المفتش العام الأميركي يقدر كلفة برنامج إعادة إعمار العراق بنحو 118 مليار دولار

دعا في تقرير إدارة بوش إلى التوقف عن تمويل البرنامج

TT

على الرغم من أن الخزائن العراقية متخمة بعوائد البترول، ما زال هناك مواطنون في العاصمة بغداد يعانون من عدم توافر الكهرباء لفترات طويلة في اليوم، ويعاني البعض من اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي. ودعا ستيوارت بوين، المفتش العام الأميركي لشؤون إعادة الإعمار في العراق، في تقرير إدارة الرئيس جورج بوش، الى التوقف عن تمويل برامج إعادة الاعمار في العراق، مؤكدا ان العراقيين «لا يحتاجون إلى المزيد من المال». ويقول التقرير انه «بينما يبلغ سعر برميل النفط حاليا 125 دولارا ـ خمسة اضعاف ما كان عليه قبل خمس سنوات – وبلغ انتاج النفط العراقي مستويات قياسية، فان المكتب يقدر الايرادات النفطية لعام 2008 بأكثر من 70 مليار دولار».

ورفع بوين أمس تقريره ربع السنوي إلى الكونغرس. ويستعرض التقرير برنامج إعادة الإعمار الذي يتوقع ان يكلف 117.8 مليار دولار. ويشير التقرير، الذي أوردته وكالة اسوشييتد برس، الى أنه من المقرر أن ينفق العراق كمية مماثلة لحصة الولايات المتحدة (في جهود إعادة الإعمار)، خاصة أنه ينعم بالمال الذي يجنيه من الزيادة الكبيرة في إنتاج النفط في مرحلة ما بعد الحرب. وبدءا من الربع السنوي المنتهي في 30 يونيو (حزيران)، خصصت الولايات المتحدة 50.5 مليار دولار، فيما ساهم العراقيون بـ50.3 مليار دولار، بالإضافة إلى 17 مليار دولار تعهد بها متبرعون دوليون. وقال بوين إن العراق حقق تقدما على العديد من الجبهات خلال الربع الأخير، فيما يتعلق بالاعتماد على قدراته الذاتية.

وعلى ضوء التحسن على الصعيد الأمني، بدأ الاقتصاد العراقي في التوسع، وتحسنت عمليات تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين العراقيين نوعا ما، ولكن أشار التقرير، الذي كتب في 270 صفحة، إلى ان تلك الخدمات ما زالت غير منتظمة وغير مناسبة لتلبية الاحتياجات الحالية. وقال التقرير: «ساعد التحسن في الوضع الأمني في كافة أنحاء العراق على تقليل الهجمات التي تستهدف أنابيب النفط، كما أجريت توسعات قطاع الكهرباء وساعدت برامج الصيانة على زيادة الإنتاج».

وتعاني الحكومة في العراق من أجل توفير خدمات صرف صحي جيدة ومرافق مياه. ويقول التقرير: «مما يدلل على تلك المعاناة هو أن ثلثي مياه الصرف الصحي في بغداد تذهب إلى الأنهار ومجاري المياه، من دون أن تتم معالجتها». ويقول الخبراء إن مياه الصرف الصحي تختلط بمياه الشرب في مناطق كثيرة في بغداد. وما زالت هناك مشاكل في تنفيذ الميزانية على المستوى الوطني، لاسيما في المحافظات. ويقول بوين: «إنه يجب معالجة هذا الوضع لتحقيق تقدم حقيقي في كافة أنحاء العراق».

ولا توجد أرقام متاحة حول كمية ما أنفق من الأموال المخصصة للعراق، حيث تم صرف 2.5 مليار دولار من بين 17 مليار دولار قيمة تعهدات دولية، وفي نهاية الربع أنفقت الولايات المتحدة 33.3 مليار دولار، حسبما أفاد به بوين. وتكفي الكهرباء التي توفرها مؤسسات الدولة نحو 55 في المائة من الطلب المتزايد، مما يدفع المواطنين العراقيين إلى شراء الكهرباء من مولدات خاصة يديرها بعض رجال الأعمال الصغار. وقد أنفقت الولايات المتحدة نحو 4.6 مليار دولار على هذا القطاع وحده. ويستخدم 47 في المائة من المواطنين في المناطق الريفية مياه شرب تصل إلى المنازل عن طريق مواسير، وتعد منشآت الصرف الصحي العاملة متاحة أمام 20 في المائة فقط من العائلات خارج بغداد. وقد أنفقت الولايات المتحدة 2.4 مليار دولار على قطاع المياه. وعلى الرغم من التحسن في الوضع الأمني، فقد بقي العنف يمثل تهديدا كبيرا للعاملين في أنشطة إعادة الإعمار. وقد أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن 15 مواطنا مدنيا أميركيا قتلوا في العراق خلال هذا الربع، علما بأنه منذ بداية جهود إعادة الإعمار الأميركية قتل 271 مدنيا أميركيا في العراق.