العقل المدبر لهجمات سبتمبر: سائق بن لادن لم يكن يصلح للعمليات الإرهابية

خالد شيخ محمد: لدينا زوجات وأطفال ومدارس وسائقون وطهاة وخبير قانوني

TT

في شهادة كتابية عرضت على هيئة المحلفين اول من امس أثناء المحاكمة العسكرية للسائق السابق لدى أسامة بن لادن، كتب العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 إن سائق بن لادن السابق كان سائقا وميكانيكيا بسيطا ولم يكن يصلح لتخطيط أو تنفيذ هجمات إرهابية.

وكتب خالد شيخ أحمد، مخطط أحداث سبتمبر المزعوم، أن سالم أحمد حمدان كان عاملا مساعدا على مستوى بسيط ولم يشترك أبدا في تنظيم «القاعدة»، ولم يعتنق فكر بن لادن. ويحاكم حمدان في أول محكمة عسكرية أميركية تقام منذ الحرب العالمية الثانية. وقد ترافعت هيئة الدفاع عنه اول من امس، ومن المقرر أن يغلق باب المرافعة يوم الاثنين.

وأجاب خالد شيخ على أسئلة كتبتها هيئة الدفاع عن حمدان، في إجابات أحيلت للعرض على هيئة المحلفين العسكرية المكونة من ستة أعضاء، قائلا: «لم يكن له أي دور. ولم يكن مجندا، ولكنه كان سائقا»، وأضاف: «لقد كان شخصا ذا طبيعة بدائية وكان بعيدا عن التحضر، ولم يكن يصلح للتخطيط أو التنفيذ».

عكست الرسالة فكرة عما يدور في ذهن خالد شيخ، المتهم بالمسؤولية عن أكثر الهجمات الإرهابية تدميرا في تاريخ الولايات المتحدة، والذي أصبح رمزا للخداع منذ إلقاء القبض عليه عام 2003. رسم محمد صورة عن «القاعدة» بأنها جماعة أعضاؤها لهم «زوجات وأطفال ومدارس»، وقال إن من يفكر أن سائقا عاديا يمكنه أن يكون مشاركا في الهجمات شخص «مغفل».

وقد أرادت هيئة الدفاع عن حمدان، المتهم بنقل الأسلحة للقاعدة كجزء من التآمر الإرهابي، أن يدلي خالد شيخ بشهادة حية في المحكمة في مركز الاعتقال هنا. وقالوا للمحلفين إن هناك «فرصة مهمة» ليسمعوا شهادة مرتكبي الهجمات على مركز التجارة العالمي والبنتاغون.

ولكن بعد أن كتب محمد إجاباته على الأسئلة المكتوبة، رفض مقابلة محامي حمدان، ورفض الظهور في المحكمة. وتدعم ملاحظاته المكتوبة حجة الدفاع بأن حمدان كان مجرد سائق غير متورط في عمليات الإرهاب، ولكن من غير المؤكد إذا كانت هيئة المحلفين العسكرية ستقبل بشهادة أحد زعماء «القاعدة» المدانين.

وأوضحت تصريحات خالد شيخ، الذي ظهر أمام المحكمة لأول مرة في يونيو (حزيران) وشجب نظام المحاكم العسكرية التي من المقرر أن يحاكم أمامها أيضا، أنه لا يفتقد إلى الثقة بالنفس. فقد أطلق على نفسه «المدير التنفيذي لهجمات 11/9» وقال إنه كان يشرف على خلايا «القاعدة» التي تعمل خارج أفغانستان. ووصف السائقين، مثل حمدان، وهو أب يمني لطفلين في الصف الرابع، بأنهم «جاهلون».

وجاء في شهادته أن الأميركيين لا يفهمون أن «القاعدة» تنظيم إرهابي متعدد الأوجه يستعين بشبكة من أصحاب المهن المعاونة مثل المعلمين ومهندسي الكومبيوتر، وكتب: «نحن لسنا عصابات».

وأضاف في إجاباته التي ترجمت من العربية لتعرض على هيئة المحلفين: «مثل الجيش الأميركي، لدينا سائقون وطهاة وموظفون وخبير قانوني. نحن أيضا بشر...لدينا منافع في الحياة. ولدينا زوجات وأطفال ومدارس.. لا يمكن أن تتعرفوا على الإرهاب و«القاعدة» من خلال أحداث 11/9»، وقال إن تنظيم «القاعدة» نجح في القيام بهجماته بفضل تكوينه المنتشر وحفاظه على السرية.

«أحد أسباب نجاح العمليات الخارجية هو سرية العمليات»، هذا ما كتبه محمد، «لذلك لا يعرف الكثيرون من المقربين من بن لادن أي شيء عما يخطط له؛ وكذلك لا توجد أدنى فكرة لدى العديد من أعضاء «القاعدة» وحتى المتدربين في المخيمات العسكرية لا يعرفون شيئا عن أعمال الخلايا الخارجية، وهذا يشمل الموظفين المدنيين».

كان حمدان، الذي وصفه شهود الإدعاء بأنه كان مقربا شخصيا من بن لادن، مجرد فرد صغير في التنظيم، هذا ما كتبه الزعيم الإرهابي المزعوم. وقال محمد: «لقد كان سائقا وميكانيكي سيارات، ولم يكن رجلا عسكريا على الإطلاق، فهو يصلح لتغيير إطارات الشاحنات وتغيير مرشحات البنزين، وغسيل السيارات وتنظيفها، وتثبيت الحمولة على ظهر الشاحنات».

وحاول محمد أيضا أن يلقي الضوء على ما كان حمدان يفعله عندما ألقي القبض عليه في أفغانستان في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2001. وقد أدلى شهود الإدعاء أن حمدان كان معه في سيارته صاروخان يحملان على الكتف عندما ألقي القبض عليه، وأنه أخبر المحققين أنه كان ينقل أسلحة للقاعدة.

بعد أن شنت الولايات المتحدة هجوما على أفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كانت وظيفة حمدان أن يقل أسر أعضاء «القاعدة» لحمايتهم من المخاطر، كما قال محمد. وأضاف أنه كان يعرف هذا لأنه كان هو «المسؤول شخصيا عن نقل جميع الأسر من أفغانستان إلى باكستان»، وفي بيان لمعتقل آخر، شهد أن حمدان ليس متورطا في أعمال «القاعدة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»