كشفت الحكومة اليابانية أمس عن حصول تسرب كمية صغيرة من الاشعاع من غواصة أميركية تعمل بالوقود النووي، توقفت في اليابان في وقت سابق من العام الحالي، مما أثار دعوات من الجماعات المدنية للكشف الكامل عن ملابسات الحادث. وأفادت وزارة الخارجية اليابانية نقلا عن معلومات من الحكومة الاميركية أمس، بأن التسرب البسيط الذي لا يؤثر على البيئة على الاطلاق، اكتشف أثناء فحص للغواصة الاميركية هيوستون التي تعمل بالوقود النووي في هاواي. وقال نوبوتاكا ماتشيمورا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني في مؤتمر صحافي ان «الكميات المتسربة صغيرة جدا جدا جدا وليست من النوع الذي يؤثر على الانسان أو البيئة».
وأضافت أن عملية مراقبة للاشعاع أجرتها الحكومة اليابانية واستمرت 24 ساعة أثناء وقوف الغواصة هيوستون عند اليابان في مارس (اذار) وابريل (نيسان) الماضيين لم تكشف عن وجود أي تجاوزات.
وكانت وزارة الدفاع الاميركية قد أبلغت السلطات اليابانية وسلطات جزيرة غوام بحدوث تسرب اشعاعي طفيف جدا من غواصة نووية اميركية خلال قيامها بمهمة شملت التوقف في اليابان وجزيرة غوام الاميركية في غرب المحيط الهادئ، كما افاد مسؤولون في البحرية الاميركية. وبين التحقيق ان نسبة الاشعاع التي تسربت من احد الصمامات كانت اقل من نصف مايكروكوري (وحدة قياس الاشعاع) او اقل مما يمكن العثور عليه في 20 كلغ من السماد، بحسب المسؤول في البحرية الذي أَضاف: «في كل مرة يحدث تسرب اشعاعي او نرصد مياه مشعة، نبلغ السلطات المحلية بغض النظر عن ضآلة ذلك»، موضحا انه تم ابلاغ اليابان وغوام الخميس الماضي.
ورصد التسرب في الواقع في 17 يوليو (تموز) في هونولولو في هاوي في الغواصة بعد خروجها من الماء. وبينت احداثيات المهمة ان التسرب بدأ في مارس (آذار) عندما كانت الغواصة في ساسيبو في اليابان، وبين اواخر مايو (أيار) ومنتصف يونيو (حزيران) عندما كانت الغواصة في غوام.
وتأتي هذه الواقعة في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة التخفيف من حدة المخاوف من عزمها ارساء حاملة الطائرات جورج واشنطن التي تعمل بالوقود النووي في اليابان الدولة الوحيدة التي تعرضت لهجوم نووي في التاريخ.
وقالت جماعة مدنية تعارض وقوف حاملة الطائرات الاميركية جورج واشنطن في اليابان، ان تسرب الاشعاع من الغواصة يثير مخاوف حول سلامة وحدات الاسطول الاميركي التي تعمل بالوقود النووي. وقال ماساهيكو جوتو وهو محام يمثل الجماعة المدنية في بيان ان «مزاعم سلامة وحدات الاسطول الاميركي التي تعمل بالوقود النووي وعدم قابليتها للتسريب انهارت تماما».
ودعا جوتو الاسطول الاميركي الى الكشف عن أسباب التسرب الاشعاعي وحث الحكومة اليابانية على السعي للكشف الكامل عن ملابسات الامر.