــداها الى تبــادل خبرات، وخصوصا لجهة تطوير قدرات تحليل الحمض النووي واستخدامها لاكتشاف الجرائم.

ورفض السفير البريطاني اتهامات تساق ضد المملكة بتمويل جماعات متطرفة في باكستان، مشددا على ان السعودية تؤدي دورا معاكسا وأن مصالحها تقتضي بأن تحارب الارهاب في باكستان لا أن تغذيه. وقال انها في حال اكتشفت ان أفرادا يقومون بتمويل لجماعات ارهابية فهي تبذل ما بوسعها لتعقبهم. وأشار الى ان السعودية أصبحت أكثر حذرا من قبل في ما يتعلق بالمساعدات التي تقدمها لبناء جوامع في العالم، وأنها أصبحت تدقق كثيرا بالمصدر الذي يتلقى المساعدات قبل تقديمها منذ اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول).

ورحب السفير باتي بقرار مجلس اللوردات البريطاني، وهو أعلى سلطة قانونية في بريطانيا، حول وقف تحقيقات مرتبطة بصفقة اليمامة، وهي صفقة أسلحة بين بريطانيا والسعودية. واكد باتي ان التحقيقات التي أجريت في بريطانيا حتى الان في هذه الصفقة لم تؤثر على العلاقات بين البلدين، ولكنه أضاف أن قرار وقف التحقيقات هو «أمر جيد».

وكان مجلس اللوردات قد أيد امس استئنافا لمكتب التحقيقات مؤكدا انه تصرف بشكل قانوني خشية امكانية تعرض الامن القومي لاضرار من جراء استمرار التحقيقات.

وأكد باتي أيضا أن لدى السعودية وبريطانيا «مصالح مشتركة في كل المجالات تقريبا، بدءا من ارساء الأمن في العراق، ومعارضة طموحات ايران النووية، ودعم حكومة مستقرة في لبنان...». وبالاضافة الى التعاون في المجال الامني، قال ان التعاون في المجال التعليمي بين السعودية وبريطانيا يتطور يوما بعد يوم، مشيرا الى ان عدد الطلاب السعوديين الذين يدرسون في جامعات بريطانية تضاعف هذا العام وبلغ نحو ثمانية آلاف طالب. وشدد على ان بريطانيا تشجع مجيء الطلاب السعوديين الى لندن وأنها تقدم لهم تسهيلات أكثر من أي بلد آخر. وقال ان الهدف من استقبال آلاف الطلاب السعوديين، هو الامل بان يعود «هؤلاء الطلاب الى بلادهم متفهمين أكثر لثقافتنا وحاملين أفكارا ايجابية عنا».

وتحدث عن تعاون جديد بين البلدين في مجال الطاقة، وقال ان هذا التعاون تم بحثه خلال قمة جدة حول الطاقة، آملا بالبناء على هذا اللقاء. ووصف باتي دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى حوار بين الديانات الذي عقد في مدريد، بأنه «خطوة جريئة»، وأمل ان تكون لها خطوات تكميلية. وقال: «حوار الاديان هو محاولة للقول بانه ليس هناك نوع واحد من المسلمين في العالم، وهم الارهابيون»، وأشار الى ان الملك أوضح ان اللقاء ليس دينيا ولا يهدف الى اقناع الاخرين بديانة معينة بل كان هدفه ايجاد النقاط المشتركة بين كل الديانات والبناء عليها. وحرص باتي على التأكيد ان بريطانيا التي تعتبر الاقلية المسلمة فيها من أكبر الاقليات الدينية، لا تربط بين الاسلام والارهاب، وقال: «نحن نميز بين الاسلام وبين الارهابيين الذين يستعملون الدين كحجة». ولتأكيد مدى احترام بريطانيا للاسلام، أعلن باتي أن المؤسسات الرسمية في بريطانيا تخصص نحو 200 مكان للعبادة خاص بالمسلمين كل يوم جمعة. وأشار السفير البريطاني أيضا الى تحسن كبير في تطبيق الاصلاحات في السعودية، واعتبر ان اعلان السعودية عن اجراء عشر اصلاحات قضائية، خطوة كبيرة. وقال: «حصلت اصلاحات وتقدم قد يعتبره البعض بطيئا ولكن المجتمع السعودي يبدو سعيدا بها».