غل يدعو إلى المصالحة بعد قرار القضاء التركي بعدم حظر الحزب الحاكم

وزير الخارجية: أكراد وراء اعتداءات اسطنبول

TT

دعا الرئيس التركي عبد الله غل، أمس الأحزاب السياسية في بلاده إلى إجراء نقد ذاتي والى المصالحة، بعد قرار القضاء التركي هذا الأسبوع عدم حظر حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وقال غل لصحيفة ملييت «جميعنا، كل واحد منا، بحاجة للقيام بنقد ذاتي وبتفهم الآخرين.. ان البلاد متعبة». واضاف «وفيما الوضع يهدأ، علينا ألا ننسى أن هناك عقبات يجب تجاوزها». وقد رفضت المحكمة الدستورية التركية الاربعاء طلبا لحظر حزب العدالة والتنمية المتهم بانشطة مناهضة للعلمانية.

وذكر غل، الذي يلتزم بحكم منصبه الحياد في هذه القضية، بانه اذا كانت العلمانية راسخة بعمق في النظام السياسي التركي فانه من الضروري القيام بجهود للتوفيق بين مواقف كل الاطراف.

وقال «لا احد يستطيع التدخل في طريقة عيش الاخرين.. وبامكاننا سويا تسوية الخلافات». ودعا الرئيس التركي ايضا الحكومة برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الى مواصلة الاصلاحات بغية تسريع عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.

وقال في هذا الخصوص، ان اندماج تركيا في الاتحاد الاوروبي «لا يمكن ان يتقدم ان عملت المحركات بشكل بطيء»، مضيفا «من الضروري ان يحشد الجميع طاقاتهم من اجل الاصلاح».

ومن جهة اخرى أعلن وزير الخارجية التركي بشير اتالاي امس لصحافيين، ان متطرفين اكرادا يقفون وراء الهجومين بالمتفجرات اللذين اسفرا عن مقتل 17 شخصا في اسطنبول خلال الاسبوع المنصرم، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال اتالاي «انه عمل وحشي من تنفيذ المنظمة الانفصالية الارهابية الدموية» بحسب التسمية المعتادة التي تطلقها السلطات التركية على حزب العمال الكردستاني. واكد الوزير ان اغلبية المتورطين في هجومي الاحد المنصرم قبض عليهم، بمن فيهم «من شارك شخصيا» في العمليتين.

ومن جهة ثانية دعا مسؤولون في الاتحاد الأوروبي الحكومة التركية إلى تسريع تنفيذ إصلاحات التقارب مع أوروبا وذلك اثر الأزمة السياسية القضائية التي كادت ان تؤدي إلى حظر الحزب الحاكم في تركيا، بحسب ما اوردت صحيفة المانية.

ونقلت اسبوعية «بيلد ام سونتاغ» في عددها لليوم ان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافير سولانا ونائب رئيس المفوضية الاوروبية غونتر فيرهويغن، دعوا تركيا الى مواصلة الاصلاحات بهدف اعداد تركيا للانضمام للاتحاد الاوروبي.

وقال سولانا «ان تركيا مرشحة للانضمام (للاتحاد الاوروبي) ولم يتغير شيء بهذا الخصوص» بعد رفض المحكمة الدستورية الاربعاء طلب حظر حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اثر اتهامات بمناهضة العلمانية.

واوضح فيرهويغن ان نسق مفاوضات الانضمام يرتبط بالتطبيق الفعلي للاصلاحات التي صادق عليها البرلمان التركي. واضاف «ان هذه الاصلاحات لا ينبغي ان تبقى مجرد حبر على ورق ويجب ان تترجم الى واقع اجتماعي لا تراجع فيه». وتابع ان «اردوغان لا يملك الا فرصة واحدة وعليه تسريع سياسة التحديث والتحرير في تركيا بتصميم اكبر. وفي سبيل ذلك يحتاج اردوغان الى الاستقرار في تركيا والى اصدقاء اوفياء في اوروبا». وكان الاوروبيون يخشون سيناريوا كارثيا كان يمكن ان يصل الى وقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي التي بدأت في 2005، في حال حظر حزب العدالة والتنمية. ولم تفتح حتى الان الا ثمانية من 35 من فصول انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي ولا تعتزم معظم الدول الاعضاء في الاتحاد تسريع هذه العملية خصوصا بسبب رفض تركيا الاعتراف بقبرص العضو في الاتحاد الاوروبي.