أوباما يبدل موقفه حول حفر آبار نفط.. وماكين يبرر الدعاية السلبية التي تبثها حملته بأنها مسلية

المرشح الديمقراطي يضع نفسه في مواجهة السود بعد معارضته لدفع تعويضات مادية للمتحدرين من عائلات عبيد

أوباما يبتسم وهو يستمع الى السناتور بيل نيلسون الذي يقدمه للجمهور في توتسفيل، فلوريدا (أ.ب.)
TT

في تغير مفاجئ وكبير، أعلن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك أوباما، أنه قد يدعم مشاريع اضافية محدودة لحفر آبار نفط أمام السواحل الاميركية، وهو ما يطالب به منافسه المرشح الجمهوري جون ماكين ولا لطالما عارضه أوباما بقوة وانتقد ماكين على دعمه له.

ولطالما سخر أوباما من موقف ماكين قائلا ان عمليات حفر جديدة للآبار ستستغرق اكثر من عقد لوصول النفط الى السوق وقد لا تعوض ابدا عن واردات الولايات المتحدة الحالية من النفط. الا انه قبل يومين، رحب اوباما باقتراح وسطي تقدم به عشرة من أعضاء مجلس الشيوخ، خمسة من كل حزب، حول حفر آبار نفط قبالة الشواطئ الاميركية، ومن المتوقع ان يناقشه الكونغرس الاميركي بالتفصيل في سبتمبر (أيلول) المقبل، بعد عودته من عطلته الصيفية التي بدأها أمس وتستمر خمسة أسابيع. وبرر ذلك في مقابلة مع صحيفة محلية في فلوريدا، بالقول: «ما اهتم به هو ان اعتماد سياسة حول الطاقة تهدف الى خفض أسعار الوقود، واذا كان تحقيق هذا الأمر يتطلب تنازلات منا، على شرط ان تكون حذرة ومدروسة خصوصا في ما يتعلق بالبيئة، فانا لن أكون متصلبا بمواقفي».

واصدر مكتب حملة ماكين بيانا في ساعة متأخرة من ليل اول من امس بعد انتشار الاخبار عن التصريحات الاخيرة لاوباما جاء فيه: «من الواضح ان اعضاء كلا الحزبين يتبعون قيادة جون ماكين صوب اتباع نهج شامل بشأن الطاقة يتضمن الطاقة النووية والطاقة البديلة وحفر ابار النفط قبالة السواحل. نأمل ان يدرك اوباما ان معارضته الحالية للحلول الواقعية بشأن الطاقة التي طرحها جون ماكين والعمليات الاضافية لحفر ابار النفط قبالة السواحل خاطئة». ووسط الارتفاع القياسي الاخير في اسعار النفط، عجز الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون عن تمرير تشريع هام بشأن الطاقة لتشجيع مصادر الطاقة البديلة وكان سيتضمن اجراءات اخرى لخفض اسعار الطاقة.

وفي موضوع آخر، دافع ماكين عن اعلان جديد بثته حملته يهزأ بأوباما ويصوره على أنه المسيح المنتظر، وهو الاعلان الاجدد بين سلسلة الاعلانات السلبية التي تطلقها حملة ماكين والشبيهة بتلك التي اعتمدها جورج بوش وأدت الى تشويه صورة منافسه الديمقراطي جون كيري وخسارته. ويصور الاعلان الاخير أوباما محاطا بمئات آلاف الجماهير مع صوت في الاعلان يقول «المختار». ويحاول الاعلان تصوير أوباما بصورة كاريكاتورية على أنه شخص فارغ لا يهتم الا بنجوميته وبجمع جماهير غفيرة حوله، أسوة بالاعلان الذي أطلق الاسبوع الماضي وحاول ان يظهره فيه بأنه ساذج ونخبوي، وشبهه بالنجمتين باريس هيلتون وبريتني سبيرز اللتين تعيشان في عالم مختلف عن الواقع ومشاكل الاميركيين. وتلاقي هذه الاعلانات السلبية انتقادات واسعة من النقاد في الولايات المتحدة، وحتى ان بعض الجمهوريين يعتبرونها غير أخلاقية، الا ان ماكين المعروف بحبه لاطلاق النكات، يبدو أنه يستمتع بها. وقال في معرض تبريره هذا النوع من الاعلانات: «نعتقد أنها اعلانات تحمل الكثير من روح الدعابة، نحن نتسلى ونمرح بها... سنستمر بالقتال حتى الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)»، موعد الانتخابات الرئاسية. ويركز الجمهوريون حملتهم على تشويه صورة أوباما في الاسبوعين الاخيرين، أكثر من الحديث عن برامجهم. فخلال الاسبوع الماضي، انتقد ماكين أيضا أوباما لادخاله أولاده الى مدارس خاصة وليس مدارس عامة، علما ان ماكين نفسه أدخل أولاده الى مدارس خاصة أيضا، ويقول ماكين ان اقوال اوباما لا تتطابق مع أفعاله. ومواجهات أوباما لم تقتصر على محاولات رد الدعاية السلبية من المعسكر المقابل، اذ يبدو أنه بدأ يغضب الشريحة الاكبر من مؤيديه، الاميركيين السود. فقد أعلن السيناتور الاميركي انه يعارض مبدأ دفع تعويضات للمتحدرين من أهل كانوا عبيدا، وقال انه يفضل عوضا عن دفع التعويضات المالية لهم، تحسين المدارس والتقديمات الصحية والاقتصاد لجميع الاميركيين، وقال: «لقد قلت في الماضي وأكرر، ان أفضل تعويض يمكن أن نقدمه، هو تحسين المدارس وتأمين عمل للعاطلين عنه».