شردت سيول وفيضانات اجتاحت اجزاء واسعة من السودان عشرات الآلاف من السكان، ركزت الاضرار في ولايات القضارف وشمال بحر الغزل ونهر النيل، وافادت الأنباء بان نحو 1000 اسرة في منطقة المناصير شمال الخرطوم المتأثرة بقيام سد جديد مثير للجدل بين المتأثرين والحكومة، باتت مهددة بالغرق بارتفاع منسوب نهر النيل في الفترة المقبلة، بينما قالت النبوءات الجوية في كل من الولايات المتحدة وأوروبا بان معدلات الامطار في السودان سيكون هذا العام فوق المعدل، ومع ذلك دعت منظمات دينية في الخرطوم الى اقامة صلاة الاستسقاء والدعاء لله بهطول الامطار التي قالت انها تأخرت هذا العام، كما انها لم تهطل حتى اللحظة في بعض المناطق التي تعتمد على مياه الأمطار في الزراعة.
وأعلنت حكومة ولاية نهر النيل شمال الخرطوم أن عددا من القرى والجزر في شمال البلاد المتأثرة بقيام سد مروي تحت الانشاء على نهر النيل قد غرقت، وقال والي ولاية نهر النيل احمد المجذوب في تصريحات صحافية ان حكومته أمدت المتأثرين بعدد 500 خيمة وكميات من المواد الغذائية ووحدة طبية مجهزة، وقال ان ارتفاع منسوب النيل متواصل في المنطقة، واعلن ان ولايته اعلنت الاستنفار لكافة اجهزتها لمواجهة اية احتمالات فيضانات تحدث الغرق في المنطقة، وكشف مجذوب عن استمرار عمليات ترحيل المتأثرين من السد الى الاماكن البديلة، وفقا لرغباتهم في خياري «المكابراب والفداء» المخصصتين للتهجير.
من جانبها، قالت لجنة المتأثرين من قيام سد مروي ان حوالي 1000 أسرة في منطقة المناصير مهددة بالغرق في اعقاب حدوث ارتفاع في منسوب النيل. وذكر مسؤول في اللجنة ان 4 قرى بمنطقة برتي وجزر تسكن فيها نحو 40 أسرة باتت في العراء. وحذر المسؤول من ان الحكومة اذا لم تلتزم بالاتفاق الذي جرى بينها وبين المتأثرين فان السكان سوف يتعرضون للغرق هذا الموسم. وافادت الانباء في الخرطوم ان السيول والفيضانات اجتاحت في اليومين الماضيين مدينة اويل في ولاية شمال بحر الغزال في جنوب السودان، مما ادى الى تدمير المنازل وتشريد نحو 160 ألف اسرة ونفوق 10 آلاف من المواشي. ووجه حاكم الولاية نداء الى حكومة جنوب السودان والمنظمات بتقديم المساعدة للمتضررين، ووصف الوالي الوضع بأنه خرج عن السيطرة من قبل سلطات الولاية. كما افادات الانباء بأن سيولا وفيضانات اجتاحت قرى شرق وغرب نهر الرهد بولاية القضارف شرق البلاد أحدثت خسائر مادية كبيرة في منازل وممتلكات حوالي 7 قرى من بينها قريتان تضررتا ضرراً كاملا، وتشريد قرابة 5 آلاف نسمة، فضلا عن 56 ألفا ظلوا مهددين بالغرق في بقية المناطق. الى ذلك، قال مسؤول في هيئة التنبؤات الجوية في السودان، إن كافة مراكز التنبؤات الجوية باميركا وأوربا والشرق الاوسط تشير إلى أن الامطار في السودان هذا العام فوق المعدل بنسب تتفاوت بين 40% - 50%، وان تحليل هيئة التنبؤات الجوية في السودان ومن خلال الرصد لدرجات الحرارة وصور الاقمار الصناعية يؤكد ان البلاد مقبلة على موسم امطار فوق المعدل اعتبارا من الأسبوع المقبل.