الجامعة العربية تبدي «غضبها».. والأردن يقول إن التقاتل بين الفلسطينيين «يهدد» قيام الدولة

أبو مازن: لا يمكن أن نقطع الأمل.. نحن نختلف ونتقاتل ولكن نعمل لردم هذه الهوة السحيقة

TT

اعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس ان استمرار التقاتل بين الفلسطينيين «يهدد» الجهود لاقامة دولة فلسطينية مستقلة، وذلك خلال محادثات اجراها في عمان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وابلغ الملك الأردني عباس بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني ان «استمرار الاقتتال بين الفصائل الفلسطينية يضر بالقضية الفلسطينية ويهدد الجهود الهادفة الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».

واعرب عن «قلقه تجاه تطورات الاحداث في الاراضي الفلسطينية التي سادت خلال الايام الماضية»، مؤكدا «ضرورة ان يعتمد الفلسطينيون لغة الحوار لحل خلافاتهم الداخلية». واكد عبد الله الثاني «اهمية توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة تحديات المرحلة».

واعلنت حركة حماس ان اسرائيل اعادت عشرات من ناشطي فتح الذين فروا أول من أمس الى اراضيها بعد اشتباكات دامية مع اجهزة الامن التابعة لحماس، الى قطاع غزة حيث اعتقلتهم شرطة الحكومة المقالة. وصرح عباس بعد لقائه العاهل الاردني ان مصر تنوي دعوة الاطراف الفلسطينيين الى اجراء حوار في القاهرة.

وقال ردا على سؤال ان «الحوار ضروري ونحن دعونا اليه، والاخوة في مصر وافقوا على توجيه الدعوات لكافة الفصائل الفلسطينية لحضور الحوار في القاهرة». واضاف عباس «لا يمكن ان نقطع الامل، ونحن نختلف ونتقاتل ولكن مع ذلك لا بد من ان نعمل وليس لنا خيار الا ان نعمل من اجل ردم هذه الهوة السحيقة والتي مع الاسف تتسبب بها حركة حماس». ودعا الحركة الى «العودة الى رشدها وقبول المنطق والعقل والقانون».

ومن جهتها عبرت الجامعة العربية عن «حزنها» و«غضبها» حيال المواجهات التي جرت السبت بين حركتي فتح وحماس واوقعت تسعة قتلى وحوالي تسعين جريحا في قطاع غزة، داعية الى وقف المواجهات فورا.

وصرح الامين العام المساعد للجامعة العربية محمد صبيح للصحافيين ان الجامعة طالبت «بوقف استعمال السلاح بين الاشقاء في الاراضي الفلسطينية المحتلة»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ودعا صبيح «كافة الاطراف» الى ان «يوقفوا هذه المهزلة التي ستكون لها اثار مدمرة على القضية الفلسطينية»، مبديا «غضب وحزن وقلق» الجامعة العربية.

واعمال العنف التي وقعت السبت بين ناشطين من حماس التي تسيطر على قطاع غزة وناشطين من حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس كانت الأكثر دموية منذ ان سيطرت حماس على غزة في يونيو (حزيران) 2007.

وفي القاهرة، أكد وليد العوضي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني (يساري) امس أن «حالة التوتر والتموج الكبيرة بين طرفي الأزمة الداخلية حركتا حماس وفتح تجعل إمكانية بدء الحوار الوطني وفقا لمبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس شيئا صعبا وغير محتمل في المستقبل القريب».

وأوضح العوضي أنه خلال لقاءاته مع المسؤولين بمكتب وزير الاستخبارات المصري عمر سليمان قد تسلم منهم «الأسئلة التي تطرحها مصر على الفصائل الفلسطينية المختلفة بهدف استطلاع آرائهم حول أجندة الحوار». ووصف العوضي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية في القاهرة (د.ب.أ) الدعوات التي توجهها مصر حاليا للفصائل الفلسطينية بأنها «دعوات استكشافية تعتمد على الحسابات العملية من خلال طرح أسئلة محددة لكل فصيل وذلك لتسهيل توجيه الدعوة الرسمية فيما بعد».

ومن المتوقع استمرار وجود الوفد بالقاهرة حتى نهاية الشهر الجاري قبل توجهه للصين لتمثيل حزب الشعب بأحد المؤتمرات هناك.

وأشار العوضي لتفهم مختلف الفصائل عدم تحديد مصر لموعد محدد للحوار «لأن الجميع يدرك أن المناخ الراهن وخاصة التوتر الحادث بين حماس وفتح هو مناخ غير موات لعقد هذا الحوار الوطني»، لافتا إلى أن معاناة الشعب الفلسطيني من حالة الانقسام الراهنة قد تتضاعف إذا ما فشل هذا الحوار.