نائب بحريني ينتقد الحكومة البريطانية لإيوائها معارضين

السعيدي: سأقدم أدلة للسفير البريطاني للاطلاع عليها

TT

دعا نائب برلماني بحريني حكومة بلاده لاتخاد موقف جديد من علاقتها ببريطانيا، منتقدا بشدة ما اسماه السياسة الخارجية التي تتبعها لندن تجاه البحرين.

وانتقد نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس النواب النائب الشيخ جاسم السعيدي بشدة السياسة البريطانية وأسلوب تعاطيها مع الشؤون البحرينية، «ودعمها المستمر لبعض الجماعات السياسية التي تغرد خارج السرب العاملة ضد قيادة البحرين وشعبها في لندن».

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» قال النائب السعيدي «الشعب البحريني غير راض عن تعامل الحكومة البريطانية مع اطراف بحرينية معارضة»، «هم (المعارضون البحرينيون) يحرضون على الكراهية والعنف ويتسببون بفتنة بين البحرينيين، وبالرغم من ان هذا ضد القوانين البريطانية، إلا اننا لا نرى إلا غضا للطرف عنهم من قبل الحكومة البريطانية».

وفي عام 1999 وبعد تسلم الملك حمد بن عيسى آل خليفة سدة الحكم في بلاده خلفا لوالده، أطلق سراح كل المعتقلين السياسيين، وأعاد كافة المبعدين خارج البحرين، كما أعاد لهم جوازات سفرهم التي كانت قد سحبت منهم، ضمن حزمة من الاصلاحات السياسية جاءت في اطار مشروع اصلاحي اشتمل أيضا اعادة الحياة البرلمانية.

وبالرغم من عودة غالبية المعارضين من الخارج، ومنهم المعارض السابق ووزير العمل الحالي الدكتور مجيد العلوي والناطق باسم المعارضة الدكتور منصور الجمري الذي يرأس صحيفة محلية قريبة من التيار الوفاقي المعارض، إلا ان قلة من المعارضين لا يزالون في الخارج متخذين من لندن مقرا لهم. وأكد الشيخ السعيدي بأنه سيقدم ادلة للسفير البريطاني لدى البحرين للاطلاع عليها وابلاغ حكومة بلاده عليها».

واوضح بأنه في لقائه ومجموعة من النواب والمواطنين مع السفير البريطاني لدى مملكة البحرين سيقدم هذه المستندات للسفارة «تعبيراً عن احتجاج شعب البحرين على هذه الإساءات والتحريض ضد الوطن والقيادة والشعب».

وردا على سؤال حول مطالب حكومة بلاده تجاه الحكومة البريطانية، قال السعيدي «يجب ان يتم اتخاذ موقف يتناسب مع حجم الضرر الذي يتسببه التعاطف الرسمي البريطاني مع شخصيات تحرض على الكراهية وتشجع على العنف»، داعيا الحكومة البحرينية إلى إعادة النظر في العلاقات البحرينية ـ البريطانية، مبديا قناعته بأنها اصبحت علاقات «غير بناءة وضارة بالمصالح الحيوية والإستراتيجية للبحرين»، لافتا إلى ضرورة إحداث شكل من أشكال التوازن السياسي في العلاقات الخارجية للبحرين، مع عدة عواصم أوروبية هامة أثبت التاريخ ومعطيات الواقع إنها بلدان صديقة وتقوم علاقتها على الاحترام المتبادل في ضوء المصالح المشتركة، خاصة إنها ترفض الإساءة للعلاقات مع البحرين مثل المانيا وفرنسا وإيطاليا، مؤكداً أهمية توثيق العلاقات مع برلين وباريس وروما خلال الفترة المقبلة لتعزيز الروابط والانفتاح العالمي من أجل الأمن والاستقرار ونبذ الارهاب والعنف والكراهية واحلال التسامح مع كل الأطياف بمنطق وعقلانية من باب الحفاظ على صون حق الإنسان والدفاع عن المكتسبات.

ويقول النائب السعيدي انه يرى تعاملا مزدوجا في سياسة بريطانيا الخارجية تجاة مملكة البحرين وشعبها، «ففي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة البريطانية إنها حريصة على تعزيز العلاقات بين المنامة ولندن، فإننا نرى الحكومة تغض الطرف عن كون من تلتقي بهم خارج القانون والأعراف العربية العريقة».

وانتقد السعيدي سهولة حصول الشخصيات السياسية البحرينية في لندن على الجنسية البريطانية وحق اللجوء السياسي والدعم المالي.

وأوضح بأن الملك حمد بن عيسى دعا في مناسبات عديدة أبناء البحرين الناشطين في لندن إلى العودة لوطنهم، والشروع في خدمة مجتمعهم والمشاركة في العملية السياسية بهدف تنمية المجتمع مع جميع الاطياف. إلا إن هذه الدعوات لم تحظ حتى الآن بالقبول.