الهند وباكستان تتفقان على متابعة عملية السلام

افتتاح قمة دول جنوب آسيا في سري لانكا

TT

اختتم رئيسا وزراء الهند وباكستان محادثات جرت بينهما أمس في كولومبو بالاتفاق على إبقاء عملية السلام جارية بالرغم من التوتر المتزايد بين القوتين النوويتين، على ما افاد به دبلوماسي هندي. وقال وزير الخارجية الهندي شيفشانكر مينون ان رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ ونظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني اتفقا على ان الاحداث الاخيرة مثل الاعتداء بالقنبلة على السفارة الهندية في كابل الشهر الماضي «هددت عملية السلام». واوضح مينون للصحافيين ان «رئيسي الوزراء اجمعا على اننا بحاجة للتغلب على (هذه المشكلات) والمضي قدما»، مضيفا ان جيلاني وافق على التحقيق في التهم التي وجهتها نيودلهي الى اجهزة الاستخبارات الباكستانية بالوقوف خلف العملية الانتحارية على السفارة التي اوقعت حوالي ستين قتيلا. والتقى رئيسا الوزراء على هامش القمة الـ15 لمجموعة التعاون الاقليمي في جنوب آسيا التي افتتحت امس في كولومبو. وهذه المحادثات جرت على المستوى الاعلى في لقاءات البلدين منذ 15 شهراً. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الخميس ان المسؤولين سيسعيان لوضع خطة من اجل تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين. ووقف رئيسا الوزراء قبيل لقائهما وتصافحا مبتسمين امام الصحافيين. وتفاقم التوتر بين الشقيقين العدوين في جنوب اسيا الى حد كبير اثر الاعتداء الذي استهدف سفارة الهند، واسفر عن مقتل 60 شخصا وعزته نيودلهي الى «عناصر في باكستان». وصرح وزير الخارجية الباكستاني بأن عملية السلام التي بدات عام 2004 «يشوبها التوتر». ويأتي اللقاء بعد ايام من إعلان الوزير مينون ان الحوار بات «في مستوى لم يبلغه يوماً في السنوات الاربع الماضية لأننا نواجه وضعاً حدثت خلاله أخيرا بعض الامور المؤسفة». وبعد الهجوم الذي استهدف السفارة، قالت نيودلهي ان محادثات السلام مع اسلام آباد «تتعرض لضغوط»، لكن مسؤولا هنديا قال الجمعة ان الحوار بين البلدين يجب ان يستمر. وشهد خط المراقبة الذي يقسم منطقة كشمير التي سببت حربين بين البلدين، أخيرا انتهاكات عدة لوقف اطلاق النار. وتشهد كشمير الهندية حركة تمرد ضد نيودلهي منذ 1989. وتتهم الهند باكستان بدعم المتمردين المسلمين. لكن اسلام اباد تنفي الاتهامات وتتهم بدورها الهند بتأجيج العنف الطائفي على اراضيها. اما الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي تشهد بلاده تمردا تشنه حركة طالبان الاصولية، فقال من جهته «نحتاج الى عمل جماعي للقضاء على الارهاب في المنطقة». واكد دبلوماسيون سريلانكيون ان القمة ستسعى «للانتقال من مرحلة الاعلان الى مرحلة التطبيق» بعد 23 عاما من تأسيس الرابطة.

وتأمل الدول المشاركة في القمة التركيز على قضايا؛ بينها مكافحة الفقر وارتفاع اسعار النفط وتطوير مصادر بديلة للطاقة وتحسين البنى التحتية في احدى افقر مناطق العالم حيث يعيش 1.5 مليار نسمة. وتضم الرابطة التي انشئت عام 1985 من اجل تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة (أفغانستان وبنغلاديش وبوتان والهند والمالديف ونيبال وباكستان وسري لانكا).