السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة ينفي وجود اتفاقية يعد فيها كراديتش بعدم تقديمه للمحاكمة

الزعيم الصربي السابق يتهم هلبروك بمحاولة تصفيته.. وصحيفة صربية تنشر ما قالت إنه نص الاتفاق بين الرجلين

TT

نفى السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة ومهندس اتفاقية دايتون للسلام في البوسنة ريتشارد هلبروك ما ورد على لسان زعيم صرب البوسنة سابقا رادوفان كراديتش أمام محكمة لاهاي أول من أمس حول وجود اتفاقية موقعة من هلبروك، وتقضي بانسحاب كراديتش من الحياة العامة مقابل عدم تتبعه قضائيا بخصوص الاتهامات الموجهة إليه بارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. ووصف هلبروك مزاعم كاراديتش بأنها «محض كذب». وكان كراديتش قد أكد أمام محكمة لاهاي أنه وقع في العام 1996 عن طريق ممثلين له يتمتعون بكافة الصلاحيات، على الاتفاقية أو الصفقة (وقد استخدم الكلمتين). وقال: «تلقيت وعدا من هلبروك باسم الولايات المتحدة، على أن أنسحب من الحياة العامة مقابل التزام الولايات المتحدة بتجاوز الاتهامات الموجهة ضدي». واتهم كراديتش هلبروك أيضا بانه اراد تصفيته جسديا، وذلك في وثيقة نشرتها أمس محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة. وقال المتهم في هذه المذكرة الخطية: «لما عجز عن الوفاء بالتزاماته التي اتخذها باسم الولايات المتحدة، انتقل هلبروك الى الخطة «ب» ـ وهي تصفية رادوفان كراديتش». واثناء مثوله الاول قبل يومين امام قاضي محكمة الجزاء الدولية، تطرق كراديتش الى اتفاقات مبرمة مع الدبلوماسي الاميركي اضافة الى تهديدات بالقتل واراد ان يتلو اعلانا في هذا الشان. لكن القاضي الفونس اوري منعه، موضحا ان هذا الموضوع خارج عن اطار الجلسة وطلب منه توجيه مذكراته خطيا الى الحكمة.

وبين تأكيد كراديتش ونفي هلبروك، طلب القاضي ألفونس أوري تأجيل النظر في المسألة إلى حين بدء المحاكمة، وقال إن هذا الامر «مثير للاهتمام ويحتاج للأدلة».

ونشرت صحيفة كورير الصربية الصادرة في بلغراد أمس ما قالت إنه نص الاتفاقية الموقع بين هلبروك وكراديتش. وفي اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» قال الخبير في القانون الدولي قاسم ترنكة، إن «ما نشرته صحيفة كورير ليس دليلا قانونيا، ولكنه قرينة للتحقيق فيما كان حقيقة أو تلفيقا اعلاميا». وأضاف: «مما لا شك فيه أن تحقيقا سيفتح حول القضية لمعرفة الحقيقة ولكن من السابق لأوانه القول إن ما نشر يمثل القول الفصل ولكنه بلا شك يثير الشكوك».

وقال الاعلامي منصور بردار لـ«الشرق الاوسط» إنه يشك في صحة الوثيقة التي تم نشرها، وتساءل لماذا لم تنشر من قبل. وأضاف: «كان نشر الوثيقة قبل اعتقال كراديتش أكثر نفعا له وقد طلب ممن رددوا وجود صفقة، إظهار الادلة، ولكنهم لم يفعلوا. وقد يكون النشر لإحداث صدى اعلامي، غير أننا سنعرف في الفترة القادمة حقيقة النص المنشور وما إذا كان حقيقة أم زوبعة اعلامية».