أولمرت يتعهد باستغلال ما تبقى لهمن شهور في الحكم لإحداث اختراق في المسيرة السلمية

في محاولة لطمأنة أنصار السلام الإسرائيليين والعرب

TT

في ضوء التعليقات الكثيرة التي صدرت في العالم العربي وبعض التصريحات الفلسطينية والسورية حول خطر تجميد مفاوضات السلام، الجارية حاليا بخطوات بليدة، خرج رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، بتصريحات قال مساعدوه انها جاءت لطمأنة أنصار السلام الاسرائيليين والعرب، وقال فيها انه سيصرف كل دقيقة من وجوده في منصب رئيس الحكومة خلال الشهور المقبلة، من أجل احداث اختراق ينهي مفاوضات السلام بنجاح.

ونقل مساعدو أولمرت، على لسانه أمس، ان انسحابه من التنافس على رئاسة حزب «كديما» تنهي امكانية بقائه رئيسا للحكومة ولكن لا يوجد شيء يمنعه من ممارسة مهامه الدستورية ومسؤولياته الوطنية حتى اللحظة الأخيرة، وفي مقدمة ذلك تحقيق السلام وتوفير الأمن والازدهار لاسرائيل. وخلال هذه المدة، التي قد تستغرق ثلاثة أشهر وقد تطول ستة أشهر، سيعمل بكل ما أوتي من قوة لمواصلة المفاوضات السلمية. وحدد أولمرت، وفق هذه المصادر، أربع قضايا أساسية يضعها في رأس الاهتمام هي: أولا: اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي، الأسير، جلعاد شاليط. ويعني بذلك تثبيت التهدئة مع حركة «حماس» واستئناف المفاوضات وانهائها بنجاح في ابرام صفقة تبادل أسرى.

وثانيا: انهاء المفاوضات القائمة مع السلطة الفلسطينية لتوقيع اتفاق تسوية دائمة للصراع. وهو يؤكد ان هناك تقدما كبيرا في جميع القضايا المطروحة، باستثناء قضية القدس، التي مازال يؤمن بأنه والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، قادران على التوصل الى تسوية بشأنها قبل أن يغادر أولمرت مقر رئاسة الحكومة. وأكدت تلك المصادر ان أولمرت لن يفرض تسوية غير مقبولة على وريثه في رئاسة الحزب أو على عموم الاسرائيليين، بل سيسعى لأن يتوصل اليها بالتنسيق الكامل مع شركائه في قيادة حزب «كديما» وفي الائتلاف الحاكم. ويستعين أولمرت في هذه القضية بالدعم الأميركي، حيث يدرك ان الادارة الحالية في البيت الأبيض معنية بتحقيق وعدها في مؤتمر أنابوليس بالتوصل الى اتفاق قبل نهاية السنة، وهو لا يعتقد بأن أيا من المرشحين لخلافته في رئاسة الحكومة قادر على اجهاض هذه الرغبة الأميركية.

ثالثا: المفاوضات مع سورية، وهنا أيضا يرغب أولمرت في احراز اختراق جديد يتيح المباشرة في مفاوضات مباشرة.

رابعا: الملف الايراني، حيث يقول أولمرت ان هدفه وقف مشروع تطوير السلاح النووي. وهو يعمل في ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب. ويقول ان اسرائيل نجحت في تصليب الموقف الأميركي وابقاء الخيار العسكري مطروحا في المفاوضات الجارية حاليا مع طهران.

في المقابل، دخلت الساحة الحزبية في اسرائيل الى مرحلة غليان، على اثر انسحاب أولمرت. وبدأ المرشحان الأساسيان لخلافته في قيادة حزب «كديما» جهودا محمومة، لكسب أوسع حلقة من المؤيدين. وجنبا الى جنب، يحاول كل منهما اجراء مفاوضات مع بقية أحزاب الائتلاف الحاكم وخصوصا حزبي العمل و«شاس»، لتثبيت الائتلاف الحكومي الحالي حتى نهاية الدورة البرلمانية (نهاية العام 2010). ولا تجري هذه المحاولات بعيدا عن التأثير الأميركي، اذ ان أبرز ثلاثة قادة اسرائيليين يوجدون في واشنطن ويلتقون المسؤولين الأميركيين، وهم وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، ووزير الدفاع ايهود باراك، ووزير الشؤون الاستراتيجية، شاؤول موفاز. ويتصدر موضوع الحكومة المقبلة وأجندتها السياسية كل محدثاتهم مع الأميركيين. وصرح عدد من قادة حزب العمل، أمس، بأنهم يؤيدون أولمرت في جهوده السلمية ويفضلون بقاء الحكومة الحالية لمصلحة المسيرة السلمية. فقال وزير البنى التحتية، بنيامين بن اليعيزر، ان المصلحة الوطنية العليا تقتضي تفضيل المسيرة السلمية على أية قضية أخرى. وقال وزير العمل والرفاه، يتسحاق هيرتسوغ، ان الائتلاف الحالي هو الأفضل لاسرائيل في هذه الظروف. لكن الأمين العام لحزب العمل، ايتان كابل، قال ان بقاء الائتلاف لن يكون سهلا وليس فيه أي شيء مضمون. وعلى حزب العمل ان لا يبقي كل جهوده في اطار هذا الائتلاف، وان يسعى للتفاوض مع حزب الليكود أيضا.