الصومال: إقالة عمدة مقديشو.. تفجر الخلافات بين الرئيس الانتقالي ورئيس حكومته

«حركة الشباب» المناوئة تصعد عملياتها ضد القوات الأفريقية والإثيوبية

TT

خرجت الخلافات بين الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس حكومته العقيد نور حسن حسين (عدي) للعلن للمرة الأولى أمس رغم محاولات يوسف لاحتوائها، فيما صعدت حركة الشباب المناوئة للسلطة الانتقالية وللوجود العسكري الأجنبي في الصومال من عملياتها ضد قوات حفظ السلام الأفريقية والقوات الإثيوبية.

وبينما كشفت مصادر مقربة من الرئيس الصومالي لـ«الشرق الأوسط» عن معارضته الشديدة للقرار المفاجئ الذي اتخذه مؤخرا العقيد نور عدي بإقالة محمد عمر ديري من منصبه كعمدة للعاصمة الصومالية مقديشيو، قال محمد عثمان علي ( دجحتور) الذي تم تعيينه بدلا من ديري لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من العاصمة الصومالية إنه ما زال ينتظر توقيع الرئيس الانتقالي على القرار الذي أصدره رئيس الحكومة.

وأكد دجحتور، الذي يعني اسمه باللغة الصومالية رامي الحجارة، أنه ليس طرفا في أي جدل حول موقعه الجديد، مشيرا إلى أن سكان مقديشيو أعربوا في مظاهرات عفوية على مدى اليومين الماضيين عن ترحيبهم بإقالة ديري وتعيينه مكانه.

وقال «منذ صدور قرار تعييني لم تشهد المدينة أية اضطرابات أمنية»، مؤكدا قدرته على كبح جماح الجماعات المسلحة المتمردة على السلطة الشرعية في البلاد.

وقالت مصادر صومالية مطلعة أن الرئيس الانتقالي لم يوقع رسميا على قرار الإطاحة بديري من منصبه، مشيرة إلى أنه لم يكن على علم مسبق بنوايا رئيس الحكومة في هذا الصدد.

وأكدت أن يوسف اعتبر أن قرار إقالة ديري احد أبرز حلفائه، أمر غير دستوري ولا يدخل في نطاق صلاحيات رئيس الحكومة، معربة عن خشيتها من حدوث أي فراغ أمني في العاصمة الصومالية التي تعاني أساسا من فوضى أمنية عارمة وتصاعد للهجمات التي يشنها الإسلاميون المتمردون ضد السلطة الانتقالية والقوات الإثيوبية والأفريقية في الصومال.

وكشفت المصادر النقاب عن أن يوسف أبلغ بعض المقربين منه مؤخرا أنه اكتشف خطأ قراره السابق باختيار العقيد نور عدي رئيسا للحكومة الصومالية خلفا لسلفه المستقيل علي محمد جيدي.

ونقلت المصادر عن الرئيس الصومالي قوله «لم يكن عند حسن ظننا، ولم يفعل شيئا يذكر، ونشعر أنه لا يمنح القضايا الأمنية والعسكرية الاهتمام الكافي أو المطلوب».

ولمحت إلى أن محمد محمود جوليد (جعمديري) نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية السابق هو أبرز المرشحين لخلافة عدي إذا ما تصاعدت الخلافات بينه وبين الرئيس يوسف، مشيرة إلى أن جوليد يحظى بثقة البرلمان ولديه خبرات أمنية كبيرة، كما أنه وجه مقبول لدى العديد من الدول المانحة للمساعدات إلى الصومال.

وقالت المصادر إن يوسف الذي يعيش مخاوف وهواجس تعرضه لمحاولة جديدة لاغتياله رغم الحماية الأمنية المضاعفة التي توفرها له القوات المحلية بالتعاون مع القوات الإثيوبية قوات حفظ السلام الأفريقية، يعتقد أن إقالة عمدة مقديشيو في الوقت الراهن من شأنها إرباك الأمن في العاصمة.

ونجا يوسف الأسبوع الماضي من أحدث محاولة لاغتياله، نفذتها عناصر تابعة لحركة الشباب المجاهدين المناوئة له وللوجود العسكري الأجنبي في البلاد، عبر كمين محكم استهدف موكبه بينما كان في طريقه إلى مطار مقديشيو ضمن قافلة مشتركة مكونة من قوات الحرس الوطنية والقوات الإثيوبية وقوات حفظ السلام الأفريقية.

من جهتها، أعلنت حركة الشباب المجاهدين المتشددة مسؤوليتها عن أحدث هجوم تتعرض له القوات الأوغندية العملة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقى في الصومال.

وقالت الحركة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن عناصرها قامت بتفجير حقل ملغوم في شارع المطار بمقديشو أثناء محاولة القوات الأوغندية تفتيش الطريق العام وإزالة الألغام منه، مشيرة إلى أن العملية أسفرت عن مصرع خمسة من هذه القوات، إلا أن متحدثا باسم قوات حفظ السلام الأفريقية قال في المقابل «إن جنديا أوغنديا واحدا فقط لقي مصرعه عندما انقلبت سيارة كانت تقله ضمن موكب من ست سيارات تابعة للقوات الأوغندية».

وكانت حركة الشباب قد هددت في وقت سابق بغزو مدينة بيداوة التي تتخذها السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف، معقلا لها في جنوب البلاد.

وتزامنت هذه التهديدات مع إعلان أبو منصور الناطق الرسمي باسم الحركة، عن معلومات بحوزته عن سعى الإدارة الأميركية لإعادة تشكيل تنظيم مكافحة الإرهاب الذي انهار رغم دعمها له منتصف عام 2006 في مواجهات بين أعضائه من أمراء الحرب وتنظيم المحاكم الإسلامية السابق.