شهدت الأمم المتحدة ولادة بعثة مجلس التعاون الخليجي لدى المنظمة الدولية، بعد أن قدم الدكتور عبد الله سليم الحارثي أوراق اعتماده مساء اول من امس للأمين العام بان كي مون، سفيرا مراقبا لبعثة مجلس التعاون الخليجي . وقد انضمت دول مجلس التعاون بصفة مراقب لدى الأمم المتحدة بناء على قرار اتخذته الجمعية العامة في دورتها الثانية والستين في العام الماضي. ويشكل انضمام مجلس التعاون الخليجي إلى الأمم المتحدة، إضافة إلى المجموعات الإقليمية الأخرى، التي لديها مقعد المراقب، مثل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة. وفي بيان صدر عن مكتب السفير الحارثي، بعد أن قدم أوراق اعتماده للأمين العام، أكد على «الخطوات التي قطعتها دول مجلس التعاون على المستوى الداخلي لتحقيق التعاون والتماثل في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والإنسانية». ولفت الانتباه إلى التنسيق المستمر بين دول المجلس، سواء مع الدول أو المجموعات الأخرى، وقال «ان دول المجلس تؤمن بتغليب لغة الحوار والمصلحة، ولا يوجد هناك أية فائدة من الصراع سوى الخراب والدمار وتخلف الإنسانية». ومضى في القول: «ان التجربة التاريخية قد أثبتت منذ ولادة ميثاق دول مجلس التعاون أنها محبة للسلام وقد تمكنت في هذا الإطار من حل قضاياها الداخلية عن طريق الحوار، كما أنها ساهمت بالرأي والمشورة بدعم جميع الأطراف المتنازعة في منطقة الشرق الأوسط للبحث عن أفضل الوسائل لحل خلافاتها وتجنب اللجوء إلى الحروب». وشدد بيان البعثة على استعداد دول مجلس التعاون الخليجي على التعاون مع المجتمع الدولي، وأوضح أن دول المجلس «انشغلت في الفترة السابقة في ترتيب البيت الخليجي، ولكنها الآن تنطلق إلى التعاون مع المجتمع الدولي بتمثيل رسمي عبر رسالة مضمونها أنها دول محبة للسلام ومستعدة لبذل كافة الجهود لتحقيق السلام، وأن غايتها الرئيسية هي ذات المتطلبات السامية للمجتمع الدولي». وخلص البيان إلى القول ان «افتتاح بعثة لمجلس التعاون الخليجي لدى الأمم المتحدة يعكس المستوى الذي وصلت إليه دول المجلس تجاه التكامل والوحدة والإيمان بالمصير المشترك وأهمية التواصل مع المجتمع الدولي».
وأكد السفير الحارثي للأمين العام بان كي مون، رغبة مجلس التعاون في تطوير العلاقات مع الأمم المتحدة، وقال «ان وزراء خارجية دول المجلس والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أبدوا اهتماما بضرورة تذليل كافة الصعوبات لغرض إنجاح دور الأمم المتحدة في تحقيق أهدافها السامية، وخاصة الجهود المتعلقة بالأمن والسلام والتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم». والسفير عبد الله الحارثي الذي اختير ليكون أول سفير لبعثة مجلس التعاون الخليجي لدى الأمم المتحدة هو عماني الجنسية. وكان يشغل من قبل منصب نائب ممثل مجلس التعاون الخليجي لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وقبل ذلك كان في المكتب التنفيذي لوزارة خارجية سلطنة عمان، وكان مدير الشؤون القانونية ومدير الشؤون الأوروبية والأميركية في وزارة الخارجية. والسفير الحارثي حاصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي، وله خبرة بتدريس القانون الدولي في كلية القانون التابعة لجامعة السلطان قابوس.