يمثل زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش بعد ظهر اليوم أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي في محاكمة قال المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة سيرج براميرتس إنه سيبذل قصارى جهده لتكون «سريعة وفعالة». وقال براميرتس الذي عقد مؤتمرا صحافيا في مقر المحكمة في لاهاي رحب فيه بتسليم كراديتش الى المحكمة الدولية، «إن الادعاء سيقدم عددا من الاقتراحات للمحكمة مطالبا بقبول الأدلة الموجودة وإفادات الشهود حتى لا تحتاج حقائق معينة إلى إثبات مرة أخرى خلال المحاكمة». وأوضح المدعي العام أن الاتهام القائم ضد كاراديتش والذي تم تحديثه آخر مرة في العام 2000 يخضع بالفعل للمراجعة من قبل الادعاء.
وأضاف: «سنعدل الاتهام بحيث يتضمن قانون قضايا المحكمة الجنائية الدولية التي تم تطويره خلال السنوات الثمان الماضية». وامتدح براميرتس السلطات المدنية الصربية «لتعاونها الممتاز» مع المحكمة الجنائية الدولية في الأشهر الماضية. واعتبر ان اعتقال كاراديتش مهم للغاية لأن الضحايا كان عليهم الانتظار طويلا لهذا اليوم». ولكنه أشار الى أنه «لن يكون من الممكن اتمام تفويض محكمة الجزاء الدولية من دون اعتقال الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش والرئيس السابق لجمهورية كرايينا الصربية المعلنة من طرف واحد غوران حادجيتش»، في وقت يفترض ان تنهي المحكمة اعمالها بحلول 2010.
ورفض براميرتس التعليق على الموقف الهولندي الذي يعتبر اعتقال ملاديتش مؤشر لبداية محادثات اندماج صربيا في الاتحاد الاوروبي، وقال: «هذا موقف سياسي، ولا نريد الخروج عن الاطار القضائي».
وأكد مسؤولون في محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة بأن زعيم صرب البوسنة السابق سيظهر للمرة الأولى اليوم أمام المحكمة. ووفقا للقواعد المتبعة في المحكمة، فإن الجلسة ستبدأ في الرابعة مساء بالتوقيت المحلي (الثانية بعد الظهر بتوقيت غرينتش). وخلال الجلسة، يقوم قاضي المحكمة بالتأكد من أن كاراديتش يفهم بصورة وافية التهم الموجهة إليه.
ويواجه كاراديتش تهما بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية إبان حرب البوسنة التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1995. ووفقا لقواعد المحكمة أيضا فإن أمام كاراديتش ثلاثين يوما ليقدم دفوعه بأنه مذنب أو غير مذنب في تلك التهم، وربما يرتأى أن يشير إلى دفعه خلال مثوله المبدئي اليوم.
واكدت المتحدثة باسم المحكمة نيرما يلاشيتش أن كراديتش سيمثل أمام المحكمة بعد ظهر اليوم وأن القاضي ألفونس أوري سيتولى استنطاقه. وقالت الناطقة باسم الادعاء العام في لاهاي أولغا كافران في اتصال هاتفي أجرته معها «الشرق الأوسط»، أن كراديتش سيكون له الحق في الدفاع عن نفسه بنفسه، أو الاستعانة بمحام أو أكثر. ونفت وجود امتيازات خاصة بكراديتش في السجن وقالت: «سيكون مثل بقية المساجين وليس هناك امتيازات خاصة لأحد، لكن غرف السجن روعيت فيها متطلبات حقوق الانسان وما يحفظ صحته، ويتلاءم مع ظروف السجين». ونقل كراديتش من بلغراد بطائرة تابعة للحكومة الصربية في الساعة الرابعة صباحا، ووصل إلى مطار روتردام في هولندا في السادسة والنصف صباحا، ثم نقل بطائرة هليكوبتر إلى السجن التابع لمحكمة لاهاي في الساعة الثامنة صباحا حيث تم ايداعه السجن في انتظار محاكمته. أما محامي كراديتش الذي اعترف أمس بأنه لم يرسل اي طعن عبر البريد لتأخير نقل موكله الى مقر المحكمة الدولية، فمن المتوقع ان يطلب مهلة شهر لاعداد نفسه للمحاكمة بعد مثول موكله أمام القاضي والرد باقتضاب عما إذ كان مذنبا أم لا. ويتوقع أن يرد كراديتش قائلا: «لست مذنبا سيدي القاضي». ومن المتوقع الا تبدأ المحاكمة قبل عدة أشهر وتستمر بضعة سنوات.
وكان المحامي سفيتوزار فوياستش قد قال لتلفزيون صربي صباح أمس ردا على الطعن: «لم يرسل الطعن. كانت هذه الوسيلة الوحيدة لتأخير رحيله من صربيا». وقالت الناطقة باسم المحكمة الجنائية في بلغراد ايفانا راميتش لـ «الشرق الأوسط»، إن «المحكمة انتظرت وصول الطعن في قرار تسليم كراديتش إلى نهاية المدة القانونية، وهي ثلاثة أيام، وهي ليست مسؤولة عن تأخير البريد أو أي طريقة أخرى أرسلت بها مذكرة الطعن حيث لم يتمكن محامي كراديتش من إثبات ارساله للمذكرة».
وكان قيل أن مذكرة الطعن قد أرسلت من أقصى نقطة في البلاد، كما قيل إنها أرسلت من بالي مقر إقامة أسرة كراديتش في البوسنة. وطالب محامي كراديتش الثاني غوران بيرونيفيتش بإعادة الحاسوب المحمول الذي صودر من كراديتش مع خمسين قرصا مدمجا تتضمن وثائق وأدلة الدفاع عن كراديتش جهزها الأخير خلال السنوات الماضية. وأبدى عدد من المحامين في اليونان عن رغبتهم في الدفاع عن كراديتش، وقال رئيس اتحاد المحامين في مدينة هانيا ديميتريس بونديكاكيس: «مجموعة المحامين في هذا الاتحاد سيطلبون من المحكمة الدولية السماح لهم بالترافع عن رادوفان كراديتش»، مشيرا الى استعدادهم للتوكل عنه من دون مقابل. وأعرب عن أمله في أن توافق المحكمة على طلب الاتحاد والا تعتبره «موقفا سياسيا».