مصدر أميركي لصحيفة صربية: الاستخبارات الأميركية أمنت الحماية لكراديتش حتى عام 2000

أكد أن هلبروك طلب إلى الزعيم الصربي التخفي شخصيا وأن بريطانيا وفرنسا كانتا على علم بالصفقة

TT

تواصل الجدل أمس في واشنطن وبلغراد حول وجود صفقة بين السفير الأميركي السابق لدى الامم المتحدة ريتشارد هلبروك وزعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش الذي زعم ان هلبروك وعده بعدم تسليمه للمحاكمة مقابل انسحابه من الحياة العامة. وأكدت صحيفة بليك الصربية الصادرة في بلغراد أمس حصول «اتفاق يقضي بانسحاب كراديتش من الحياة العامة مقابل عدم تتبعه قضائيا من قبل محكمة لاهاي، لكن الاتفاق تم اجهاضه بعد تأكيد الجانب الأميركي بأن كراديتش لم يلتزم به».

ونقلت الصحيفة عن مصادر قالت إنها أميركية مقربة أن «كراديتش كان حتى سنة 2000 تحت حماية الولايات المتحدة الاميركية وأن الاستخبارات الأميركية كانت تنظم له اتصالاته الهاتفية، بما فيها تلك التي كان يجريها مع أعضاء الحزب الديمقرطي الصربي الذي كان يرأسه». كما أكدت الصحيفة أن «ريتشارد هلبروك شخصيا طلب من كراديتش التخفي»، ونقلت عن المصدر قوله: «لست متأكدا من وجود اتفاق مكتوب يؤكد هذا ولكني على علم بأن هلبروك أعطى ضمانات لكراديتش باسم الولايات المتحدة بعدم ملاحقته إذا انسحب من الحياة العامة».

وعن دوافع تغيير الاستراتيجية في التعامل مع كراديتش ومن ثم اعتقاله ونقله إلى لاهاي، قال المصدر للصحيفة: «الأميركيون جن جنونهم عندما خرج كراديتش عن صمته وحشر أنفه مجددا في السياسة أثناء الانتخابات في البوسنة سنة 2000، وعلمت الاستخبارات الأميركية أن كراديتش تدخل في سير الانتخابات عبر بعض المقربين منه في بيالينا (أقصى الشرق البوسني على الحدود مع صربيا)، وتحدث عبر الهاتف مع تجمع حزبي عين فيه بعض المقربين منه في مناصب مختلفة داخل الحزب». وأضاف المصدر بأن «الاستخبارات الأميركية تحدثت مع المبعوث الدولي في البوسنة آنذاك لحظر الحزب الديمقرطي الصربي، وان ريتشارد هلبروك أراد منح كراديتش فرصة أخرى لكن الاستخبارات الاميركية رفضت، ورفعت الحماية عن كراديتش».

وقال إن «الجيش الأميركي تلقى أوامر بين 1996 و1997 بعدم التعرض لكراديتش بالبحث أو الاعتقال»، وإن «الفرنسيين والبريطانيين كانوا ملتزمين بالتعهد الاميركي لكراديتش، لذلك كان كراديتش يتنقل في بالي وفي شرق البوسنة وهي المناطق التي كانت القوات الفرنسية والأميركية تراقبها، بيد أن كل شيء تغير بعد سنة 2000».

وقالت الصحيفة إن الادعاء العام في بلغراد وبطلب من محكمة لاهاي فتح تحقيقا في القضية، وأن جميع الشهود أكدوا وجود صفقة بين كراديتش والولايات المتحدة عن طريق هلبروك. أما البيت الأبيض، فقد كرر أمس وجود أية صفقة بين الولايات المتحدة وكراديتش، وقال الناطق باسم البيت الابيض شون ماكورماك لاذاعة صوت أميركا باللغة الصربية: «الحكومة الاميركية السابقة دعت صربيا منذ توجيه الاتهامات لكراديتش بارتكاب جرائم حرب لاعتقاله مع بقية المتهمين... والسفير هلبروك نفى وجود صفقة عدة مرات».