تحركات داخل حزب العمل الإسرائيلي لاطاحة قائده باراك

في ضوء نتائج الاستطلاعات الأخيرة

ابراهيم ابو النجا يتحدث في مؤتمر صحافي بعد الافراج عنه أمس (أ.ف.ب)
TT

بدأت مجموعة من القادة السياسيين لحزب العمل، ثاني أكبر الأحزاب الاسرائيلية، تتحرك في حملة لإقالة رئيسه، وزير الدفاع ايهود باراك، وذلك في ضوء نشر نتائج استطلاعات الرأي العام التي تشير الى ان الحزب بقيادته يخسر حوالي ثلث قوته ويتحول الى حزب صغير. وقال أحد أفراد هذه المجموعة، ان باراك لم ينجح في رفع شعبية الحزب في أي يوم من الأيام، منذ عودته الى رئاسة الحزب قبل سنة وبضعة شهور، بل ان الاستطلاعات تجمع على ان الحزب بقيادته سيخسر عددا من نوابه في أية انتخابات مقبلة. وآخر هذه الاستطلاعات، الذي نشر في نهاية الأسبوع، أشار الى ان عدد نواب هذا الحزب سينخفض من 19 نائبا حاليا الى 14 – 17 نائبا في ما لو جرت الانتخابات اليوم، ويصبح لأول مرة في تاريخه الحزب الثالث في قوته، علما بأنه كان قائدا مؤسسا للحركة الصهيونية وهو الذي أسس الدولة العبرية وبقي حاكما مطلقا لها اكثر من ربع قرن (حتى سنة 1977). وأضاف هذا النائب انه يتفهم الجمهور الاسرائيلي في انفضاضه عن حزب العمل، فهو ببساطة لا يرى شيئا من هذا الحزب: «نحن في القضايا الاقتصادية ابتعدنا عن القيم الاجتماعية والاشتراكية الديمقراطية. ونحن في القضايا السياسية أصبحنا على يمين حزب «كديما» وأقرب الى الليكود. وفي العمل الحزبي والسياسي نرى باراك يتنقل من موقف غامض الى موقف أكثر غموضة، ونجده يكثر من المناورات واللف والدوران. وعلى الصعيد الداخلي ما زال يعمل بشكل انفرادي ويجعل من الخلافات خصومات وعداوات. عمليا لا يوجد لنا قائد حقيقي ذو وضوح رؤية ومسؤولية، بل انه في نظر الناس يبدو متآمرا أبديا».

وتصدى رجالات باراك الى هذه الاتهامات وقال أحدهم: نحن نعرف من يقف وراء هذا النشر في حزب العمل. انهم بضعة أفراد على هامش الحياة الحزبية. لا يعرفون شيئا عما يدور في الواقع ولا يفهمون استراتيجية ايهود باراك. وأضاف آخر: «حزب العمل سيكون حزبا أساسيا في الحكومة القادمة، وقد يكون لها قائد».

وكانت أوساط سياسية مقربة من باراك قد كشفت انه يدير مفاوضات مع الليكود من أجل تقديم موعد الانتخابات العامة الى مارس (آذار) المقبل، وخلال هذه الفترة يعطى الرئيس الجديد لحزب «كديما» (تسيبي لفني أو شاؤول موفاز)، الذي سيحل محل رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، فرصة للحكم المؤقت. وبعد الانتخابات تكون الأفضلية لكل منهما أن يتحالف مع الآخر. فإذا فاز العمل بمقاعد أكثر، يشكل الحكومة ويمنح رئيس الحزب الآخر أي منصب يرتأيه في الحكومة المشتركة.

لكن هناك أوساطا تتحدث عن طاولة مفاوضات أخرى يفردها باراك، مع ورثة أولمرت في حزب «كديما». وحسب هذه الأوساط، فإن باراك يقترح عليهما الاستمرار في الحكم بشكل مشترك حتى الانتخابات المقبلة، وبعد اجرائها يتم تشكيل تحالف بينهما بكتلة واحدة. ففي هذه الحالة، ستصبح هذه أكبر كتلة برلمانية وسيضطر رئيس الدولة الى القاء مهمة تشكيل الحكومة على عاتقها، رغم أن الليكود سيكون ـ حسب الاستطلاعات الحالية ـ أكبر كتلة. وكان الاستطلاع الأخير قد دل على ان الليكود سيحصل على 33 نائبا، فيما يحصل «كديما» على 20 نائبا بقيادة لفني والعمل 17.

من جهة ثانية أعرب كل من رئيسة الكنيست الاسرائيلي، داليا ايتسيك، ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، تساحي هنغبي، عن قلقهما من خطر تفكك حزبهما الحاكم «كديما»، بعد الانتخابات الداخلية المقررة ليوم 17 – 24 سبتمبر (أيلول) المقبل. وقد بادرا الى الاتصال بجميع المرشحين لرئاسة الحزب لجمع تواقيع ملزمة لكل منهم بألا ينسحب من الحزب إذا خسر في التنافس. ولكنهما يجدان صعوبة في تجنيد المرشحين الأربعة لمثل هذا الالتزام وصارا يشعران ان قسما منهم لا يريد الالتزام، مما يعزز تخوفهما.

وكانت مصادر مقربة من المرشحين قد أثارت شكوكا حول شاؤول موفاز، قائلة انه في حالة الفشل أمام ليفني، قد يترك الحزب ويعود الى الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو ويعيد معه غالبية النواب القادمين من الليكود الى «كديما».