ألمانيا تدعو إيران للتوقف عن لعبة كسب الوقت.. ودبلوماسيون أميركيون يؤكدون فشلها بدفع عدم الانحياز لتأييدها

الأسد يزور إيران والملف النووي ضمن مباحثاته

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يرحب بالرئيس السوري بشار الأسد قبل مباحثاتهما في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

عقد الرئيس السوري بشار الأسد فور وصوله إلى طهران يوم أمس جلسة مباحثات موسعة مع نظيره الإيراني محمود احمدي نجاد، وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المحادثات تناولت «الأوضاع الإقليمية والدولية ومباحثات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل. والعلاقات الثنائية والملف النووي الإيراني». وأضافت المصادر أن الملف النووي الموضوع الأبرز في محادثات الجانبين، حيث يقوم الأسد بدور وساطة بين إيران والغرب لـ«توضيح حقيقة البرنامج النووي الإيراني». وتتزامن زيارة الأسد الثالثة إلى طهران منذ انتخاب نجاد. مع انتهاء المهلة التي حددتها مجموعة دول 5+1 (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن اضافة الى المانيا) للرد على عرض الحوافز الجديد لحل الأزمة. قبل أسبوعين ويتم بموجبه تجميد العقوبات مقابل تجميد إيران التخصيب، على أمل استئناف محادثات تمهيدية تحضر للمفاوضات الرسمية.

وجاء هذا العرض بعد عرض آخر رفضه الجانب الإيراني، وقال الرئيس الإيراني قبل انتهاء المدة بساعات إن بلاده «ستقاوم أعداءها بقوة»، واتهم الدول الغربية بالتذرع بالملف النووي للنيل منها.

وفي بروكسل قال مسؤول في الاتحاد الاوروبي ان المهلة التي منحتها القوى الكبرى لايران للرد على عرض يتعلق ببرنامجها النووي انقضت أمس من دون الحصول على رد من طهران لكنه قال ان الدبلوماسيين الاوروبيين مستعدون للانتظار لبضعة أيام أخرى للحصول على رد.

وقال مسؤول أوروبي أمس حسب رويترز (لا يوجد جديد من جانب ايران)، مضيفا أن الاتحاد لم يتوقع صدور رد ايراني في مطلع الاسبوع.

وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه بسبب حساسية المحادثات النووية (لا يجب أن نركز على المهلة كثيرا، المهم هو أن نحصل على رد واضح وبسرعة .. المسألة ليست مسألة يوم). وقال علي أصغر سلطانية ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان بلاده مستعدة لاجراء محادثات لكنها لا تعتقد أنها ملتزمة بأي مهلة للرد على عرض القوى الكبرى.

وأضاف في تصريحات لقناة «برس تي في» التلفزيونية الايرانية الرسمية جرى بثها أمس لم نجر أي مناقشات أو اتفاق على ما يطلق عليه مهلة الاسبوعين. وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان ايران يجب أن تتوقف عن لعبة كسب الوقت.

وأضاف في تصريحات لمجلة «دير شبيجل» الالمانية «كفى تضييعا للوقت»، مضيفا أن طهران يحب ان تعطي القوى الغربية ردا مفيدا والا ستواجه عقوبات أكثر صرامة. وقال البيت الابيض أول من أمس ان عدم الامتثال سيعني ان طهران تواجه احتمال فرض المزيد من العقوبات الدولية.

وبدأ الأسد زيارته الرسمية إلى طهران والتي تستمر ليومين، يوم أمس، مصطحبا معه وفدا رفيعا يضم نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم ومستشارة الشؤون السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، وفي اليوم الأول للزيارة عقد الرئيسين الأسد ونجاد جلسة مباحثات موسعة، كما يتضمن برنامج الزيارة لقاء مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، وعدد من كبار المسوؤلين الإيرانيين. وتأتي زيارة الأسد إلى طهران قبل زيارة منتظرة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل، حيث طلب الجانب الفرنسي من سورية استثمار علاقاتها الإستراتيجية مع إيران لإقناعها «بإظهار ما يبرهن أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية». في غضون ذلك قال دبلوماسيون اميركيون امس ان ايران فشلت في جهودها لدفع حركة عدم الانحياز التي اجتمع وزراء خارجيتها في طهران منتصف الاسبوع الى تبني موقفها في دعوة الأمم المتحدة الى رفع العقوبات ورفض ولاية مجلس الامن في قضية ملفها النووي. وقال الدبلوماسيون الذين اطلعوا على البيان الختامي للمؤتمر من دول اعضاء في الحركة انه رغم تبني البيان بصورة عامة حق ايران في التكنولوجيا النووية السلمية الا ان الحركة رفضت صيغة كانت تدعمها دول مثل كوبا وبيلاروس وفنزويلا تقول ان العقوبات التي فرضت على ايران بسبب برنامجها النووي ذات طبيعة سياسية وينبغي رفعها وكما تقول انه لا يوجد اساس قانوني لانخراط مجلس الأمن الدولي في هذه القضية. وكانت ايران قد اعتبرت بيان حركة عدم الانحياز انتصارا لها.

وامس علق المتحدث باسم الخارجية حسن قشقاوي لوكالة الانباء الايرانية «ايرنا» حول ما بثته بعض وسائل الاعلام بشأن البيان الختامي لوزراء خارجيه دول عدم الانحياز ودعمهم لحق ايران في امتلاك برنامج نووي سلمي بقوله «ان التطرق الى بيان غير نهائي لاحد اعضاء حركه عدم الانحياز على انه نتيجه نهائيه لاجتماع طهران يعد توجها غير عادل من قبل بعض المسؤولين ووسائل الاعلام الحليفه لاميركا. واوضح قشقاوي أمس ان بعض وجهات النظر طرحت خلال الجلسات التي عقدها خبراء دول عدم الانحياز الا ان المهم هي النتائج النهائية التي خرج بها المؤ‌تمر واتفاق كافة اعضاء حركه عدم الانحياز على دعم برنامج ايران النووي والذي يعد القرار النهائي للمؤ‌تمر. واضاف المتحدث باسم الخارجية الايرانية بان اعضاء حركة عدم الانحياز اكدوا دعمهم لبرنامج ايران النووي السلمي باغلبية الاصوات وللمرة الثالثة على التوالي في اجتماع القمة والمؤ‌تمر الوزاري وفي الاجتماعات السابقه، وهذا الاجتماع واعلنوا ان الحل الوحيد لمعالجة ملف ايران النووي يكمن في مواصلة المحادثات بدون وضع شروط مسبقة. واشار قشقاوي الى محتوى بيان طهران في دعم برنامج ايران النووي وقال ان بيان حركة عدم الانحياز في دعم برنامج ايران النووي تضمن تقدما ملحوظا مقارنة الى البيان السابق الذي صدر في كوبا. وضرب قشقاوي مثالا على ذلك وقال ان وزراء خارجية دول عدم الانحياز اقروا في البند الثاني للبيان، على رعاية قرارات وخيارات الجمهورية الاسلامية الايرانية في مجال التكنولوجيا النووية والوقود النووي ورحبوا بمحادثات جنيف. وأكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية ان مشاركة 70 وزيرا و20 وكيلا ومساعد وزير بالمؤ‌تمر وحضور اكثر من مائة وفد سياسي في اجتماع طهران يؤكد عزم الدول الاعضاء ومشاركتهم الفاعلة في الدفاع عن حقوقها ودور الحركه البارز في القضايا الدبلوماسية على الاصعدة الدولية. من جانب آخر قال نائب رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية للشؤون الثقافية والدعاية الدفاعية العميد مسعود جزائري ان رغبة الولايات المتحدة في اجراء حوار مع ايران يعتبر نوعا من التراجع المبني على اساس الواقعية. واعتبر العميد جزائري التصريحات الأخيرة لرئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الاميركي حول ضرورة قيام واشنطن باجراء حوار مع طهران في الوقت الراهن والعمل للحيلولة دون فتح جبهة جديدة امام القوات المسلحة الاميركية بانه امر هام، وقال ان السياسات الاميركية هي السبب الوحيد في عدم الاستقرار في المنطقة وان انسحاب القوات الاميركيه سيكون عاملا موثرا في عوده السلام والاستقرار الى المنطقة.