ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي: أمرت الجندي مازحا أن يطلق الرصاص على شاب فلسطيني

الحادثة وقعت خلال مواجهات بين الجيش وفلسطينيين أثناء مظاهرة ضد الجدار العازل

TT

اعترف ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي برتبة مقدم انه أصدر أمرا لأحد جنوده بأن يطلق الرصاص المطاطي على قدم الشاب الفلسطيني، أشرف أبو رحمة من نعالين، ولكنه ادعى بأن هذا الأمر صدر فقط عن طريق المزاح.

وقال الضابط عمري بوربرغ خلال التحقيق معه في الشرطة العسكرية، انه عندما شاهد أحد جنوده يمسك بالشاب الفلسطيني، خطر بباله أن يمازحه، فأمره بإطلاق الرصاص المطاطي عليه. ولكنه لم يتصور أن يأخذ الجندي الأمر بجدية ويسارع الى اطلاق الرصاص. وكانت هذه الحادثة قد وقعت في مطلع الشهر الماضي، خلال مواجهات بين قوات الجيش وأهالي قرية نعالين الفلسطينية شمال غرب رام الله، الذين تظاهروا احتجاجا على اقامة الجدار الإسرائيلي العازل. فقد تم اعتقال الشاب أبو رحمة ووضعت يداه في الأغلال. وعندما اقتاده الجندي الى السيارة العسكرية، أمر الضابط المذكور بإطلاق الرصاص عليه. وقد صوب الجندي البندقية، ولكنه تردد في اطلاق الرصاص، فأعاد الضابط تكرار الأمر ثلاث مرات، حتى أطلق الرصاص، فأصيب الشاب بقدمه. وفي آخر أنباء عن التحقيق، تبين ان الرواية عن هذا الاعتداء وصلت الى القائد العام لقوات الجيش شمال الضفة الغربية، لكن العقيد أفيف ريشف، المسؤول الأول في المنطقة أخفى الموضوع واكتفى بتقديم ملاحظة شفهية للضابط، وكان من الممكن أن يطوى هذا الملف مثل عشرات ألوف الاعتداءات التي تتم ضد فلسطينيين ولا أحد من المعتدين يحاسب عليها.

بيد ان الصدفة لعبت دورها هنا، إذ ان فتاة فلسطينية في السادسة عشرة من عمرها، تسكن في بيت مقابل لمكان الحدث، نجحت في تصوير مشهد الاعتداء بآلة تصوير فيديو وسلمتها الى منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الانسان الفلسطيني. وتم الكشف عن الجريمة فقط في الأسبوع الماضي. فتقرر توقيف الجندي والتحقيق معه ومع الضابط. وفي البداية حاول الضابط التملص من التهمة والصاقها بالجندي وحده، ولكن الشريط المصور كان دليلا دامغا له.

وقد اكتفى قائد لواء المركز، الجنرال جادي شمعوني، بتسجيل «ملاحظة شديدة اللهجة» في الملف الشخصي لقائد المنطقة، ريشف، لأنه لم يعالج القضية كما يجب ودفنها في الدرج. واعتبر هذا العقاب خفيفا، واشارة الى العقاب الذي سيعقبه ضد الضابط الذي أمر بتنفيذ الجريمة والضابط الذي نفذها ببندقيته.