عمار الحكيم: ظروف العراق وأميركا لا تسمح بتوقيع اتفاقية أمنية دائمة

استقبله الرئيس السوري وأكد له دعم بلاده للعملية السياسية

الرئيس السوري بشار الأسد مستقبلا عمار الحكيم أمس (رويترز)
TT

أكد الرئيس السوري بشار الأسد دعم سورية للعملية السياسية الجارية في العراق، ووجوب تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي، بما يحفظ وحدة العراق وسيادته وأمنه واستقراره، وصولاً إلى تحقيق استقلاله الكامل، من خلال انسحاب القوات الأجنبية منه، وذلك خلال استقباله صباح أمس عمار الحكيم، نجل عبدالعزيز الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي والوفد المرافق له.

وقال بيان رئاسي، إن الأسد أطلع من الحكيم على آخر التطورات في الساحة العراقية، ونقل البيان عن الحكيم، تقديره الكبير لمواقف سورية الداعمة للعراق حكومة وشعبا، ولما تتحمله من أعباء نتيجة استضافتها للمهجرين العراقيين. والتقى عمار الحكيم فاروق الشرع نائب الرئيس، وحضر اللقاء محمد ناصيف معاون نائب الرئيس، وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده الحكيم مع هادي العامري مسؤول لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، قال الحكيم بخصوص الاتفاقية الأمنية إن «العراق منحاز لسيادته الوطنية، ومستعد ليضحي بكل شيء إلا السيادة»، مشددا على أن هناك «إجماعا وطنيا عراقيا للحفاظ على السيادة.. لا قواعد (أميركية) في العراق.. هذا قرار مجمع عليه بين العراقيين»، لافتا إلى أن العراقيين جادون في إخراج بلدهم من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة. وشدد الحكيم على أن القوات الأجنبية يجب أن تخرج من الأراضي العراقية عند انتهاء مهمتها. وقال «لا يشرف أي مواطن عراقي أن يوجد على الأراضي العراقية أي جندي أجنبي، لكن هناك فراغا أمنيا في العراق، ويحتاج الأمر إلى شيء من الوقت لإكمال جاهزية القوات العراقية»، مؤكدا انه «لا يوجد طلب لبقاء مفتوح للقوات الأجنبية في العراق، وإنما هذا البقاء يمدد لسنة واحدة، ومن ثم ينظر به». وقال الحكيم إن «الأجواء الفعلية وظروف العراق والولايات المتحدة لا تسمح بتوقيع اتفاقية أمنية دائمة».

وفي ما يتعلق بالعلاقات مع إيران أكد عمار الحكيم أن العراق يريد أن يبني أفضل العلاقات مع إيران، وقال «لا نريد أن نكون ضمن سياسة المحاور الإقليمية... هناك حدود طويلة مع إيران وتاريخ طويل ولا يمكن أن ننكر التاريخ والجغرافية». وأضاف «المصلحة تقتضي بناء أفضل العلاقات مع كافة الدول. وننظر لإيران على أنها صديق وتركيا صديق. نريد أن نبني أفضل العلاقات مع دول الجوار ومنها إيران». وحول واقع التيارات السياسية في العراق والتجاذب بينها، قال الحكيم إن «القواسم المشتركة تجمع العراقيين في الانتماء والمصالح الكبيرة، لكنها تحتاج إلى تنظيم وثوابت وشراكة حقيقية لا يستثنى فيها أي طرف من القرار السياسي». ورداً على سؤال يتعلق بالجدل حول الفيدرالية، قال الحكيم: إن «الفيدرالية ليست نظرية لتكون مثار جدل، إنما هي حقيقة دستورية نص عليها الدستور، الذي صوت له 80%من الشعب العراقي». وأضاف «المكونات الأخرى (المعارضة للفيدرالية) كنا منفتحين عليها، وخير شاهد على ذلك أننا أجلنا تنفيذ هذه الفكرة للمزيد من التشاور والتدارس معها»، مشددا، على أن المجلس الأعلى «لن يقدم على اية خطوة من شأنها أن تربك وحدة العراق». وبخصوص المقاومة قال الحكيم: «نعتقد أن السلاح يجب أن يحصر في الحكومة ومؤسساتها، وأن أي تقدير للدفاع عن الوطن هو من مسؤولية الحكومة المنتخبة». وحول الهدف من جولته العربية، قال الحكيم:« إن خطاب العروبة مستمر منذ سقوط النظام (البائد)»، معربا عن اعتقاده بأن «عروبة العراق واقع وتاريخ وسلوك وأداء وليست سطرا معينا يشير إلى أن العراق عضو مؤسس في الجامعة العربية». وعن العلاقة مع سورية قال الحكيم «هناك إرادة لدى سورية في تطوير الانفتاح على العراق، سياسياً واقتصادياً وأمنيا». وأشاد الحكيم باحتضان سورية للاجئين العراقيين وتحملها الأعباء جراء وجودهم، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها.

من جانبه قال هادي العامري ان «الاحتلال في العراق أمر واقع، وما يهمنا ان مسألة تحديد البقاء تتم بأمر من الحكومة العراقية»، موضحا، «ما يهمنا أن الحكومة العراقية هي التي تتخذ القرار بجدولة الانسحاب، ولن يكون هناك قانون يعطيهم الغطاء للبقاء». وأكد العامري، أن هناك شروطا وضعها الجانب العراقي للقبول بأي اتفاقية أمنية، وهي ألا تمس الاتفاقية بسيادة العراق، وأن تتميز بالشفافية، بحيث لا تكون هناك ملحقات سرية، إضافة إلى حصول الاتفاقية على إجماع وطني. ورفض العامري تسمية القوات الأجنبية التي ستبقى في العراق بأنها قواعد أميركية، ووصفها بأنها «معسكرات مؤقتة». وكشف العامري، عن أن الجانب العراقي بحث مع الجانب الأميركي جدولة انسحاب القوات الأجنبية، وموضوع تنظيم بقاء القوات وفقاً للقانون.