أفغانستان: اختطاف حاكم منطقة ومقتل 3 مدنيين في هجوم انتحاري

TT

قال مسؤولون امس إن حركة طالبان اختطفت حاكم منطقة بشرق أفغانستان، فيما قتل ثلاثة مدنيين وأصيب خمسة في هجوم انتحاري بغرب البلاد، أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن ذلك. وقال المسؤولون إن مجموعة من مسلحي طالبان اختطفت اول من أمس محمد قياس حاكمال رئيس الإدارة المحلية في منطقة ماروري بإقليم كونار شرق البلاد. وأكد سيد فضل الله وحيدي، حاكم الاقليم أن حاكمال اختفى منذ صباح اول من امس، ولكنه لا يمكنه تحديد ما إذا كان خاطفوه من مسلحي طالبان أم أن بعض الخصوم القبليين ضالعون في العملية.

غير أن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، قال إن مقاتليهم اختطفوا حاكم المنطقة، و«إن المجلس الاعلى لطالبان سيقرر مصيره في وقت لاحق». في الوقت نفسه صرح أحمد خان، وهو مسؤول بارز في شرطة إقليم نيمروز بغرب البلاد، إن هجوما انتحاريا وقع بمدينة زارانج عاصمة الاقليم مساء اول من أمس عندما فجر انتحاري تطارده الشرطة حزاما ناسفا كان يرتديه. وقال خان «إن الانتحاري فجر نفسه قبل أن تتمكن قوات الشرطة من اعتقاله»، مضيفا أن «طفلين وأحد العمال قتلوا وأصيبت ثلاث سيدات ورجلان». وأعلن أحد قادة طالبان قاري محمد يوسف أحمدي المسؤولية عن الهجوم، قائلا إن الانتحاري استهدف موكب رئيس الاستخبارات بإقليم نيمروز لدى سيره في المدينة. وأضاف أحمدي أن «عددا من مسؤولي الأمن قتلوا وأصيبوا في الهجوم». ونفى مسئولو الامن في إقليم نيمروز مزاعم طالبان بشأن مقتل عدد من أفراد الامن في الهجوم. وفي حادث منفصل قالت وزارة الداخلية الافغانية في بيان إن ثلاثة من متمردي طالبان قتلوا إثر انفجار قنبلة كانوا يزرعونها على طريق رئيسي في إقليم باكتيكا بجنوب شرقي البلاد قبل موعدها.

وفي كولومبو، قال الرئيس الافغاني، حامد كرزاي، امس ان قبضة الارهابيين باتت اقوى في باكستان، وانهم يحصلون على رعاية وتأييد، مطالبا دول جنوب اسيا بالتوقف عن الألاعيب السياسية. وابلغ كرزاي قمة قادة جنوب اسيا التي حضرها ايضا رئيس وزراء باكستان سيطرة الارهاب وملاذاته تزيد عمقا كما اظهر الاغتيال المأساوي لبي نظير بوتو. وتدهورت العلاقات بين افغانستان وجارتها باكستان بشدة في الشهور الاخيرة مع تكرار المسؤولين الافغان الاتهام لرجال المخابرات الباكستانية بتقديم دعم سري لمسلحي طالبان الذين يقاتلون القوات الافغانية والاجنبية على الاراضي الافغانية. وعانت افغانستان من تفجيرات طالبان الانتحارية والقنابل التي تزرعها على جانب الطرق؛ والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 200 مدني هذا العام، مما جعلها بين اكثر المناطق عنفا في العالم. وأبلغت الحكومة الافغانية الولايات المتحدة وحلفاءها بحلف شمال الاطلسي ان مصدر الارهاب في افغانستان يعود الى الملاذات داخل الاراضي الباكستانية. وقال كرزاي: «الارهاب في منطقتنا يتغذى على عادة باقية، وهي السياسات ضيقة الافق وعلى مصالح الجغرافيا السياسية التي عفى عليها الزمن. في منطقة معرضة لكثير من التحديات، فان الارهاب ربما يثبت تماما انه اكثر عوامل زعزعة الاستقرار. وتنفي باكستان الاتهامات الافغانية، وتقول ان حكومة كابل تحاول صرف الانتباه عن فشلها في اخماد تمرد طالبان. وتحولت الحكومة الجديدة المدنية في باكستان الى المحادثات مع المتشددين في منطقة حدودها القبلية لنزع فتيل العنف الذي اودى بحياة مئات الباكستانيين، العام الماضي. لكن قادة في افغانستان وحلف شمال الاطلسي يقولون ان المحادثات خففت الضغط على المتشددين، اذ سمحت لهم بارسال مزيد من المتمردين الى افغانستان حيث زادت الهجمات على طول حدودها الشرقية بنحو 40 في المائة. من جهة اخرى، عثر أفراد القوات الألمانية العاملة في أفغانستان على مخبأ كبير للأسلحة على بعد 120 كيلومترا غرب معسكر هذه القوات في مدينة مزار شريف بشمال البلاد. وقالت مجلة «دير شبيغل» الالمانية في تقرير تنشره في عددها الذي يصدر غدا نقلا عن ضباط في الجيش، إن مخزن الأسلحة كان يضم نحو 1100 قذيفة هاون والعديد من وسائل التفجير. وأكد التقرير أن مجموعة من القوات الخاصة في الجيش الألماني فجرت في هذه العملية منتصف الشهر الماضي نحو 440 قذيفة هاون في مكان مخزن الأسلحة. من ناحية أخرى، أكد متحدث باسم مركز قيادة العمليات الخارجية للجيش الألماني لوكالة الأنباء الألمانية امس صحة ما جاء في تقرير المجلة عن اكتشاف أحد مخابئ الأسلحة. وأضاف أن القوات الأفغانية شاركت في هذه العملية. ورفض المتحدث الإفصاح عن خوض أفراد القوات الألمانية لمواجهات أثناء ضبط مخزن الأسلحة، فيما رفضت وزارة الدفاع الرد على تقرير المجلة. يذكر أن معسكر القوات الألمانية في مزار شريف هو الأكبر خارج ألمانيا حيث يضم وحده 2500 جندي من بين أكثر من 3000 جندي ألماني يشاركون ضمن قوة المساعدة الدولية الأمنية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو).