الدعاية السلبية تدخل معركة الانتخابات الرئاسية.. وماكين يتهم أوباما بلعب ورقة العنصرية

أغنية راب مؤيدة لأوباما تثير جدلا.. وحملة المرشح الديمقراطي تقول إن على مغنيها أن يخجل من نفسه

ماكين وزوجته سيندي محاطان برجال الأمن بعد نزولهما من الطائرة في مطار ميلووكي في ويسكينسن (أ.ب)
TT

بدات حملات المرشحين للانتخابات الاميركية تأخذ منحى مختلفا مع اشتداد المنافسة، وابتعد الجدال في اليومين الاخيرين عن السياسة والمواضيع الاقتصادية ليتركز على بث الاشاعات والدعاية السلبية. واتهم أول أمس فريق المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية جون ماكين خصمه الديمقراطي باراك اوباما بلعب «الورقة العنصرية» واستغلالها في الانتخابات. وقال ريك ديفيس مدير حملة ماكين ان «باراك اوباما لعب الورقة العنصرية ولعبها من خلال تمويه الواقع. هذا يثير انقسامات، انه سلبي ومعيب وغير صحيح».

وعندما سأل مراسل الـ«سي أن أن» ماكين عن الاتهامات التي تسوقها حملته، أجاب المرشح الجمهوري: «بالطبع هذه اتهامات مشروعة. هم يستعملون الورقة العنصرية».

وبدأ الجدل حول العنصرية بعد تصريحات ادلى بها أوباما في أحد التجمعات الانتخابية، وقال فيها: «الجمهوريون ليس لديهم أفكارا جديدة، ولذلك فهم ليس لديهم ما يقولونه لاقناعكم بالتصويت لهم الا اذا اعتمدوا على ان يخيفوكم مني. يقولون لكم أن هذا الشخص اسمه غريب، وشكله مختلف لا يشبه الرؤساء السابقون الذين نرى صورهم على ورقة الدولار (جميعهم رؤساء بيض)... ليس وطنيا بالقدر الكافي...».

وحاول المتحدث باسم المرشح الديمقراطي بيل بورتن توضيح تصريحات اوباما، وأكد أنه لم يقصد ان ماكين يريد ان يلعب الورقة العنصرية ضده. وقال: «باراك اوباما لا يعتقد اطلاقا ان حملة ماكين تستخدم الورقة العنصرية كأحد مواضيعها لكنه يعتقد ان الحملة الجمهورية تستخدم السياسة القديمة المعيبة ذاتها لتحويل انتباه الناخبين عن مواضيع هذه الحملة الحقيقية». في حين رأى ديفيد بلوف مدير حملة اوباما ان الحملة الانتخابية «تتخذ منحى مشينا». ويواجه اوباما منذ عودته من جولته في الشرق الاوسط واوروبا انتقادات لاذعة من الجمهوريين، وهجوم ليس عبر السياسة بل عبر اشاعة مجموعة من الاعلانات تهزأ منه وتصوره على انه يعتقد نفسه نجما غنائيا او ممثلا. واطلق فريق حملة ماكين في الايام الاخيرة حملة اعلانات تلفزيونية كثيفة في عدد من الولايات الكبرى تصف اوباما بانه متعجرف ومغرور. وشبهه آخر هذه الاعلانات بالنجمات الشهيرات امثال بريتني سبيرز وباريس هيلتون اللواتي لا علاقة لهن بالواقع ولا يشعرن بمشكلات الاميركيين اليومية.

واضافة الى الجدل حول العنصرية، قد يجد اوباما نفسه في مرمى نيران الجمهوريين مرة جديدة بسبب أغنية أطلقها مغني الراب الاسود الشهير في الولايات المتحدة، لوداكريس، والذي قال اوباما اكثر من مرة أنه من أشد معجبيه. وأصدر لوداكريس أغنية سياسية مؤيدة لاوباما الا انه تناول فيها منافسة اوباما السابقة هيلاري كلينتون وماكين بالاساءة. ويقول في الاغنية ان اوباما ليس بحاجة الى هيلاري لتترشح معه على أنها نائبته، وان ماكين «لا تليق به أي كرسي (الرئاسة) الا اذا كان مقعدا». وحاول أوباما على الفور ابعاد نفسه على لوداكريس، وقال بورتن تعليقا على الاغنية: «لوداكريس مغنّ موهوب وعليه أن يخجل من كلمات هذه الاغنية»، مشيرا الى ان الاغنية «مهينة بشكل كبير». اما في أرقام استطلاعات الرأي، فقد كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه جامعة كوينيبياك أول من أمس ان اوباما يتقدم في فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا، غير ان تقدمه في هذه الولايات الاساسية الثلاث تقلص بالمقارنة مع استطلاع مماثل نشر منتصف يونيو (حزيران). والواقع في ضوء هامش الخطأ الذي حدد في هذا الاستطلاع الجديد، يبدو ان المرشحين متساويان عمليا في فلوريدا واوهايو. ولم يحصل منذ العام 1960 ان فاز اي مرشح بالرئاسة بدون الفوز باثنتين على الاقل من هذه الولايات الثلاث. وتجمع كل استطلاعات الرأي على ان المسائل الدولية ليست هي التي تتصدر انشغالات الاميركيين بل المسائل الاقتصادية وفي مقدمها سعر البنزين. وجعل المرشح الجمهوري مسألة الطاقة من اولويات حملته وهو يكرر في كل تجمعاته ولقاءاته الانتخابية انه يؤيد استئناف عمليات التنقيب عن النفط في عرض البحر على طول السواحل الاميركية بعدما علقت عام 1981.

وهذا ما تدعو اليه باصرار ايضا الشركات النفطية وكذلك الرئيس الاميركي جورج بوش الذي طلب من الكونغرس ذي الغالبية الديمقراطية ان يسمح في اقرب وقت ممكن برفع التعليق المفروض على عمليات التنقيب هذه. في المقابل، يعارض اوباما هذا المشروع معتبرا انه لن يكون له تأثير على المستهلكين الاميركيين. ويقول ان عمليات التنقيب عن النفط في عرض البحر «لن تدفع الى تراجع سعر البنزين اليوم ولن تدفع الى تراجع سعر البنزين خلال ولاية الادارة المقبلة». ويؤكد ان هذه العمليات لن تدر نقطة نفط واحدة قبل عشر سنوات على اقرب تقدير.